بالصور| إقبال جماهيري على "سينما مصر".. والجمهور: يعيد إحياء أفلام الزمن الجميل

بحماس لم تؤثر عليه ساعات الانتظار، اصطف عدد كبير من الشباب والفتيات أمام شباك تذاكر عرض "سينما مصر"، تملأهم الرغبة في مشاهدة أحدث إبداعات المخرج الكبير خالد جلال، مع مواهب الدفعة الثانية قسم تمثيل بمركز الإبداع الفني، ينظرون بين حين وآخر لأفيش كبير يضم صورًا من مشاهد يتضمنها العرض، يختبرون ذاكرتهم هذه لقطة من فيلم "الكيت كات"، والأخرى من فيلم "شباب امرأة"، وثالثة من "الناصر صلاح الدين"، "بداية ونهاية" و"القاهرة 30"، وأفلام ستظل محفورة في أذهاننا شاهدة على عظمة نجوم منحونا فنهم فمنحناهم قلوبنا، كما قال مخرج العرض ومبدعه الأول خالد جلال.
في الثانية ظهرًا وصل إلى دار الأوبرا المصرية، يسير في اتجاه مركز الإبداع، تعلو وجهه ابتسامة بعدما تأكد أنه سيكون في أوائل من سيستطيعون الحصول على تذكرة، صحيح أن التذاكر بالمجان لكن حجم الإقبال الذي يشهده العرض يوميًا مع صغر مساحة المسرح المعروض عليه "سينما مصر" يحرم من يأتي متأخرًا من المشاهدة، والحكم لأسبقية الحضور.
محمد المصري هو طالب في كلية تجارة وممثل ضمن فريق الكلية، يؤكد أنه حضر مبكرًا لأنه يعرف جيدًا بسبب تجاربه السابقة مع عروض خالد جلال أنها تشهد إقبالًا كبيرًا، حتى أن البعض يأتي لمشاهدتها من محافظات بعيدة "مش أول مرة متعود كل ورشة تتخرج من عند خالد جلال أجي أحضر العرض بتاعها، بتعجبني أفكار العروض جدًا".
المصري أكد أنه لا يكتفي بمشاهدة العرض مرة واحدة، فمثلًا سبق وشاهد عرض "سلم نفسك" للمخرج خالد جلال 3 مرات، وفي كل مرة كأنه يراه لأول مرة، ولا يفقد استمتاعه، ويحلم بأن يأتي اليوم الذي يكون فيه وسط المواهب لا بين المتفرجين، واستعد بسحب استمارة من مركز الإبداع، وينتظر الاتصال به ليجري الاختبارات.
أما نورهان، طالبة في كلية حقوق جامعة حلوان وتشارك في مسرح الجامعة، كانت أول الفتيات الذين اصطفوا أمام شباك التذاكر: "بحب أحضر كل عروض أستاذ خالد جلال، هو قيمة فنية أتمنى أكون بين طلابه في يوم من الأيام، وده اللي خلاني أجي قبل العرض بساعات عشان أقدر أحضر".
جذبت نورهان الفكرة، تساءلت قبل أن تشاهد العرض كيف يمكن أن يضم عرضًا واحدًا أكثر من 40 مشهدًا من أشهر أفلام السينما المصرية، وبحماس تقول "متأكدة انه هيعملها حلو اووي".
فاطمة شاهدت العرض، في أول أيامه واختارت أن تعيد التجربة هذه المرة بصحبة شقيقتها ووالدتها، بدافع إعجابها بالمواهب المشاركة في "سينما مصر"، ومساندة صديقتها إحدى المشاركات في العرض، تؤكد "سينما مصر أعادنا لسينما زمان، يضم باقة قيّمة للدرجة التي جعلتني أحمل رغبة حقيقية في مشاهدة أفلامنا القديمة من جديد كأنه يعيد إحيائها".
تضيف "بيتكلم عن فكرة ان الجمهور من كتر الحاجات الهابطة اللي ملهاش لازمة بيحب يرجع لزمن الفن الجميل، وبنشوف اد ايه السينما قدرت تحفظ تاريخنا على مر الأجيال، وخلاني أشوف فيلم (الليلة الأخيرة) برؤية جديدة".
تقول والدتها والتي لم تضجر من الوقوف في الطابور؛ لتحصل هي أيضًا على تذكرتها "حابين ندعم مواهب شابة لانهم المستقبل وباذلين مجهود كبير وبيطلعوا كل اللي عندهم، فالحياة تستمر والفن أيضًا سيستمر بوجوهه الشابة"، تلتقط ابنتها طرف الحديث لتشير إلى إعجابها بمعظم المشاركين في العرض، تذكر منهم الشاب الذي لعب شخصية إسماعيل ياسين في "إسماعيل ياسين في الأسطول" و"المليونير" قاصدة الفنان أحمد سعد والي، وكيف يستقبله الجمهور في نهاية العرض بتصفيق حاد، والفنانة التي لعبت دور "ماري منيب" في فيلم "عفريتة إسماعيل ياسين" في إشارة إلى الفنانة غادة طلعت، وتجسد أيضًا في العرض شخصية "حفيظة" للفنانة سناء جميل في فيلم "الزوجة الثانية"، إلى جانب صديقتها –فاطمة- الفنانة مروة عيد والتي تجسد دور الفنانة شادية في "معبودة الجماهير" والفنانة سعاد حسني في "شفيقة ومتولي".
"سينما مصر" يُعرض يوميًا على مسرح مركز الإبداع الفني، في الثامنة مساءً، رؤية وإخراج خالد جلال، بطولة أكثر من 60 فنان وفنانة خريجي الدفعة الثانية قسم تمثيل من ستديو المواهب، من بينهم "غادة طلعت، حسن عبدالله، مروة عيد، أحمد سعد والي، علاء النقيب، باهر النويهي، فاروق قاسم، مريم محمود الجندي، أمير الحسيني، بسنت أحمد صيام، أحمد الحسيني، رنا خطاب".