فقدت 101 دولارًا في جلسة.. لماذا هوت أسعار الذهب في البورصات العالمية؟

تراجعت أسعار الذهب بشكل كبير بالبورصات العالمية، خلال جلسة أمس الاثنين، ليهبط سعر الأوقية بحوالي 5%، مقارنة بمستواها مع بداية الجلسة، مدفوعة بعمليات جني أرباح والإعلان عن لقاح لفيروس كورونا قد يكون فاعل بنسبة 90%، بحسب ما قاله محللون بشركات استثمار لمصراوي.
ووفقا لوكالة بلومبرج، تراجع الذهب في المعاملات الفورية أمس إلى 1855 دولارًا للأوقية، مقابل 1956 دولارا للأوقية مع بداية الجلسة، لتفقد 101 دولارًا في جلسة أمس.
وتسبب تراجع الأسعار العالمية في انخفاض أسعار الذهب في مصر لليوم الثاني على التوالي، لتصبح إجمالي قيمة التراجع 32 جنيهًا للجرام عيار 21.
أسباب التراجع
قال محللون بشركات استثمار لمصراوي، إن تراجع الأسعار العالمية يرجع إلى عدة أسباب أولها بيع كميات كبيرة من الذهب من قبل المستثمرين خلال الفترة الماضية، وذلك بعد صعود سعر الأوقية بمستوى كبير مع بداية جلسة أمس، بالإضافة إلى إعلان شركة فايزر عن لقاح لفيروس كورونا.
وقال أيمن أبو هند خبير الاستثمار والمؤسس ومدير الاستثمار بشركة "أدفايزبول هولدينج"، إن أسعار الذهب تراجعت بشكل كبير بالبورصات العالمية خلال جلسة أمس، لبيع المستثمرين كميات كبيرة من الذهب، بعد وصول سعر الأوقية إلى مستوى كبير مع بداية التداولات.
وسجلت أسعار الذهب أمس صعودًا لتبلغ 1959.80 دولار للأوقية بعد ساعة من بداية التداولات، لتسجل أعلى مستوى من شهرين، وفقًا لبلومبرج.
ووفقا لقول أبو هند، فإن زيادة أسعار الذهب إلى هذا المستوى خلال الفترة الماضية قبل الهبوط الحالي، بسبب التخوفات من الموجة الثانية لكورونا، بالإضافة إلى عدم وضوح رؤية الانتخابات الأمريكية.
وأدى انتهاء الانتخابات الأمريكية والإعلان عن الرئيس الأمريكي الجديد إلى تقليل التعرض للذهب كملاذ آمن، فبدأت عمليات البيع وهبوط الأسعار مرة أخرى.
وقال أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة "آي ماركتس" للاستشارات المالية في مصر، إن أسعار الذهب بالبورصات العالمية تراجعت بحوالي 5%، ليسجل سعر الأوقية بنهاية جلسة أمس 1855 دولارا.
وأضاف معطي، أن الهبوط يرجع إلى إعلان شركة فايزر عن الانتهاء من المرحلة الثالثة لاختبارات لقاح كورونا، أمس.
وقالت الشركة، أمس لاثنين، إن اختبارات لقاحهما لفيروس كورونا انتهت بنجاح، وأوضحت أن اللقاح التجريبي يحمي من مرض كوفيد- 19 الذي يُسببه فيروس كورونا بنسبة تتجاوز 90%.
وذكر معطي، أن التعليق الإيجابي لمنظمة الصحة العالمية عن لقاح شركة فايزر شارك في تأكيد الخبر الشركة، وساعد في الهبوط أيضا.
ووفقا لقول معطي، أن سبب ارتفاع الذهب على مدار الأشهر الماضية كان بسبب أزمة كورونا، مشيرا إلى أن الإعلان عن اللقاح يبشر بانتهاء الأزمة، مما ينتج عنه تراجع أسعار الذهب، ورفع شهية المستثمرين إلى الاتجاه إلى شراء الأسهم بالبورصات.
وأضاف معطي، أن الاتجاه من قبل المستثمرين لشراء الأسهم بالبورصات حدث بالفعل أمس، وارتفعت الأسهم بالبورصات العربية والعالمية.
وحلقت الأسواق الأمريكية والأوروبية والعربية خلال تداولات، أمس الاثنين، متأثرة بفوز جو بايدن، برئاسة أمريكا، وإعلان شركة فايزر للأدوية الأمريكية وشركة بيونتيك الألمانية أن اللقاح التجريبي الذي يطورانه يحمي من فيروس كورونا بنسبة تتجاوز 90%.
التوقعات الفترة المقبلة
بحسب معطي، فإن الفترة المقبلة شديدة الضبابية لعدم وضوح الرؤية إلى أين يتجه الذهب صعودا أو هبوطا.
واتفق أبو هند مع معطي قائلا، إنه يصعب معرفة اتجاه الذهب بالأسواق العالمية إلى أين يتجه خلال الفترة المقبلة، ولكنه يتوقع عدم تخطي سعر الأوقية حاجز 1900 دولارا مرة أخرى.
وتوقع معطي، أن تتذبذب أسعار الذهب بالسوق العالمي خلال الفترة المقبلة بين 1800 و1900 دولار للأوقية صعودا وهبوطا.
وفسر معطي توقعه، إلى أن هبوط الأسعار جاء نتيجة الإعلان عن الانتهاء من المرحلة الثالثة من اختبار اللقاح وليس مرحلة تصنيع للقاح وتوزيعه، مشيرا إلى أنه إلى الآن هناك إصابات متزايدة بالعديد من الدول حاليا، فمع إعلان التزايد بالإصابات يؤدي إلى صعود الذهب.
وتابع معطي، أنه أيضا مع الإعلان عن أي خبر إيجابي آخر عن اللقاح سيؤدي إلى تراجع الذهب بالأسواق العالمية، حتى يتم طرح اللقاح بالفعل خلال مارس العام المقبل.
وأشار معطي وأبو هند، إلى أن أيضا مشروع قانون التحفيز التي تستعد الولايات المتحدة لتنفيذه لتخفيف الضغوط الاقتصادية التي يفرضها كورونا، سيؤدي إلى التحكم في اتجاه الذهب البورصات.
ويسعى الحزب الديمقراطي والرئيس الأمريكي الجديد إلى مشروع قانون تحفيز جديد لتخفيف الضغوط الاقتصادية العميقة التي يفرضها الوباء.