تحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، رده على سؤال يقول: ما حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟ في إجابته، أوضح عاشور الرأي الشرعي، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، قائلًا: أولًا : من المقرَّر شرعًا أن مكان القبر لا يجوز أن يُتَّخَذَ لأي غرض آخر كالصلاة مثلًا . ثانيًا: إضافة المساجد إلى قبور الأولياء وعباد الله الصالحين فيها جائزةٌ ومشروعةٌ ؛ لما فيها من استبقاء لآثارهم ؛ ليكونوا دائمًا قدوة للناس في الطاعة والاتباع ونفع الناس ، وهو أمرٌ ثابتٌ بالكتاب والسنة وفعل الصحابة واتفاق الأمة العملي على مر العصور : فمن القرآن الكريم : قوله تعالى في مدح أصحاب أهل الكهف : {فَقَالُواْ 0بۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنٗاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ 0لَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا} [الكهف: 21]. ومن السُّنة : ما ثبت في الآثار أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر رضي الله عنها وسبعين نبيًّا قد دُفِنوا في البيت الحرام ، وأقر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يأمر بنبش هذه القبور وإخراجها من المسجد الحرام. وأما فعل الصحابة : فقد دُفِنَ النبي صلى الله عليه وسلم في حُجرةِ السيدة عائشة رضي الله عنها المتصلة بالمسجد الذي يصلي فيه الصحابة ومَنْ بعدهم من المسلمين ، وهذا هو نفس وضع المساجد المتصلة بحجرات أضرحة الأولياء والصالحين في زماننا. وفي خلاصة فتواه، أكد عاشور أن الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة الأولياء والصالحين صحيحةٌ ومشروعةٌ ، بل قال بعض العلماء : إنها تصل إلى دَرجةِ الاستحباب نظَرًا لِسِرِّ بَرَكَةِ أصحابها ، وما يُثار مِن أنها بَاطلةٌ هو قولٌ مغلوط في الفهم ولا سَنَد له ، فلا يعتمد عليه. والله أعلم