أكد سفير جمهورية طاجيكستان في القاهرة السفير برويز ميرزازاده، على محورية الدور المصري في القضايا الدولية ومن بينها قضايا البيئة والمناخ، موضحًا أن مصر تدعم طاجيكستان في ملفات عديدة من بينها حماية البيئة والمياه، ومشيدًا بالدور الذي تلعبه القاهرة في منطقتي الشرق الأوسط والقارة الأفريقية. وأشار ميرزازاده خلال ندوة نظمها مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة طاجيكستان بالقاهرة، تحت عنوان "طاجيكستان والأنهار الجليدية 2025... نحو مقاربة جديدة"، إلى أهمية الشراكة بين مصر وطاجيكستان في القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في مجالات المياه والطاقة والبيئة. وأشاد بمشاركة مصر الفعالة في دعم المبادرات الطاجيكية، ومُرحبًا بمشاركتها في المؤتمر الدولي القادم في دوشنبه لما تمتلكه من خبرات واسعة في مجال إدارة الموارد المائية. وأضاف خلال كلمته، أن طاجيكستان باعتبارها قلب آسيا الوسطى الجغرافي، كانت سباقة في طرح المبادرات الدولية لحماية المياه، مثل "العقد الدولي للعمل: المياه من أجل التنمية المستدامة 2018-2028"، التي تم اعتمادها من قِبل الأممالمتحدة. وأشار أيضًا إلى المؤتمر الدولي القادم الذي سينعقد في دوشنبه، مبينًا أن الهدف منه هو توحيد الرؤى والجهود من أجل إيجاد استراتيجيات فعالة لحماية الأنهار الجليدية، مع التركيز على تأثيرات التغير المناخي على النظم البيئية والاقتصادات العالمية. وفي سياق متصل أكد اللواء أ.ح حمدي لبيب -رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية- على محورية الدور الذي تلعبه طاجيكستان في الحفاظ على البيئة بصورة عامة وحماية مياة الأنهار الجليدية بصورة خاصة في ظل التحديات التي يواجهها العالم نتيجة الاحتباس الحراراي والتغير المناخي، مشيدًا بالمبادرة التي طرحتها طاجيكستان تحت قيادة الرئيس إمام على رحمن لحماية الأنهار الجليدية والتي لاقت دعمًا دوليًا وإقليميًا كبيرًا. وأشار لبيب إلى أن طاجيكستان تعُد من الدول السباقة في طرح المبادرات الدولية المتعلقة بالمياه، ومؤكدا على أهمية التوعية بمخاطر التغيرات المناخية التي تؤثر ليس فقط على طاجيكستان، بل على العالم أجمع، وكذلك على ضرورة التعاون والتكاتف الدولي لمواجهة هذه التحديات البيئية. وفي سياق آخر أشار الدكتور محمد عبد المنعم -عضو مجلس إدارة مركز الحوار والمتخصص فى دراسات البيئة- خلال ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان "الأنهار الجليدية... الأهمية الاقتصادية والخريطة العالمية"، إلى أهمية الأنهار الجليدية من الناحيتين البيئية والاقتصادية، موضحًا أن العالم احتفل لأول مرة في 21 مارس 2025 باليوم العالمي للأنهار الجليدية، في خطوة هامة تهدف إلى تحفيز الوعي حيال مخاطر ذوبان الأنهار الجليدية. وأكد أن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا متزايدًا على الاقتصادات والنظم البيئية في مختلف أنحاء العالم. ومن جانبه عرض الدكتور صابر عثمان -خبير التغيرات المناخية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "مناخ أرضنا للتنمية المستدامة"- ورقة عمل بعنوان "التغييرات المناخية والأنهار الجليدية". وأوضح خلالها أن ذوبان الأنهار الجليدية يعُد تحديًا خطيرًا يتطلب استجابة جماعية من المجتمع الدولي كما أشار إلى الدور الحيوي الذي تلعبه طاجيكستان في تحفيز الاهتمام الدولي بهذه القضية، خاصة في منطقة آسيا الوسطى التي تعُد من أغنى مناطق العالم بالموارد المائية. وأكد على أهمية تعزيز التعاون الدولي للتصدي لهذه الظاهرة في ظل نقص الإمكانيات الفنية والتكنولوجية في العديد من الدول. وجدير الذكر أن الندوة قد شهدت حضور ومشاركة لفيف من الخبراء والباحثين والمهتمين بالشأن الطاجيكي وكذا قضايا البيئة والتغيرات المناخية والأنهار. وأدارت الندوة الأستاذة حسناء علي -مساعد مدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية- مؤكدة على أهميتها في تسليط الضوء على القضايا البيئية والتحديات المرتبطة بتغير المناخ في منطقة آسيا الوسطى، بالإضافة إلى الدور البارز الذي تلعبه طاجيكستان في هذه القضايا الحيوية.