قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أثار الجدل من الجديد، وذلك بتهديده للديمقراطيين بتعطيل الحكومة، بقطع التمويل عن المؤسسات الحكومية وهو ما وصفه البعض ب"المهزلة السياسية". وأوضحت الصحيفة، في تقريرها، أن الخلاف بين الرئيس الأمريكي والديمقراطيين نشأ بسبب رفض الكونجرس الموافقة على تخصيص 5 مليارات دولار لإكمال أعمال بناء السور العازل مع المكسيك، وهو ما رآه الديمقراطيين مبلغا "ضخما" للغاية. وكان "ترامب" يتحدث خلال لقاء مع تشاك شومر، كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ونانسي بيلوسي، التي من المرجح أن تصبح رئيسة مجلس النواب في المجلس الجديد الذي سيهيمن عليه الديمقراطيون في يناير. ونوه التقرير بأنه من المفترض أن يجري الرئيس وكبار قادة المعارضة في الكونجرس اجتماعًا مطمئنًا في المكتب البيضاوي يتخلّله التقاط الصور، لكن خلافهم الواضح أمام وسائل الإعلام أعطى فكرة عن التحدّيات التي يواجهها ترامب بينما يسعى لتخطي فضائح قانونية، وهو ما يلزمه الاقتناع بأن الحزب الجمهوري فقدة السيطرة على مجلس النواب. وخلال اللقاء، أراد "ترامب" من الكونجرس أن يوافق على تخصيص 5 مليارات دولار يقول إنها "ضرورية" لتمويل أعمال البناء الضخمة على الحدود"، إذ أبدى الديمقراطيون استعدادًا للموافقة على مبلغ أقل بكثير، مع التأكيد على أن أمن الحدود أكثر من الجدار نفسه. وقال "ترامب" خلال اجتماعه: "نعم، إذا لم نحصل على ما نريده بطريقة أو بأخر سأعطل عمل الحكومة"، مضيفًا "أفتخر بتعطيل عمل الحكومة من أجل أمن الحدود". في حين، رد عليه شومر بالقول: "أمر واحد أعتقد أنه يمكننا الاتفاق عليه، وهو أنه لا يتعيّن إغلاق الحكومة بسبب خلاف"، بينما قالت "بيلوسي" إن "الجدل لا ينبغي أن يحصل أمام الصحفيين". وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرًا ما هدد ترامب بإغلاق العديد من مؤسسات الحكومة حال عدم تأييد الديمقراطيين خطته، وتتوقف مبالغ كبيرة من التمويل الفدرالي في 21 ديسمبر، مما سيفرض إغلاقًا جزئيًا لمؤسسات حكومية ما لم يتم التوصل لاتفاق. وقبيل الاجتماع كتب "ترامب" على حسابه الرسمي على تويتر قائلا: إن "الجدار "ضروري لمنع انتشار الجرائم والأمراض على نطاق واسع"، في إشارة إلى أن المهاجرين غير الشرعيين يحملونها. وتابع في تغريدته: "إذا لم يعطنا الديمقراطيون الأصوات لضمان أمن بلادنا، فإن الجيش سيقوم ببناء الأجزاء المتبقية من الجدار، فهم يعرفون مدى أهميته". في المقابل، يري المعارضون إن الجدار وهو أحد وعود حملة ترامب الانتخابية عام 2016، ليس فقط هدرًا للمال، وإنما يتم استخدامه من جانب الرئيس لإثارة الكراهية للأجانب. وتشهد واشنطن أزمات سياسية منذ ولاية ترامب، ويتوقع أن تتفاقم الانقسامات السياسية في ديسمبر عندما يشكل الديمقراطيون الغالبية في مجلس النواب. ويأتي تغير الغالبية في المجلس في وقت يواجه فيه "ترامب" مخاطر متزايدة على خلفية تحقيقات جنائية.