مساعٍ مصرية لتحويل الأقصر وآثارها إلى مدينة جاذبة لصناعة السينما

تسعى سلطات مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، إلى استغلال ما تحويه من عشرات المعابد ومئات المقابر التى شيدها الفراعنة، ونهر النيل الخالد الذى يشطر المدينة إلى نصفين، فى جذب صناع السينما ببلدان العالم، وفى مقدمتها مصر ودول قارة افريقيا ، لتصوير أفلامهم وسط معالم المدينة.
وتضم مدينة الأقصر، 721 كم جنوب القاهرة، فنادق تاريخية، وبواخر سياحية شهيرة، وعشرات من " الدهبيات النيلية " التى جذبت الكثير من ساسة ومشاهير ونجوم ونجمات العالم، طوال أكثر من مئة عام.
وقال نائب محافظ الأقصر محمد عبدالقادر، خلال لقائه وعدد من صناع السينما، إن السلطات المحلية بالأقصر ومحافظها المستشار مصطفى ألهم، ومسؤولين بقطاعى الآثار والسياحة، يسعون لتقديم مزيد من التسهيلات والتيسيرات، لصناع السينما المصرية والعربية والعالمية، لتصوير أفلامهم، وسط المعالم الأثرية والسياحية بالمدينة.
وأضاف عبد القادر ، خلال لقائه وعدد من صناع السينما، أن تنسيقا يجرى مع الوزارت المعنية وعلى رأسها وزارة الآثار بهدف تقديم كل الدعم لمنتجى السينما، والمسلسلات الدرامية، لتصوير أعمالهم فى الأقصر.
واشار إلى أن السينما والدراما، يعدان من أكثر الوسائل تأثيرا فى سياح مصر والعالم، وأن ذلك سيكون له مردود كبير على حركة السياحة الوافدة للمدينة.
ومن جانبه، قال الفنان المصرى المعروف محمود حميدة إن الأقصر بيئة جيدة لتصوير الأعمال الدرامية والسينمائية، وأن الكثير من أشهر الأعمال السينمائية والدرامية المصرية، جرى تصويرها فى الأقصر.
وأشار حميدة إلى أن الاقصر تعد من أقدم وأهم المدن السياحية فى العالم، بجانب أن المدينة غنية بآثار قدماء المصريين ، مطالبا بوضع لائحة ثابتة وعادلة لرسوم التصوير داخل معابد ملوك وملكات مصر القديمة.
من جهته ، طالب الدكتور محمد يحيى عويضة، مدير عام آثار الأقصر، بإنتاج أفلام ومسلسلات تحكى تاريخ مصر القديمة، وقصص وحكايات ملوكها وملكاتها من الفراعنة الذين عاشوا فى الأقصر، وجعلوا منها عاصمة لمصر قبيل آلاف السنين.
وأكد الدكتور محمد عبدالعزيز، المدير العام لمنطقة آثار مصر العليا ، التي تخضع لولايتها الآثار المصرية القديمة بمحافظات الأقصر وقنا وسوهاج وأجزاء من محافظة أسوان، أن وزارة الاثار وضعت بالفعل لائحة دائمة لرسوم التصوير داخل المعابد والمزارات الأثرية، وأن هناك تعليمات دائمة بتيسير أى مشروعات للتصوير السينمائى والدرامى وسط آثار الأقصر.
واعتبر السيناريست سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الافريقية، أن المهرجان، سيكون له دور فاعل فى الترويج لمدينة الأقصر كأحد المقاصد التى يتوجه لها صناع السينما بالقارة السمراء لتصوير أعمالهم السينمائية.
وأشار فؤاد إلى أن المهرجان يتبنى فى كل عام إنتاج عدد من الأفلام للسينمائيين الشباب ببلدان افريقيا، ضمن ورشة عمل يشرف عليها شخصيات سينمائية عالمية، وهو أمر سيسهم بالفعل فى تحقيق مبادرة سلطات محافظة الأقصر، لتحويل المدينة وآثارها كمقصد لصناع السينما بمصر وافريقيا والعالم أجمع.
ورأى محمد عثمان، نائب رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على السياحة الثقافية، أن الأقصر تمتلك الكثير من المقومات التى تؤهلها لتكون مدينة جاذبة لصناعة السينما والدراما، مثل سياحة البالون الطائر ( المنطاد ) بسماء المدينة كل صباح، وعربات الحنطور، والفنادق التاريخية مثل فندق الوتر بالاس، والبواخر الشهيرة ونهر النيل الخالد.
يذكر أن الأقصر وآثارها كانت قبلة لعدد من كتاب وفنانى ومخرجى السينما العالميين، ومشاهير العالم، مثل أجاثا كريستى، والروائى الأمريكى اليكس هيلى ،والأميرة ديانا، وعارضة الأزياء الشهيرة ناعومى كامبل، والنجمة كيت وينسلت، بطلة الفيلم المعروف " تيتانيك " والنجمان العالميان أنجلينا جولي وبراد بيت، والنجم ليوناردو دي كابريو، والمغنية الأمريكية، أليشيا كيز، وعازف الكمان العالمي جيدون كريمر، والممثلة اليابانية الشهيرة، Otake shinobu.
وشهدت الأقصر قبيل عقود مضت قيام نجوم عالميين كبار بتصوير مشاهد كثيرة من أفلاهم وسط آثار الأقصر، مثل النجم العالمي روجر مور، بطل أفلام جيمس بوند مع باربارا باخ، والنجم روبيرت تايلور والنجمة إلينور باركر.
ومن الأفلام المصرية الشهيرة التى جرى تصويرها فى الأقصر، " صراع فى النيل " و " غرام فى الكرنك " و " الطوق والإسورة " و " المومياء " و " الجزيرة ".