خبراء: زيارة بومبيو تؤكد أن "مصر هي الأهم لمناقشة القضايا الإقليمية"

تصوير- هاني رجب:
التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخميس مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، حيث أكد على "متانة" العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وكذا دعم واشنطن للقاهرة في حربها ضد الإرهاب من بين موضوعات أخرى بحثها بومبيو خلال زيارته للقاهرة التي تأتي ضمن جولة شرق أوسطية بدأها الثلاثاء بزيارة الأردن ثم العراق فالقاهرة قبل أن يتوجه إلى دول الخليج العربي.
وبالعودة إلى العلاقات المصرية الأمريكية، يتبين أنها شهدت الكثير من التحسن والتطور منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وتوليه منصبه في يناير 2017، وذلك بعد فترة من الفتور خلال فترتي حكم الرئيس السابق باراك أوباما.
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن زيارة بومبيو للقاهرة ولقاءاته مع القيادات المصرية وكلمته التي ألقاها في القاهرة يؤكد أن "مصر هي الأهم (في المنطقة) لمناقشة القضايا الإقليمية قبل الثنائية."
وأوضح فهمي في تصريحات لمصراوي أن بومبيو بحث تطورات الأوضاع في سوريا خاصة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب سحب نحو ألفي جندي أمريكي من شمال شرق سوريا. وقال إن وزير الخارجية الأمريكي بحث في القاهرة إمكانية إرسال قوات عربية لملء الفراغ الذي يخلفه الانسحاب الأمريكي.
وأشار فهمي إلى أن الدبلوماسي الأمرييكي بحث أيضا سبل مواجهة التحديات الإيرانية للإقليم في هذا التوقيت، وكذا ما يمكن تقديمه في مكافحة الإرهاب، هذا فضلا عن مشروع "صفقة القرن"، وإن قال إن بومبيو والإدارة الأمريكية لن تطرح أفكارها إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى خلال الشهور المقبلة.
من ناحيته، قال الدكتور أحمد الفراج، المتخصص في الشأن الأمريكي-السعودي، إن العلاقات المصرية الأمريكية في عهد ترامب قوية جدا، وهذا ما تؤكده زيارة وزير الخارجية بومبيو للقاهرة ضمن عدة دول.
وقال إن الزيارة تؤكد أن "مصر حجر الزاوية لمكافحة أمريكا للإرهاب".
وأشار الفراج في تصريحات لمصراوي تتعامل إدارة ترامب مع مصر والسعودية والإمارات على أنهم الثلاثى الذي تعتمد عليه في الحد من توسع النفوذ الإيراني، بعدما كانت تختلف سياسة أوباما التي اتخذت حجر الزاوية لها إيران وتركيا وقطر وقدمت الدعم لهم، لدرجة أدت إلى تمكين تنظيم الإخوان المسلمين من الحكم.
وقال إن زيارة ترامب للسعودية في أبريل الماضي خلال مؤتمر قمة الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب، "أعادت أمريكا لطبيعتها كما كانت عليه قبل باراك أوباما."
وأوضح الفراج أن زيارة بومبيو للقاهرة اليوم في غاية الأهمية، حيث تعتمد الولايات المتحدة على مصر بشكل أساسى في مكافحة الإرهاب وتحديدا تنظيم الدولة (داعش).
والزيارة هي الأولى لوزير الخارجية بومبيو للقاهرة منذ توليه منصبه أواخر العام الماضي خلفا لريكس تيلرسون.
تأتي الزيارة تأكيدا للعلاقات المصرية الأمريكية التي ترسخت في العقود الأخيرة خاصة بعد أن رعت واشنطن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 1979. وتتميز العلاقات بين القاهرة وواشنطن خاصة في المجال العسكري والاستخباراتي.
ويسعى بومبيو خلال جولته الشرق أوسطية التي تشمل تسع دول إلى تأكيد الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وهو ما وضح في خطابه بالجامعة الأمريكية في القاهرة الذي شدد فيه على موقف بلاده من إيران والحرب ضد الإرهاب، وسياسات أخرى تتناقض في مجملها مع تلك التي كانت تتبعها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.