تواصل القوات التركية عدوانها على شمال سوريا لليوم الخامس على التوالي، في عملية عسكرية ضد الأكراد السوريين، بحجة القضاء على التنظيمات الإرهابية ووحدات حماية الشعب الكردية، ما أثار سخطًا عربيًا ودوليًا كبيرًا. احتدمت المعارك في شمال سوريا، الأحد، بين القوات الكردية من جهة، والقوات التركية والمقاتلين السوريين الموالين لها من جهة أخرى، في المناطق الحدودية التي تسعى أنقرة للسيطرة عليها، بحسب "سكاي نيوز". أسفر العدوان الذي بدأته تركيا، يوم الأربعاء الماضي، ضد القوات الكردية، عن نزوح أكثر من 130 ألف شخص بحسب تقديرات الأممالمتحدة. وقد حذرت منظمات دولية من كارثة إنسانية جديدة في سوريا، إثر هذا العدوان. توغل بعمق 35 كيلومترًا ذكرت وسائل إعلام تركية أن أنقرة ترغب في السيطرة على شريط حدودي بطول مئة وعشرين كيلومتر، وبعمق حوالي ثلاثين كيلومتر، يضم المدن الممتدة من تل أبيض في محافظة الرقة إلى رأس العين في محافظة الحسكة. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأحد، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها أصبحت بعمق يتراوح ما بين 30 إلى 35 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، ومقتل 525 مسلحًا من قوات سوريا الديمقراطية، بحسب ما نقل "سكاي نيوز". وذكرت وزارة الدفاع التركية أنها تمكنت من السيطرة على طريق سريع استراتيجي في هجومها ضد الأكراد. وذكرت الوزارة، في تغريدة نشرتها على صفحتها على موقع التغريدات الصغيرة "تويتر" الأحد، أنها سيطرت على طريق "إم- 4" السريع الذي يمر عبر شمال شرقي سوريا بعدما وصلت القوات التركية والقوات السورية المتحالفة معها إلى عمق خمسة وثلاثين كيلومتر داخل سوريا. فرار 800 شخص من أقارب مقاتلي "داعش" في السياق ذاته، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا الأحد فرار نحو 800 شخص من أفراد عائلات تنظيم "داعش" من مخيم عين عيسى للنازحين شمال سوريا إثر سقوط قذائف قربه مع استمرار هجوم القوات التركية وفصائل سورية موالية لها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا بحسب "سكاي نيوز". وأعربت سيبيت ندياي المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، عن قلق بلادها من فرار ما يقرب من 800 شخص من أقارب مسلحي تنظيم "داعش" من مخيم للنازحين شمال سوريا. ودعت المسؤولة الفرنسية، حكومة أنقرة مرة أخرى إلى وضع حد لعملياتها في شمال شرقي سوريا في أقرب وقت ممكن. صفقة بين الجيش السوري و"قسد" بدوره، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه حصل على معلومات مؤكدة تفيد بوجود اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وروسيا لتسليم عين العرب ومنبج للنظام السوري والسماح لهم بالدخول إليهما. ونشرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن جيش بشار الأسد سيدخل المدينتين خلال ال48 ساعة المقبلة، بينما ذكرت وكالة "سبوتنك" أن جيش النظام السوري بدأ فعلاً التحرك بمحيط منبج باتجاه مركز المدينة. وكانت واشنطن تحدثت الأحد أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى لعقد صفقة مع النظام السوري وروسيا للتصدي لهجوم الأتراك في الشمال السوري. خطوات أميركية لسحب باقي القوات وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الأحد، إن الولاياتالمتحدة تستعد لإجلاء نحو ألف جندي أمريكي من شمال سوريا، وذلك خلال مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" وجاء ذلك التصريح بعد أن غير الرئيس دونالد ترامب السياسة المتبعة فجأة وسحب بعض القوات الأمريكية التي كانت في المنطقة لدعم القوات الكردية في قتال تنظيم داعش الإرهابي. وقال إسبر في مقابلة مسجلة مع البرنامج الذي تبثه شبكة "سي بي إس" الأمريكية: "في الساعات ال24 الأخيرة علمنا أن (الأتراك) يعتزمون على الأرجح مد هجومهم إلى مسافة أبعد في الجنوب والغرب مما كان مخططا في البداية". وتابع "وعلمنا أيضا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى لإبرام اتفاق مع السوريين والروس لشن هجوم مضاد على الأتراك في الشمال". ووصف الوزير وضع القوات الأمريكية بأنه "لا يمكن أن يستمر كما هو عليه". وقال إسبر إنه تحدث مع ترامب ليل السبت وإن الرئيس وجه الجيش الأمريكي إلى "البدء في سحب مدروس للقوات من شمال سوريا". وساعد قرار ترامب في إفساح المجال لتركيا لشن هجوم على قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد. مقتل 9 بينهم صحفيين في غارة تركية ومن جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، سقوط 9 قتلى بينهم بينهم مدنيون وصحافيون، في غارة للقوات الجوية التركية على مدينة رأس العين السورية، لتصل حصيلة قتلة العدوان التركي ل61 قتيل منذ بدأ العدوان. وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن، بحسب موقع "العربية" أن الضربة أصابت تجمعاً لمدنيين جاءوا من القامشلي إلى رأس العين تضامناً مع المدينة التي تستهدفها القوات التركية في هجومها على القوات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا. الجيش السوري يحرك قواته لمنبج كما كشف مصدر عسكري، اليوم الأحد، أن وحدات من الجيش السوري بدأت مساء اليوم بالتحرك من مواقعها في محيط مدينة منبج باتجاه مركز المدينة. وأضاف المصدر، أن المئات من الجنود بكامل عتادهم العسكري تنفيذًا لأوامر وتعليمات القيادة العسكرية السورية، تحركوا بعد ظهر اليوم إلى للانتشار داخل مدينة منبج وعلى مداخلها ومخارجها، بحسب لوكالة "سبوتنيك" الروسية. وكشف المصدر عن وجود اتفاق مبدائي مابين الجيش السوري والقوات الروسية من جهة مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" يقضي بدخول وحدات من الجيش السوري برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة عين عرب خلال الساعات القليلة القادمة. ووصلت تعزيزات من الجيش العربي السوري، أمس السبت إلى محيط مدينة منبج شمال حلب بهدف الانتشار داخل المدينة وتسلم النقاط والمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.