الروس يصوتون في انتخابات وسط موجة من الاحتجاجات

دلى الناخبون الروس، اليوم الأحد، بأصواتهم في الانتخابات البلدية والإقليمية بأنحاء البلاد التي كانت قد شهدت موجة من الاحتجاجات خلال الأسابيع الماضية.
وبلغ إقبال الناخبين في موسكو 17 في المئة فقط قبل ساعتين من انتهاء التصويت في الساعة 8 مساءً (1700 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع أن تصدر النتائج الأولية الكاملة غدا.
ومن الملاحظ أن الانتخابات سارت بدون وقوع أحداث كبرى، على عكس ما كان في السابق.
وقالت سفيتلانا 29 عاما، والتي كانت شاركت من قبل في التجمعات السابقة، بشرط عدم الكشف عن هويتها: "إنه يوم الانتخابات بالفعل. ليس هناك معنى كبير للاحتجاج الآن".
وأوضحت أنه من الممكن أن ينزل المحتجون إلى الشوارع مرة أخرى، إذا كانت هناك مزاعم بحدوث أعمال تزوير واسعة النطاق أثناء عملية التصويت. وكانت الاحتجاجات اندلعت في البداية بسبب حذف السلطات الانتخابية لمرشحي المعارضة من القوائم.
وأدلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بصوته أمام المواطنين في أحد مراكز الاقتراع بموسكو. وعندما سئل عما إذا كان هناك تنوع كافٍ بين المرشحين، قال إن ذلك الأمر غير مهم.
وقال بوتين في تصريح له نشر على الموقع الإلكتروني الخاص بالكرملين: "ليس من المهم العدد، ولكن الجودة هي المهمة... آمل أن يكون لدينا مرشحين جديرين". وأضاف أنه لا يعرف المرشح الذي قام بالتصويت لصالحه شخصيا.
وكانت الاحتجاجات، التي تركزت في العاصمة موسكو، اندلعت بسبب رفض السلطات الانتخابية العديد من السياسيين المعارضين البارزين، استنادا إلى أسباب فنية مثل التوقيعات غير الموافق عليها.
وقال ألكسندر سولوفييف، من حركة "أوبن روسيا" المؤيدة للديمقراطية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ):"إن اللجنة الانتخابية ذكرت أنه من بين الستة آلاف توقيعا التي حصلت عليها، كان هناك ألفي توقيع غير صالح، رغم أن هذا لم يكن صحيحًا".
ويشار إلى أنه قد تم اعتقال نحو ألفي شخص خلال موجة الاحتجاجات التي استمرت على مدار شهر ونصف، حيث اتهم العديد من أنصار المعارضة الشرطة باتباع نهج صارم.
واتهمت هيئة تنظيم الاتصالات الاتحادية في روسيا اليوم الأحد، شركتي الإنترنت الأمريكيتين جوجل وفيسبوك بالتدخل في الانتخابات الروسية.
وقالت هيئة "روسكومنادزور" في بيان إن محرك البحث جوجل وموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي انتهكا تشريعا روسيا يحظر الإعلان السياسي خلال الانتخابات.
وجاء في البيان أن "مثل هذه الأعمال يمكن اعتبارها تدخلا في شؤون السيادة الروسية وإعاقة للانتخابات الديمقراطية".
وأكد مسؤولون روس كبار أن هناك قوى خارجية تدعم المحتجين.
كان برلماني بارز قد هدد الأسبوع الماضي بطرد شبكة دويتشه فيله الألمانية الإعلامية بعدما رفضت حضور جلسة استماع بالبرلمان بشأن مزاعم بأن تغطيتها مثلت انتهاكا للشؤون الروسية.
وكان مراسل الشبكة قد تم احتجازه لفترة وجيزة أثناء تغطية احتجاج للمعارضة السياسية الروسية في موسكو في يوليو الماضي.
وأظهرت مقاطع فيديو تم نشرها عبر الإنترنت قوات الشرطة تضرب المحتجين بالهراوات مرارًا.
وقالت رئيسة الهيئة الانتخابية في موسكو قبل يومين من التصويت إنها تعرضت لهجوم في الليل من قبل متسلل دخل إلى منزلها حاملا صاعقا كهربائيا.
وكانت إيلا بامفيلوفا باعتبارها رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية، مسؤولة عن عدم السماح لمرشحي المعارضة هؤلاء بالترشح في انتخابات مجلس مدينة موسكو.
واجتذبت مسيرة مصرح بها الشهر الماضي في شارع يسهل السيطرة عليه على أطراف وسط موسكو نحو 50 ألف شخص.
وعندما قامت مجموعات من المتظاهرين بالسير خارج المنطقة المحددة، سرعان ما هاجمتهم الشرطة واحتجزت عددا منهم. وأقيم مهرجان للموسيقي الوطنية في تلك المنطقة أثناء التصويت اليوم الأحد.