أحمد كريمة: لا يجوز تصوير قبور المشاهير ولا جثامينهم ومن يفعل ذلك يعذّر بأقسى العقوبات

أثارت جنازة الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز الجدل بسبب تصويرها كاملة ونشرها على وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، إذ تم تصوير النعش والجثمان وهو ينزل بداخل القبر، ليعلق على ذلك الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في لقائه أمس ببرنامج "التاسعة"، موضحًا رأي الشرع في تصوير الجثمان وهو يخرج من النعش وينزل إلى المقبرة.
فذكر الدكتور أحمد كريمة قوله تعالى: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا "، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلق الله تعالى من خلق أكرم وأعز عليه من بني آدم، ليؤكد كريمة أنه في جميع الشرائع سواء كانت سماوية أو لا لا يجوز فيها الاعتداء على حرمة الميت، فيقول كريمة أن الناس قد عرفوا منذ عهد سيدنا آدم وإلى قيام الساعة أن جسد الآدمي مكرم وله خصوصياته، ليؤكد كريمة أنه يمنع تمامًا ان يتم تصويره ونحوه إلا في حالات استثنائية يقررها الفقهاء من الأزهر ودار الإفتاء المصرية للشق الجنائي للطبيب الشرعي فقط، وهذا لضرورة لحقوق الميت نفسه حتى يتم التعرف على سبب وفاته ونحوها، أما عدا ذلك لا يجوز إطلاقًا، بغض النظر عن دينه أو معتقده.
وذكر كريمة ما حدث في غزوة بدر تجاه قتلى المشركين إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم مواراة لأجساد القتلى المشركين، فحتى المثلى محرمة، "النبي صلى الله عليه وسلم حين تأثر باستشهاد عمه سيدنا حمزة بن عبد المطلب قال لإن أمكنني الله من قتلته لأفعلن بهم مثل ما فعلوا وفيها نزلت آية: ولئن عقبتم فعاقبوا ..."، فأمره الله بألا يفعل ذلك أبدًا وللأمة كلها وأخذ منها الفقهاء ان جسد الآدمي مكرم ولا يجوز الاعتداء على حرماته ولا على خصوصياته.
واشار كريمة إلى أن له رأيا خاصا في جثامين الفراعنة أيضًا فلا يجوز عرضهم إلا لغرض علمي، وفي غير ذلك فيجب إعادته إلى الأرض ودفنه بكل ستر، لقوله تعالى: "أماته فأقبره"، فهذا أمر من حق الآدمي حسب تعبيره، وذكر كريمة ما قاله الفقهاء من أن القبر مثوى للإنسان كمسكنه في حياته فلا يجوز اقتحامه بأي شكل من الأشكال، إما من يعتدي فيعذر وينزل به أقسى العقوبات، مؤكدًا أن هذا الأمر داخل في الجثمان والنعش فلا تم تصوير النعش ولا الجثمان.