وقّع السودان والولاياتالمتحدة إعلان "اتفاقيات ابراهام"، الأربعاء، في إطار أول زيارة من نوعها إلى الخرطوم، لوفد حكومي أمريكي رفيع المستوى برئاسة وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين. وينص الإعلان على ضرورة ترسيخ معاني التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، بما يخدم تعزيز ثقافة السلام. وأكّدت بنود الإعلان أن أفضل الطُرُق للوصول لسلام مستدام بالمنطقة والعالم تتأتّى من خلال التعاون المشترك والحوار بين الدول لتطوير جودة المعيشة، وأن ينعم مواطني المنطقة بحياة تتسم بالأمل والكرامة، دون اعتبار للتمييز على أي أساس، عرقي أو ديني أو غيره. كما وقّع الجانبان مذكرة تفاهم بخصوص القرض التجسيري الذي ستُسدد الولاياتالمتحدة بموجبه متأخرات السودان لمجموعة البنك الدولي، مما يُمكن البلاد أخيرًا من الوصول لمصادر تمويل تصل قيمتها لمليار ونصف المليار دولار سنويًا، لأول مرة منذ 27 عامًا. واعتبر وزير الخزانة الأمري أن التوقيع على تلك المذكرة "انعاشًا للاقتصاد السوداني"، لا سيّما بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، داعيا السودانيين للعمل مع بعض من اجل بناء بنى تحتية قوية، وفق وكالة الأنباء السودانية (سونا). ويعاني السودان نقصًا مزمنًا في العملة الصعبة وتضخما متسارعا أثرا على القوة الشرائية لجميع الطبقات الاجتماعية. وتقدر ديونه الخارجية بحوالى 60 مليار دولار. كانت الولاياتالمتحدة شطبت رسميا السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب في 14 ديسمبر، مقابل تطبيع علاقاته مع إسرائيل. ووافق السودان على هذه الخطوة في أكتوبر، لكنه قال إنها لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد موافقة برلمان لم يتم تشكيله بعد. في المقابل، خصصت واشنطن مئات الملايين من الدولارات بشكل مساعدات للسودان. وأفادت وزارة العدل السودانية بأن المبلغ الإجمالي للمساعدات الأمريكية المباشرة وغير المباشرة التي ستقدم بموجب الاتفاق تبلغ 1,1 مليار دولار، بالإضافة إلى "مليار دولار أخرى التزمت الولاياتالمتحدة تحويلها إلى البنك الدولي لدفع المتأخرات المستحقة على السودان".