«كان رايح يعاتب جاره علشان بيعاكس بنت عمه لكن المتهم قال له هاقتلك انت وبنت عمك، وطلع مطوة وغرسها فى صدره وسابه ميّت»، هذه هى القصة التى يرويها أقارب محمد فرغلى، قتيل البساتين الذى يبلغ من العمر 27 سنة ويعمل نجاراً، عن أسباب مقتله، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة على يد مسجل خطر مزق جسده بمطواة عندما طلب منه عدم التعرض لنجلة عمه الطالبة فى الصف الثالث الإعدادى، أو التحرش بها أثناء ذهابها إلى المدرسة. ويروى أقارب القتيل أن محمد توجه إلى منزل المتهم «محمد. أ»، فى منطقة «بير أم سلطان»، لمعاتبته، لكنه لم يجده فى المنزل، فخرج يبحث عنه على المقاهى حتى علم أنه يتناول الإفطار على عربة فول فى منطقة الملف، فتوجه إليه وعندما شاهده، بدأ فى توبيخه أمام المارة، الأمر الذى أثار حفيظة المتهم، واشتبك مع المجنى عليه وتبادلا الضرب بالأيدى حتى سقط المتهم على الأرض بسبب التدافع، وتدخل المارة وتمكنوا من فض المشاجرة، لكن المتهم قرر الانتقام من المجنى عليه فأخرج سلاحاً أبيض من ملابسه، وغرسه فى صدر المجنى عليه وهو يردد: «هاقتلك انت وبنت عمك»، فسقط المجنى عليه غارقاً فى دمائه، وتجمّع المارة ونقلوه إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد، لكنه فارق الحياة داخل غرفة الرعاية المركزة أثناء محاولات إسعافه، ليحمل أشقاءه الجثمان ويتجهوا إلى مسقط رأسه فى مركز منفلوط فى محافظة أسيوط لدفن الجثة. «الوطن» انتقلت إلى منزل الضحية فى حارة الحسينى بمنطقة بير أم سلطان، حيث وصف الجيران الجريمة ب«البشعة»، وقالوا إن المتهم مزق جسد المجنى عليه بمطواة وسط الشارع على الرغم من أنه ذهب لمعاتبته على تكرار التحرش بنجلة عمه، على الرغم من تعهد المتهم أكثر من مرة بعدم التعرض لها، ويحكى الجيران أن يوم الحادث توجه المتهم إلى مدرسة الفتاة، وانتظرها أمام باب المدرسة، ثم انهال عليها بالسباب والشتائم بألفاظ نابيه أمام زميلاتها، وعندما اتصلت بنجل عمها وأخبرته، توجه إلى المتهم واشتبك معه حتى لقى مصرعه بعدة طعنات. قال على محمود، نجل عم القتيل، إنهم رفضوا قبول العزاء، حتى يأخذوا الثأر من المتهم، وأضاف: «المجنى عليه كان يستعد للزواج، وأنهى أعمال التشطيبات فى شقته، لكن القدر لم يمهله، والضحية حضر بصحبه أسرته من قرية جحدل بمركز منفلوط فى أسيوط منذ 6 سنوات، وأقاموا فى منزل بمنطقة بير أم سلطان بالإيجار لمدة 3 سنوات حتى تمكنوا من شرائه، وتوفيت والدته ووالده بعد عام من انتقالهم إلى القاهرة» وقال عيسى سالم، أحد جيران المجنى عليه، إن المتهم يفرض سيطرته على المنطقة، ويأخذ الإتاوات من أصحاب المحال التجارية، واستمر فى ممارسة نشاطه الإجرامى. وتمكن رجال المباحث بقيادة المقدم خالد الدمرداش من ضبط المتهم فى منزل أحد أصدقائه بعد ساعة من الجريمة. وجدد قاضى المعارضات حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيق بعد أن وجهت له النيابة تهمة القتل العمد، وأقر المتهم أمام مدير النيابة بارتكابه الجريمة لكنه برر ذلك بأنه كان فى حالة دفاع عن النفس بعد أن حاول المجنى عليه ضربه، وأنه أخرج مطواة من ملابسه وسدد بها عدة طعنات فى صدر المجنى عليه الذى انهال عليه بالضرب أمام المارة، ونفى المتهم أمام النيابة معاكسته لنجلة عم القتيل، مؤكداً أنه تربطه بها علاقة عاطفية منذ عدة أشهر.