سفير مصر ببيروت يدعو للتصدي لتحويل الخلاف السياسي إلى فتنة مذهبية

أكد سفير مصر لدى لبنان الدكتور ياسر علوي، أن كافة محاولات زرع الفتنة، لا تصدر إلا عن جاهل موتور أو متآمر وأنه ينبغي التصدي لها بكل قوة وحسم لما تمثله من خطورة بالغة على أمن واستقرار البلاد، مشيدا في هذا الصدد بمواقف القيادات السياسية والدينية اللبنانية التي سارعت إلى وأد فتنة مذهبية كادت أن تقع قبل يومين .
جاء ذلك في تصريح أدلى به السفير الدكتور ياسر علوي، عقب لقاء عقده ظهر اليوم مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بمقر دار الفتوى.
وقال سفير مصر: "الاختلاف السياسي هو من طبائع الأمور، وهو دائما خلاف قابل للحل لأنه خلاف على مغانم قابلة للقسمة، أما من يحاول أن يحول ذلك إلى خلاف على هويات ومقدسات غير قابلة بحكم التعريف إلى القسمة فهو جاهل موتور أو متآمر، وفي الحالتين فإن مواجهته واجب على كل لبناني وعلى كل عربي".
وشدد السفير ياسر علوي على أن الوحدة والاستقرار في لبنان "خط أحمر".. معربا في هذا الصدد عن تقديره البالغ لمواقف القيادات اللبنانية وفي مقدمها مفتي الجمهورية، والتي اتسمت بالحكمة في سبيل درء مخاطر الفتنة التي كادت أن تندلع في البلاد.
وأشار إلى أنه أكد خلال اللقاء مع مفتي الجمهورية اللبنانية على ما تضمنه بيان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، من أهمية درء الفتنة والحفاظ على وحدة لبنان وتجنب أي محاولة يقوم بها أي شخص لزرع الفتن.
وأعرب السفير المصري عن ثقته في القيادات اللبنانية الحكيمة والتي تداعت بسرعة ومسئولية تليق بها وبمسئولياتها، لدرء هذه الفتنة وطي هذا الأمر الذي يجب ألا يتكرر أبدا أيا كانت الظروف.
وكانت الاحتجاجات التي وقعت في العاصمة اللبنانية أمس الأول السبت قد شهدت في جانب منها قيام بعض المجموعات بإطلاق هتافات تنطوي على تطاول وإساءات مذهبية طالت السيدة عائشة زوجة النبي محمد، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء العارم في البلاد.
وسارعت القيادات السياسية وكافة المرجعيات الإسلامية اللبنانية المختلفة، إلى إصدار بيانات وتصريحات استنكرت بشدة هذه الهتافات التي من شأنها إحداث فتنة وانقسام في البلاد، مؤكدين رفضهم القاطع لمثل هذه الأمور كونها تشكل خطرا على السلم الأهلي والاستقرار في لبنان.