ترامب يحاصر نفسه.. كيف يقضي الرئيس الأمريكي على فرص فوزه بانتخابات 2020؟

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حاصر نفسه، بإصراره على تنفيذ بعض السياسات التي انتقدها حزبه الجمهوري قبل المعارضة المتمثلة في الديمقراطيين، مؤكدة أنه قلل من فرص فوزه بالانتخابات القادمة، بالإضافة إلى تعريض حزبه للخطر.
أوضحت الصحيفة، أن رفض ترامب المتكرر إعادة فتح الحكومة الفيدرالية بعد الاعتراض على عدم تمويل جدار حدودي جديد حتى عام 2019، هو جزء من سياسة "حافة الهاوية" التي يعتمد عليها ترامب، لاجتذاب أنصاره وحسب، دون النظر إلى المعارضة.
وهدّد ترامب أمس بإغلاق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك "بالكامل"، إذا واصل الكونجرس رفضه الموافقة على طلبه تمويل تشييد جدار على هذه الحدود. لكن الحزب الديموقراطي اتهمه ب"أخذ الحكومة رهينة"، بعد إغلاق جزئي للإدارات الفيديرالية.
وكتب ترامب عبر "تويتر": "سنُضطر لإغلاق الحدود الجنوبية بالكامل، إذا لم يعطنا الديموقراطيون المعطِلون المال لإنجاز الجدار، وكذلك تغيير قوانين الهجرة السخيفة التي يعاني منها بلدنا".
جاء ذلك بعدما فشلت المفاوضات بين الديموقراطيين والجمهوريين الخميس الماضي، في إنهاء إغلاق الحكومة، وتأجّلت حتى الأسبوع المقبل أي آمال بإنهاء المأزق حول الموازنة، نتيجة طلب ترامب تخصيص 5.7 بليون دولار لتمويل تشييد الجدار لوقف عبور المهاجرين غير الشرعيين.
وأكدت "واشنطن بوست"، أن الرئيس رفض نصائح حزبه الجمهوري ومستشاريه حول عدم تنفيذ بعض القرارات التي تثير استياء دولي ومحلي كبير، إلا أنه رفض، وفضل أن يأثر وحده بالقرارات.
وأضافت أن تغريدات ترامب يوم الخميس الماضي، والتي حرض فهيا ضد الديمقراطيين، بقوله "لا يريدوننا أن نفوز وحسب"، في إشارة إلى أن كل ما يشغل بال الحزب المعارض للرئيس حرمانه من الفترة المقبلة، بغض النظر عن مصلحة أمريكا.
واستطردت أن ترامب يناشد أنصاره باللعب على أكثر من وتر؛ أولهم ترويج قضية بناء الحائط، والتحريض ضد رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول، والمحقق الخاص روبرت مويلر الذي يدير تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة، عن الجمهوري البارز مايك مورفي، أن ترامب يهدد حزبه من خلال "حاصر نفسه"، مضيفًا: "إن ترامب يقامر ولكنه مثل الهواة مثيري الذعر، وهو لا يبشر بفوزه".
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن الحزب الديمقراطي يرى أن ترامب لا يستوعب ما هو قادم عليه العام المقبل، مؤكدة أنه غير جاهز للحصار الذي سيضعه فيه الحزب في الكونجرس، والتطورات التي ستواجهه في تحقيقات التدخل الروسي، بالإضافة إلى الأزمات الاقصتادية المتوقعة.
كما لفت الديمقراطيون إلى استطلاع للرأي عبر الإنترنت أجرته مؤسسة "مورنينج كونسولت"، أظهر فيه انخفاضًا بمقدار 6 نقاط في نسبة تأييد ترامب منذ منتصف نوفمبر، كدليل على أن موقع الحزب لا يزال قويًا حتى مع إيقاف عمل الحكومة.
وقال درو هاميل، الناطق باسم السيناتور الديمقراطي نانسي بيلوسي: "لا أعتقد أنه يمكنك انتخاب رئيس للولايات المتحدة مع تأييد 39 في المائة من السكان لك"، مضيفًا: "إن التحدث إلى قاعدتك فقط مع استبعاد بقية البلد بأكمله ليست وصفة للنجاح".
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن ترامب باستمراره في إغلاق الحكومة أجبر الديمقراطيين على الامتثال لأوامره، وهو ما اعتبرته الصحيفة "نذير شؤم"، مؤكدة أنه من المتوقع بنسبة كبيرة فوز بيلوسي بسماحة الكونجرس في الأيام المقبلة، ما سيضع مجلس الشيوخ والرئيس في مواجهات دائمة.
وذكرت أن بيلوسي سخرت في مقابلة أجرتها مؤخرًا مع "يو إس إيه توداي"، من تحذيرات ترامب الأخيرة حول بناء جدار عازل أو إجراءات لا يمكن للديمقراطيين تحملها.
وقال وايت ايريس، من مركز جلوبال لاستطلاعات الرأي، في تصريحات ل"واشنطن بوست"، إن المشكلة تكمن في أن أنصار ترامب ليسوا قاعدة الأغلبية، وبالتالي قرارات الرئيس لن تجعل معارضيه ينتخبونه العام المقبل.
وقال السناتور السابق في ولاية بنسلفانيا ريك سانتوروم، عن تحركات ترامب الأخيرة: "أنه يشعر وكأن بناء الجدار العازل مع المكسيك أصبح معتقدًا، وبالتالي الدفاع عنه شيء لا غنى عنه لدى الرئيس الأمريكي".