اعتبر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أن الدعوات الفرنسية لعقد لقاء بين طهرانوواشنطن لحل كافة المشاكل بين البلدين "ساذجة"، إن لم تكن تواطؤا من جانب باريس، وذلك قبل يوم من الذكرى الأربعين لحصار السفارة الأمريكية في طهران. وقال خامنئي، الأحد، إن "الحكومة الفرنسية تتوسط وتنقل الرسائل وتجري اتصالات، والرئيس الفرنسي يقول إنه في حال عقد لقاء مع أمريكا ستحل كافة المشاكل، إنه إما أن يكون ساذجا أو متواطئا مع أمريكا"، حسبما نقل التليفزيون الرسمي الإيراني. وأضاف: "تجربتا كوباوكوريا الشمالية في التفاوض مع أمريكا ماثلة أمام أنظار المسؤولين الإيرانيين"، في إشارة إلى عدم جدوى التفاوض مع إدارة ترامب. وأوضح خامنئي أن المفاوضات مع الولاياتالمتحدة غير مجدية، قائلا: "لقد التقى المسؤولون الأمريكيون والكوريون الشماليون سابقا، وكل ما فعلوه كان التقاط صور تذكارية، دون أن تخفض أمريكا عقوباتها المفروضة" على كوريا الشمالية. كان ماكرون حاول الترتيب لاجتماع بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي دونالد ترمب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، لكنه لم يفلح في مسعاه هذا. وحظر خامنئي على المسؤولين الإيرانيين عقد أي محادثات مع واشنطن إلا إذا عادت للاتفاق النووي ورفعت جميع العقوبات. وعاودت واشنطن فرض العقوبات على طهران بهدف وقف صادرات النفط الإيراني، وقالت إنها تسعى لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق أوسع نطاقًا. وتحيي إيران غدًا الاثنين ذكرى حصار السفارة الأمريكي في طهران، الذي وقع بعد فترة وجيزة من الثورة في 1979 بمظاهرات عادة ما تردد الحشود فيها: "الموت لأمريكا". ورسخ حصار السفارة العداء بين الدولتين. واتهمت إيرانالولاياتالمتحدة بدعم السياسات الوحشية التي انتهجها الشاه الذي تمت الإطاحة به، واحتجزت 52 أمريكيًا في السفارة لمدة 444 يومًا، ووصفتها بأنها وكر للجواسيس. وقطعت الولاياتالمتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أشهر قليلة من ذلك الحصار. وقال خامنئي: "لم تتغير الولاياتالمتحدة منذ عقود... تواصل السلوك العدائي الشرير ذاته، والديكتاتورية الدولية نفسها... دائما ما تضمر أمريكا العداء لإيران".