سجلت الجزائر اليوم الثلاثاء، أول حالة إصابة بمتلازمة كاواساكي، لطفل عمره 32 شهرًا، وأعلنت الدكتورة سعيدة برهامي رئيسة قسم طب الأطفال بمستشفى جامعة بن فليس التهامي، اليوم عن تسجيل أول حالة بالمرض الذي يعتقد أنه مرتبط بوباء كورونا المستجد. وكانت منظمة الصحة العالمية، حذرت في 15 مايو الماضي، من متلازمة كاواساكي، وأعلنت أنها سوف تنشر إرشاداتها بشأن مرض يظهر على الأطفال. وقالت خبيرة المنظمة الدكتورة ماريا فان كيركوف، إن المنظمة ناقشت المعلومات التي تصلها عن هذا المرض منذ وصلتها لأول مرة من الأخصائيين في المملكة المتحدة، كما طلبت المنظمة من الدول أن ترفع تقاريرها عن المرض الجديد ووتيرته. وأشارت فان كيركوف، إلى أنه يبدو أن المرض نادر للغاية ولكن هناك حاجة لمعرفة إن كان هناك رابط بينه وبين كورونا وأن يمد الإخصائيون المنظمة بكل المعلومات حتى يمكن إيجاد العلاج المناسب. وفي نهاية أبريل الماضي؛ حذر أطباء في بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، أكثر البلدان الأوروبية تضررًا من وباء كورونا المستجد، من مخاطر ظهور حالات التهابية نادرة بين الأطفال، رجحوا أنها مرتبطة بالوباء الجديد، حسبما أفادت شبكة يورونيوز. وأصدرت جمعية العناية المركزة للأطفال في بريطانيا، وقتها تنبيهًا للأطباء مشيرة إلى أنها سجلت زيادة في عدد الأطفال الذين يعانون من حالة التهابية متعددة تتطلب رعاية مكثفة، بمختلف أنحاء البلاد. وقالت الجمعية إن هناك قلقًا متزايدًا من ظهور متلازمة مرتبطة بوباء كورونا المستجد، لدى الأطفال أو أن مرضًا مختلفًا غير معروف يكون هو السبب وراء ذلك. ونقلت شبكة "يورو نيوز" الإخبارية، الشهر الماضي، عن رئيس الكلية الملكية لطب الأطفال، راسل فينر، قوله: "نحن نعلم بالفعل أن عددًا صغيرًا جدًا من الأطفال يمكن أن يصابوا بفيروس كورونا لكن هذا نادر جدًا"، لكنه حذر من ظهور أمراض جديدة بطرق تفاجئنا. ما هي أعراض الصدمة التسممية، المعروف ب"كاواساكي" لدى الأطفال؟ هو مرض نادر يصيب الأطفال دون الخامسة، ويتميز هذا المرض بالالتهاب الحاد في الأوعية غير المعروف مصدرها، وتشمل أعراضه الحمى والطفح الجلدي والتهاب العينين وإحمرار في البلعوم وتجويف الفم، وتورم في كف اليدين والقدمين وتضخم العقد اللمفاوية في الرقبة، فضلاً عن ارتفاع لدرجة الحرارة بشكل غير عادي لمدة 5 أيام. وتؤدي المتلازمة الالتهابية إلى الخلل بعمل القلب وأعضاء أخرى لدى الأطفال، ويمكنها أن تكون قاتلة، لكن الأطباء يشيرون إلى أنها نادرة وتصيب نسبة ضئيلة من الأطفال المصابين بفيروس كورونا. هل سجلت حالات خلال جائحة كورونا بمتلازمة كاواساكي؟ سجلت بريطانيا وحدها، عشرات الحالات، بنفس الأعراض، لكن الأطباء غير متأكدين بعد من أنه مرض "كاواساكي" خاصة بعد تسجيل إصابات بكورونا بين الأطفال وتشابه الأعراض إلى حد ما بين المرضين. وتحقق هيئة الصحة العامة البريطانية، في التقارير التي وردت إليها. كما سجلت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا حالات مشابهة خلال مايو الماضي. وفي نيويورك تجاوزت أعداد الإصابات بالمتلازمة أكثر من 150 طفلًا. وأعلن عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو أن مراكز الرقابة على الأمراض والوقاية في البلاد أكدت وجود الصلة بين متلازمة التهابية جديدة لدى الأطفال وفيروس كورونا. وقال دي بلاسيو خلال مؤتمر صحفي له منتصف مايو الماضي: "هذا أمر مهم، كنا نفترض ذلك، لكنهم أجروا أبحاثاً إضافية ليؤكدوا ذلك 100%". يذكر أن ظهور المتلازمة الالتهابية الجديدة لدى الأطفال أثار قلقًا لدى الأطباء في الولاياتالمتحدة وأوروبا، حيث تم تسجيل عدد من الوفيات بسببها. يشار إلى أن البيانات التي شملت أكثر من 75 ألف حالة في الصين، أظهرت أن الأطفال يشكلون 2.4% من جميع الحالات وقد عانوا فعلاً لكن من أعراض خفيفة مقارنة بالأكبر سنًا. من مكتشف المرض؟ وغيب الموت في 10 يونيو الجاري، طبيب الأطفال توميساكو كاواساكي عن عمر ناهز 95 عامًا، الذي اكتشف المرض لأول مرة في ستينات القرن الماضي، عندما كان طبيبًا مبتدئًا، ولاحظ أعراض المتلازمة أثناء علاجه أطفالاً مصابين بالحمى وأحمرار في العينين وطفح جلدي بدون أسباب واضحة، حسبما أفادت فرانس برس. وحتى عام 1976؛ سجل الطبيب الياباني نحو 50 حالة إصابة بالمرض الجديد، وأصبح المرض يعرف باسم متلازمة كاواساكي، نسبة لمكتشفه. وعاد هذا المرض إلى الواجهة، بعدما أبلغ أطباء في دول مختلفة عن حالات تشبه أعراضها مرض كاواساكي كمضاعفات محتملة تتصاعد بين الأطفال المصابين بفيروس كورونا.
