صور| من محفظة القرآن إلى "ملكة جمال العرب".. قصة كفاح "نجوان" و"قصار القامة"

"جمال الإنسان يكمن في جوهره الداخلي".. ربما ردد الكثيرون تلك الجملة لكن دون إيمان كامل بحقيقتها، يجعلهم يتخذونها منهاجًا لحياتهم، كما فعلت نجوان علي كمال خفاجي، ابنة قرية كفر شبين التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، الفائزة بلقب ملكة جمال العرب لقصار القامة ضمن فعاليات المهرجان الثاني "أرض السلام" بمدينة شرم الشيخ.
"نجوان" التي بالكاد أكملت عامها ال40، تبلغ من الطول 122 سم، تخرجت في كلية الاقتصاد المنزلي وحاصلة علي البكالوريوس بتقدير جيد جدًا، كما حصلت علي شهادة العلوم الشرعية بتقدير امتياز، وعملت كمصممة أزياء في إحدى الشركات، وتمكنت من حفظ القرآن الكريم كاملًا، وعملت كمحفظة للقرآن، بالإضافة إلي دراستها وإتقانها لأحكام التجويد.
"حياتي كانت كلها صعوبات وابتلاءات".. هكذا بدأت ملكة جمال العرب لقصار القامة حديثها ل"مصراوي"، مضيفة "استطعت بفضل الله عز وجل أن أتخطى جميع الصعاب، قائلة، "إن الله سبحانه وتعالى أعطى كل إنسان حقه 24 قيراط في هذه الحياة".
وأوضحت، "قابلت مشاكل كثيرة في حياتي أبرزها "السخرية"، ولكن الله زرع في قلبي الثقة والإيمان وكنت أسير ولا أخشى أحدًا إلا الله سبحانه وتعالى".
وتابعت "نجوان"، "شاركت في المهرجان العالمي الثاني بشرم الشيخ، والمقام لأول مرة على مستوى العالم العربي بمشاركة عدة دول عربية أبرزها دولة المغرب، موضحة أن المسابقة كانت تعتمد على التصويت فقط ولم تستند إلى معايير ولجنة حكم، مشيرةً إلى أنها أبلغت القائمين على المسابقة بتك الملاحظة ووعودها بأن تكون النسخة القادمة بشكل أكثر مهنية واهتمام.
وأضافت "نجوان"، "لم يكن هذا أول تكريم لي، حصلت من قبل على لقب جائزة "إنسان فوق العادة"، من المجلس الوطني للشباب، تكليلًا لجهودي ومسيرتي"، مضيفة "جرى تكريمي أيضًا ضمن 7 أقزام آخرين لجهودي في حل مشاكل الأقزام، كما كرمني حزب مستقبل وطن على جهودي وطموحاتي".
وأكملت "نجوان"، "من العلامات الفارقة في حياتي كان مرض والدتي الذي استمر لمدة 5 سنوات، إلى أن توفاها الله"، موضحة "تعلمت من خلال ذلك الاختبار الكثير، والنجاح الذي حققته كان بفضل دعوات والدتي ووقوفها بجانبي لآخر لحظة في حياتها.
وطالبت "نجوان" جميع الأقزام بعدم الاستسلام لجهل قلة من أفراد المجتمع وضعاف النفوس، والخروج إلى الحياة ومحاربة أعداء النجاح ومحاربة "التنمر"، الذي يعاني منه الغالبية العظمة من الأقزام، قائلةً، "للأسف هناك فهم خاطئ من المجتمع وبعض العنصرية، بالإضافة إلى فِهم ومُعتقد متوارث خاطئ بأن الأقزام لعنة"، مشيرة إلى أن ذلك اللقب هو أكثر ما يؤذيني.
ولفتت "نجوان" إلى أنها في المرحلة القادمة ستبدأ بالعمل على تحقيق طموحاتها وأحلامها، مضيفة "هدفي في المرحلة القادمة عمل ماركة خاصة بي في مجال عملي في الأزياء تحت مسمي نجوان، واستكمال دعوتي للدين الإسلامي كداعية إسلامية وإرسال رسالة الإسلام السمحة للجميع لمحاربة العنصرية والتنمر.