ذات ليلة وقعت مشادة كلامية بين فتاة ريكلام تدعى "ن" وزميلتها "ش" أثناء عملهما بملهى ليلي في منطقة العجوزة شمال الجيزة. خلاف على أولوية الرقص واقتناص فرصة الظهور للإيقاع ب"زبون" كتب نهاية تلك العلاقة بطريقة بشعة. اعتداء بالسب والشتم وتراشق بالألفاظ الخارجة أثار غضب "ش" لاسيما أنها تكبرها بثلاثة أعوام لتتوعدها بالرد القاسي قريبا. لم تلق صاحبة ال25 سنة بالًا لتهديد زميلتها باعتبار الأمر "غيرة ونرفزة شغل" لكن أمرًا كان يحاك على نار هادئة في الخفاء. الأسبوع قبل الماضي، دار حديث بين فتاتي الريكلام. أخبرت خلاله صاحبة ال28 سنة زميلتها "تعالي في طلعة هناخد منها قرشين حلوين". حسب العقل المدبر، توجهت الفتاة صاحبة ال25 سنة إلى شقة بمدينة السادس من أكتوبر لقضاء سهرة حمراء مع أحد راغبي المتعة الحرام مقابل مبلغ مالي لكن مفاجأة غير سارة في انتظارها. فوجئت العشرينية -المقيمة ببولاق الدكرور- بزوج زميلتها "م" يبلغ من العمر 33 سنة، الذي بدأ في مداعبتها وراودها عن نفسها لكنها لم تمتثل لطلبه ما دفعه لتلقينها وصلة من الضرب المبرح تحت أنظار زوجته. لم يكتف الزوج بوصلة الضرب، وراح ينهي حياة الفتاة خنقا بكلتا يديه لتبدأ الخطة التالية من الخطة الشيطانية. أحضر الزوجان ساطورا و4 سكاكين استخدماها في فصل رأس المجني عليها عن جسدها ثم تقطيعها إلى 6 أجزاء (ذراعان - الجزع - الساقان - منطقة الحوض). مع انتهاء مرحلة التقطيع، وضع ثنائي الشر الأشلاء داخل أكياس ثم تقسيمها على حقيبتي سفر، ضمت الأولى الرأس والجزع والثانية باقي الأجزاء. تخلص الزوجان من الحقيبة الأولى بمنطقة تحت الإنشاء بطريق الواحات، ودفنا التانية في حفرة بمنطقة صحراوية، بينما تخلصا من الأدوات المستخدمة في جريمتهما داخل إحدى البنايات. في الصباح، تلقى اللواء مدحت فارس نائب مدير مباحث الجيزة إشارة من شرطة النجدة بالعثور على جثة فتاة داخل حقيبة ملقاة بطريق الواحات. وانتقلت قوات الشرطة إلى محل البلاغ، وتبين أن الجثة لفتاة في العشرينات من العمر مفصولة الرأس ومقطعة إلى أجزاء، وعثر على الرأس والجزع بالحقيبة. وشكل اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة فريق بحث رفيع المستوى بقيادة اللوء عاصم أبو الخير وبمشاركة العميد علاء فتحي والعقيد فوزي عامر مفتش قطاع أكتوبر؛ لتحديد هوية الفتاة. ونشرت الشرطة أوصاف القتيلة لتحديد هويتها فضلا عن مراجعة بلاغات التغيب في الأقسام المحيطة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام. جهود البحث والتحري المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث ثاني أكتوبر، توصلت إلى أن المجني عليها تعمل كمضيفة في ملهى ليلي، وأن وراء ارتكاب الواقعة زميلتها وزوجها "لديهما طفل"؛ بسبب خلافات في العمل. عقب تقنين الإجراءات، تمكنت مأمورية بقيادة الرائد محمد فودة والنقيبين محمد العادلي ومحمد رحيم، معاوني مباحث قسم ثاني أكتوبر، من ضبط المتهمين وأقرا بارتكاب الواقعة وأرشدا عن مكان الحقيبة الثانية التي تحوي باقي أشلاء المجني عليها والأدوات المستخدمة أيضا. وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء رجب عبد العال مدير أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.