نقل فريق من الباحثين بمعهد علوم البحار في السويس، اليوم الخميس، "دولفين" نافق لدفنه بالمعهد بطريقة علمية للاستفادة من هيكله العظمي، بعد العثور عليه في مرحلة تحلل متقدمة على الشاطئ العام بالأدبية. وكان الدكتور محمد نصار مدير معهد علوم البحار والمصايد فرع خليجي السويس والعقبة كلف الدكتور أمجد محمد شعبان مدير بيولوجيا المصايد، بالتوجه إلى الشاطئ العام مع فريق من جهاز شئون البيئة، فور تلقيه بلاغ من مدير الشاطئ بالعثور على 3 دلافين نافقة. وقال الدكتور أمجد شعبان مدرس بيولوجيا المصايد، إن مدير الشاطئ العام أبلغ بمشاهدته 3 دلافين نافقة بعد مضي 5 أيام من الواقعة. وأضاف في تصريح صحفي، أنه عند انتقال لجنة من الباحثين فور تلقى بلاغًا بالواقعة، لم يعثروا إلا على دولفين واحد، "مدير الشاطئ قالنا إنه شاف 3 دلافين، وفوجئ إن الكلاب وغربان نهشت 2 وسحبت أمواج الجزر ما تبقى منهما". وأجرت اللجنة مسح للشاطئ وأخد عينات من المياه، وأفاد فحص الدولفين النافق أنه في حالة تعفن متقدم وأن أجزاء منه بمنطقة الرأس والبطن مفقودة ويبلغ طوله حوالى 130 سنتيمتر تقريبا، ومن مجموعة الدلافين ذات المنقار (Bottlenose dolphin) (Genus:Tursiops). كما لاحظت اللجنة أن وجود بقع زيتية على الرمال بامتداد الشاطىء في منطقة المد والجزر منتشرة بطول ما يقرب من 100 متر بعرض الشاطىء وتقدر بحوالي 20 جالون زيت بترولي- يعادل 75 لترًا. كما شاهدت اللجنة بعض الأسماك الصغيرة النافقة على الشاطئ بالإضافة إلى كميات كبيره من البلاستيك غير القابل للتحلل، بينما كانت مياه الشاطئ وقت المعاينة بعد 5 أيام من وصول الدلافين النافقة في صورة طبيعية ولا يوجد آثار للبقع الزيتية وحالتها منخفضة في وقت الجزر. ووجه الدكتور محمد نصار، بسحب عينات من المياه لتحليلها، ودفن الدولفين بطريقة صحية باستخدام الجير الحي، للاستفادة من الهيكل العظمي في الأغراض العلمية. وأوضح تحليل مياه البحر بمنطقة العثور على الدولفين، أن التركيزات بالنسبة للهيدروكربونات الكلية البترولية 47 ميكروجرام / لتر وهي تدخل في التركيز الآمن للكائنات البحرية بينما تكون النسبة ضاره إذا وصلت بلغت 55 ميكروجرام/ لتر. وبناء على ذلك أفاد باحثي معهد علوم البحار في بيان للمعهد أن البقعة في وقت المعاينة كانت منتشرة بفعل العوامل الجوية والرياح والتصقت برمال الشاطئ في منطقة المد والجزر. وأوضح البيان أنه يحتمل أن تكون البقعة في وقت حدوثها كانت أقوى تأثيرا على الكائنات القريبة منها، استنادا على مشاهدة أسماك نافقة على الشاطئ. وأكد مصدر مسؤول بمعهد علوم البحار أنه لا يمكن تحديد سبب نفوق الدلافين، فربما اصطدمت بعائمة بحرية أو سفينة تجارية مارة بالخليج، أو أنها كانت مريضة. وأضاف المصدر، أن مشاهدة الدولفين النافق بعد 5 أيام وهو في حالة تحلل متقدمة جعل عمل الباحثين محصورًا في الفحص الظاهري للحيوان البحري ومن الصعب إجراء تحليلا بيطريا له، وفحص الأمعاء والفم، إذ تغذى الكلاب على أجزاء منه أيضا مثل الآخرين النافقين.