تصوير- علاء أحمد: على صفحتها الرسمية، زفت وزارة السياحة والآثار بشرى للمواطنين، بعودة مدفع رمضان بقلعة صلاح الدين للانطلاق، بعد توقف دام 30 عاما. حدث كان لدى علاء أحمد المصور الصحفي رغبة في توثيقه. غير أن المصور ومن معه عادوا بخفي حنين، فالمدفع الذي لم ينطلق منذ عام 1992 لم يصدر أي صوت، وكان الدخان عوضا عن ذلك، وبعد أذان المغرب بعدة ثوان، دون أن يفهم أحدهم سبب ذلك. كانت وزارة السياحة والآثار، قد أعلنت أنها قامت بتجريب أخير لإطلاق مدفع رمضان مساء أمس، الاثنين، من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين، بعد ترميمه، والذي شمل إزالة الصدأ المكونة على جسم المدفع، وتنظيفه من الداخل، بحسب الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لكن علاء وبقية المصورين الذين كانوا معه لم يصل إلى مسامعهم ذلك الصوت المدوي، الذي اعتادوا سماعه منذ سنوات عبر أثير الراديو: «معملش صوت، طلع دخان بس، ومبقناش فاهمين المشكلة فين، والعمال اللي كانوا هناك قالولنا إحنا كده خلصنا وهنروح نفطر». كان المشهد ساحرا، المدفع فوق مرتفع كبير عن القاهرة، ولحظات الغروب مدهشة، كل ما هنالك يوحي بصورة جميلة، غير أن الشاب انتظر صوت المدفع، لكنه لم يصل لأذنه ومن معه، فالتقطوا صورا للحظات خروج الدخان من فوهة المدفع، واكتفوا بذلك، وشعر المصور الشاب بخيبة كبيرة، كونه لم يتناول الإفطار داخل منزله رفقة أسرته لتصوير ذلك الحدث. فيما سخر البعض على مواقع التواصل الاجتماعي من ذلك المشهد. بحسب ما جاء في بيان وزارة السياحة والآثار، فإن إيمان زيدان مساعد وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية، قد أوضحت أن «المدفع سوف يضرب من جديد لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة». وكان شعاع الليزر حاضرا بالفعل، والدخان كذلك، لكن الصوت جاء ضعيفا من مصدر لا يعرف علاء أين كان، فيما يرجح مصور آخر أن الصوت الخافت جاء من مكبرات صوت بالمكان فحسب. كان سيد حسن، مصور صحفي، رغب في توثيق ذلك الحدث، والذي يبلغ عمره أقل من عامين على آخر مرة انطلق فيها المدفع منذ 30 عاما، حاضرا هناك. جهز معداته وأدواته، وانتظر اللحظة الحاسمة، لكن المدفع لم ينطلق، وكان برفقة حسن نحو 15 مصورا آخرين، قدموا للمكان خصيصا لذلك الهدف: «لقينا الأذان أذن، وملقناش ضرب المدفع، حصل دخان وخلاص وبعد الأذان بشوية». فما كان من حسن ورفاقه إلا أن طلبوا من العمال أن يظهر الدخان من جديد رغبة في صور أخرى، فيما يعتبر الشاب مجهوده في ذلك اليوم ذهب سدى: «فيعتبر رحت أصور الولا حاجة، كنت بقول إنه دي حاجة حلوة لازم أصورها وأحضرها، لكن في الآخر ملقناش ضرب ولا حاجة ومش فاهمين ده ليه». رواية علاء وسيد أكدها مصوران آخران كانا حاضرين ذلك المشهد، وتدعم روايتهم ما قامت به صفحات إخبارية لبث مباشر، من هناك، وكان صوت الضرب الوحيد لمقطع فيديو تم تشغيله، وفي نهايته عبارة كانت واضحة «لو عجبك الفيديو ده متنساش تعمل سبسكرايب». الدكتورة سها بهجت، المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار، أوضحت في تصريحات لمصراوي، أن الغرض من عودة المدفع من جديد، إحياء عادة قديمة وأصيلة ومحببة للمصرين، لكنها بطريقة تكنولوجية حديثة غير التقليدية المعتادة: «المدفع بيضرب بدانة، ولو اتعمل بالشكل ده هتؤثر على الطابع المعماري والأثري، وهيكون ليها تأثير على الآثار بالقلعة». وقالت إن «هناك غرفة تتحكم في إطلاق المدفع، وحدث تأخير اليوم في موعد انطلاقه، لكن العمل يجري الآن داخل تلك الغرفة ليكون التوقيت مناسبا مع لحظة أذان المغرب في الغد، وستكون العملية إلكترونية تماما لا يتدخل فيها العنصر البشري».