يعمل المشرعون وصنّاع القرارات في الولاياتالمتحدة الآن على مواصلة الإجراءات الخاصة بالتحقيقات التي تهدف إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه، بعد الكشف عن إجرائه مكالمة مُثيرة للجدل مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يُزعم أنه حاول من خلالها استغلال سلطته من أجل الحصول على معلومات تساعده على التخلص من جو بايدن، منافسه المُحتمل في الانتخابات الرئاسية المُقبلة. قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تحليل نشرته اليوم السبت، إن المكالمة الهاتفية التي كشف البيت الأبيض عن محتواها، الأربعاء الماضي، أظهرت أن ترامب حاول الضغط على نظيره الأوكراني من أجل فتح تحقيقات بشأن مزاعم تورط بايدن ونجله هانتر في جرائم مُتعلقة بالفساد. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه في الأوضاع الآن في واشنطن باتت مُضطربة للغاية، لافتة إلى أن ترامب الذي يشن هجومًا ضاريًا ضد الديمقراطيين، ينتظر الآن مصيره بعد أن وضع نفسه في موقف لا يُحسد عليه. وفيما يلي استعرضت "سي إن إن" الأحداث التي من المقرر أن تشهدها الولاياتالمتحدة والعالم خلال الأشهر المُقبلة.. استمرار التحقيقات من المُقرر أن يبدأ الديمقراطيون التحقيقات في ست لجان منفصلة، من أبرزها اللجنة القضائية والاستخباراتية والخدمات المالية والعلاقات الدولية، وسوف يركز التحقيق بصورة رئيسية على قضية أوكرانيا. قال آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، لسي إن إن، الجمعة، إن الأسبوعين المُقبلين مليئين بالأحداث، وألمح إلى أن الكونجرس سيستدعي الكثير من الأشخاص وسوف يجري العديد من المقابلات مع الشهود، مؤكدًا أن العاملين على الأمر سوف يحاولون إنجاز أكبر قدر ممكن في أسرع وقت ممكن. ودعا ديموقراطيّون الذين يترأسون التحقيقات، أمس الجمعة، وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو إلى تزويدهم بوثائق حول قضيّة أوكرانيا. وجاء في بيان لرؤساء لجان الخارجيّة والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية، توجّهوا فيه إلى بومبيو، أنّ "رفضكم الامتثال لهذه المطالبة سيُشكّل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس النوّاب في هذا الإجراء النادر ضدّ رئيس أمريكي". ويطالب رؤساء اللجان النيابية خصوصا بالحصول على قائمة بأسماء مسؤولي وزارة الخارجية الذين "شاركوا، أو أعدّوا أو تلقّوا محضرا" للمكالمة الهاتفية التي وقعت يوم 25 يوليو الماضي. واستدعوا كذلك خمسة مسؤولين في وزارة الخارجية للإدلاء بإفادات بين الثاني من أكتوبر والعاشر منه، بينهم السفيرة الأمريكية السابقة إلى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كورت فولكر، الذي قدم استقالته اليوم. وحال وافقت أغلبية بسيطة من أعضاء مجلس النواب، البالغ عددهم 435 عضوا، على توجيه اتهامات للرئيس، تنتقل العملية إلى مجلس الشيوخ، الذي يجري محاكمة لتحديد ما إذا كان الرئيس مذنبًا أم لا. خلال هذه المحاكمة يقوم أعضاء مجلس النواب بدور الادعاء وأعضاء مجلس الشيوخ بدور المحلفين ويرأس جلسات المحاكمة كبير القضاة في المحكمة العليا، وتتطلب إدانة الرئيس وعزله موافقة مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو بأغلبية الثلثين. ترامب ينتظر مصيره ذكرت "سي إن إن" أن ترامب سوف يكون حاضرًا بقوة في إجراءات الإقالة الخاصة به، حتى إذا لم يمثل أمام المحاكمة في مجلس الشيوخ، ولم يُجب على الأسئلة تحت القسم، ولكنه سوف يتواجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أشارت الشبكة الأمريكية إلى أن ترامب كتب سلسلة من التغريدات عبر حسابه على موقع تويتر، الذي يتابعه عليه ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم، وهاجم من خلالها السياسيين الديمقراطيين، وانتقد وسائل الإعلام، واعتبر ما يجري ضده "أكبر عملية مطاردة سياسية في تاريخ الولاياتالمتحدة". من خلال تغريداته وتواجده على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ترامب وحزبه الجمهوري سوف يبقيان في صدارة المشهد لفترة طويلة. وتتوقع الشبكة الأمريكية أن يستغل العاملون في العلاقات العامة الأمر جيدًا، لإبقاء الرئيس دائماً في الصورة، إلا أن الخوف هنا يتمثل في أن يُسيء ترامب استخدام كلماته ما يزيد الطين بلّة، ويزيد الأمور تشابكاً وتعقيداً. ما تأثير "الفضيحة" على انتخابات 2020؟ قالت الشبكة الأمريكية إن "فضيحة أوكرانيا ترتبط بشكل رئيسي بمزاعم إساءة ترامب لمنصبه واستغلاله لسلطاته، إلا أن تصرفات الرئيس الأمريكي كانت تهدف إلى حث أوكرانيا على إجراء تحقيقات تتعلق ببايدن، الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولاياتالمتحدة". توقعت "سي إن إن" أن يحاول الجمهوريون استغلال قضية أوكرانيا وتسليط الضوء على المخالفات والانتهاكات التي يُزعم أن بايدن ارتكبها، خاصة وأن حلفاء الرئيس الأمريكي والمقربين منه يروجون للعديد من نظريات المؤامرة التي ترتبط به. علاوة على ذلك، فإن منافسي بايدن الديمقراطيين أصبحوا في موقف صعب، خاصة وأنهم يشعرون بالغضب الشديد إزاء ترامب بسبب قضية أوكرانيا، ولكنهم في الوقت نفسه لا يريدون الإعلان عن ذلك حتى لا يزداد الغضب الشعبي ما يصب في مصلحة منافسهم.
