"طعنة مفك" تكشف لغز سقوط شاب من الطابق ال6 في "شهر العسل" بالإسكندرية

يوم، الجمعة الماضي، سمع موظف صراخًا وأصوات مشادة في شقة الطابق السادس بالعقار المواجه له بشارع النقراشي بمنطقة شهر العسل غربي الإسكندرية، لم يكترث في البداية لاعتياده على أصوات المشاجرات من حين إلى آخر.
وفي غضون دقائق، تملكه الفضول وانتفض مسرعا إلى شرفة شقته بعد سماعه صوت ارتطام قوي بالأرض هذه المرة، وبالنظر إلى الشارع فوجئ بجثة شاب غارقا في الدماء.
استغاث الموظف بحارس العقار- محل الحادث- وأجريا اتصالا هاتفيا بشرطة النجدة:"الحقونا في شخص وقع من بلكونة شقة بالدور السادس بعقار بشارع النقراشي بمنطقة شهر العسل".
السادسة صباحا
"أنا شوفته كان طالع الشقة النهاردة الساعة 6 الصبح مع جوز أخته.. دا نسيب الأستاذ خالد.. ومعرفش إيه حصل؟"، هكذا قال حارس العقار للجيران والمارة المتجمعين حول جثة المجني عليه، انتظارًا لوصول قوات الشرطة.
مرت نصف ساعة قبل أن تصل قوة من قسم شرطة الدخيلة والنجدة إلى مسرح الجريمة، تفرق الجميع، وشرعت الأدلة الجنائية والأمن في فحص الجثة والشقة محل الحادث.
وتبين من الفحص أن الجثة ل"أحمد. ع. م" 19 عاما، عاطل، والشقة محل الحادث خاصة بزوج شقيقته "خالد. إ. إ. ال" 39 عاما، صاحب محل قطع غيار سيارات، له معلومات جنائية مسجلة.
تحرر عن ذلك المحضر رقم 6766 لسنة 2020 إداري قسم شرطة الدخيلة، وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيق، وإجراء تحريات المباحث حول الواقعة، وندب خبراء الأدلة الجنائية.
طعنة مفك
انتقل فريق من النيابة العامة إلى مسرح الجريمة، وكشفت معاينة النيابة للجثة عن مفاجأة إذ تبين وجود جرح طعني غائر بالناحية اليسرى من الظهر، ليس بسكين أو مطواة، يبدو بسيخ أو مفك، بخلاف الجروح والكسور التي سببتها ارتطام المجني عليه بالأرض.
وباستكمال معاينة الشقة محل الحادث، تبين وجود آثار بعثرة في أثاث ومحتويات إحدى الغرف ما يرجح نشوب مشاجرة قبل سقوط المجني عليه من الشرفة.
ألقى القبض على المتهم، وأنكر في التحقيقات قتله المجني عليه، مشيرا إلى أن شقيق زوجته أصيب بالذعر والخوف خلال المشاجرة التي نشبت بينهما وألقى نفسه من الشرفة- بحسب قوله.
زواج عرفي
وتبين من التحريات أن المتهم، له معلومات جنائية مسجلة، وسبق اتهامه في 3 جنايات "تعاطي مخدرات، ضرب، سلاح أبيض" عام 2018، ومتزوج مرتين، الأولى لديه منها أطفال، والثانية عرفيا "شقيقة المجني" "هبة. ع".
وبسؤال شهود العيان وأسرة المجني عليه، أكدوا في التحقيقات أن المتهم كان دائم الشجار مع زوجته الثانية ويعذبها ويحرقها بالنار بسبب الخلافات الزوجية، واعتادت ترك المنزل.
"عايز مراتي"
ووفقا لأسرة المجني عليه، اعتاد المتهم اقتياد شقيق زوجته الأصغر "المجني عليه" واحتجازه، لإجبار أسرتها على إعادتها له أو إخباره بمكان تواجدها.
وأضافوا أن ابنتهم هربت من المعاملة السيئة لزوجها ورفضت العودة إلى منزلهم خشية أن يجدها المتهم وأخبرتهم بمكان تواجدها، موضحين أن الزوج عندما لم يجدها لديهم أخذ شقيقها واحتجزه في منزله لإجبار زوجته على العودة إليه إلا أنه علموا في اليوم التالي بوفاته.
أمر النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وتحريز قميص ملطخ بالدماء خاص بالمجني عليه، وإرساله للطب الشرعي، وتشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة.
وقررت النيابة العامة تفريغ مكالمات هاتفية بواسطة المختصين بين المتهم وأهل الزوجة تبين التفاوض معهم لإطلاق سراح المجني عليه، وسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة.