حقق رقماً تاريخياً و"عزل" مع بلاده .. حكاية "موسيماني" مدرب الأهلي الجديد

في وقت قياسي، أصبح الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني أحد أنجح المدربين في القارة الأفريقية، بعدما قاد فريق صنداونز لحقبة ذهبية، حقق خلالها دوري أبطال أفريقيا عام 2016، وتُوج بكأس السوبر الأفريقي في العام التالي.
نجاحات موسيماني على مقعد قيادة صنداونز أهلته لخطوة مفاجئة، بعدما أعلن النادي الأهلي المصري رسميًا تعاقده مع المدير الفني الجنوب أفريقي لمدة موسمين، خلفًا للسويسري رينيه فايلر، الذي أعلن النادي المصري إنهاء تعاقده عقب مواجهته أمام الترسانة، في دور الستة عشر لكأس مصر، مساء أمس الأربعاء.
لم يتمتع موسيماني بشهرة كبيرة في القارة السمراء عندما كان لاعبًا، لكنه لم يكن "مغمورًا" في جنوب أفريقيا، حيث قدم مسيرة مميزة، ومثل منتخب بلاده في واحدة من فتراته المميزة بتسعينيات القرن الماضي.
افتتح موسيماني الذي لعب في خط الوسط مسيرته بشكل مثالي، بعدما قدمه فريق جومو كوزموس عام 1982 كأحد أبرز المواهب الجنوب أفريقية، وبات اللاعب الذي لم يتجاوز 18 عامًا في ذلك الحين محط أنظار العديد من الأندية الكبرى، قبل أن ينجح صنداونز في التعاقد معه في صفقة تاريخية عام 1985، بلغت قيمتها 60 ألف راند، كأغلى لاعب في جنوب أفريقيا.
تنقل موسيماني بين فريقي جومو كوزموس وصنداونز حتى عام 1989، حيث لعب في ثلاث فترات للنادي الذي قدمه، ولعب لفترتين بصفوف صنداونز، قبل الانتقال إلى أورلاندو بايرتس عام 1989.
في العام ذاته خاض موسيماني تجربته الأبرز خلال مشواره، عندما انتقل إلى فريق إيونيكوس نيكياس اليوناني، الذي مثله لستة مواسم، وهي التجربة التي تزامنت مع إحياء الكرة الجنوب أفريقية مجددًا على الصعيد الدولي.
وعانت جنوب أفريقيا من العزل الرياضي لعقود، بسبب أزمات العنصرية التي مزقت البلاده، مما أدى لاستبعاد الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم من الاتحادين الدولي والأفريقي، قبل رفع الحظر مطلع التسعينيات، عقب انتهاء تلك الأزمات، وانسجام اللاعبين أصحاب البشرة السوداء في منتخبات جنوب أفريقيا.
افتتح المنتخب الجنوب أفريقي مشواره الرسمي في العصر الجديد عام 1992، في وقت بلغ فيه عمر موسيماني 28 عامًا، ومثل لاعب خط الوسط المميز منتخب بلاده بشكل رسمي في العام التالي، خلال التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية عام 1994.
لعب منتخب جنوب أفريقيا في المجموعة الخامسة بالتصفيات المؤهلة للبطولة القارية التي احتضنتها الأراضي التونسية، إلى جانب منتخبات زامبيا، زيمبابوي وموريشيوس، وسجل موسيماني هدفًا في مواجهته الرسمية الأولى، والتي ساهم خلالها في الفوز الجنوب أفريقي الوحيد في تلك التصفيات، بثلاثة أهداف مقابل هدف على موريشيوس، في الخامس والعشرين من يوليو عام 1993.
مثل موسيماني جنوب أفريقيا في مواجهة ودية أمام المنتخب المكسيكي بالسادس من أكتوبر عام 1993، فاز بها الأخير برباعية نظيفة، قبل المشاركة أمام منتخبي مدغشقر وموريشيوس في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 1996، والتي توقفت مسيرة المنتخب الجنوب أفريقي خلالها، بعد حصول بلاده على حق الاستضافة بشكل متأخر.
عاد موسيماني من تجربته اليونانية عبر بواية فريق ريتا بيرلار، ولم يحظ بفرصة الانضمام لقائمة المنتخب الجنوب أفريقي، الذي تُوج بكأس الأمم الأفريقية وسط جماهيره، قبل أن يختتم مسيرته بقميص فريق السد القطري عام 1996.