"شيل إيدك من على صحبي".. حكاية مقتل "زيزو" دفاعًا عن صديقه في دارالسلام

لم يتحمل أحمد محمد "زيزو" اعتداء جاره محمد عبدالله على أحد أصدقائه بالسباب والأسلحة البيضاء وسط الشارع في دارالسلام، فتدخل لنجدة صديقه معاتبًا الأخير، الذي أصابه بطلقة خرطوش أودت بحياته.
القاتل محمد عبدالله، خرج لتوه من السجن على خلفية اتهامه بقضية "استعراض قوة"، دأب منذ إطلاق سراحه على افتعال المشكلات والبلطجة على الجيران، في الوقت الذي انهمك "زيزو" في عمله بمحل منظفات لتوفير متطلبات الزواج، حسب أقوال أهل وجيران المجني عليه لمصراوي.
قبل أسبوع من الواقعة، اصطحب "زيزو" عائلته وتقدم لخطبة فتاة من الجيران بعدما استقر في عمله واتفقوا على إقامة حفل الخطوبة بعد عدة أشهر، ولم يعكر فرحة الأسرة سوى منشور كتبه جارهم محمد عبدالله يسبّ "حسام" شقيق زيزو الأكبر، فنصحه الأخير بعدم الاقتراب منه أو معاتبته "دا بلطجي وسيبك منه" فامتثل لنصيحة شقيقه.
مساء الإثنين الماضي، ساد الهدوء شارع المشير بدارالسلام، خفتت حركة المارة سوى من بعض الشباب حتى قطعه صوت مشاجرة بين شابين، أحدهما "محمد" صديق زيزو يستغيث بالمارة من ضربات وطعنات "محمد عبدالله"، من فوره أغلق زيزو محله وهرول لإنقاذ صديقه الذي تلقى عدة طعنات في رأسه وقدمه دون تدخل من المارة الذين خافوا غضب المتهم.
"فيه إيه.. شيل إيدك من على صحبي؟" سؤال غاضب وجهه زيزو للمتهم خلال اعتدائه على صديقه، فردّ المتهم بألفاظ خادشة ثم أخرج فرد خرطوش من بين طيات ملابسه وأطلق طلقة أصابت صدر "زيزو" سقط على إثرها غارقًا في دمائه، صديق الضحية والذي يعالج حاليًا من إصابته في المشاجرة.
وقال المُصاب في حديثه لمصراوي، إنهم طلبوا الإسعاف على الفور والتي نقلته لمستشفى قصر العيني حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وأبلغوا الشرطة. في ذاك الوقت استقل المتهم موتوسيكلا يقوده أحد أصدقائه واختبأ لديه.
وكشف حسام شقيق الضحية أنه وقعت عدة مشادات كلامية سابقة على الحادث بينه وبين المتهم لممارسته البلطجة على جيرانه، وآخرها قيام الأخير بسبه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
في خلال دقائق من الحادث، كان رجال مباحث قسم شرطة دارالسلام تحت إشراف العميد محمد شرقاوي، رئيس مباحث قطاع الجنوب بموقع الحادث، وشرعوا في سماع أقوال شهود العيان للوقوف على تفاصيل الحادث ومرتكبه.
واستهدفت قوة أمنية أماكن تردد المتهم حتى ألقت القبض عليه لدى صديقه، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.
وصرحت نيابة دارالسلام بتشريح جثة المجني عليه للوقوف على ملابسات الوفاة وظروفها، وتسليمه لذويه ودفنه، وأمرت بحبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
ورُغم مرور أكثر من أسبوع على الحادث، ما زال الحزن يملأ قلوب أهل الضحية وأصدقائه، يقول صديقه "مستني القصاص وأثق في القضاء المصري".