أخبار قد تهمك

قالت صحيفة خبر تورك التركية، الاثنين، إنها حصلت على مضمون بعض التسجيلات الصوتية التي توثّق ما جرى للصحفي السعودي جمال خاشقجي فور دخوله قنصلية بلاده باسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.
وبحسب جزء من التسجيلات التي قالت الصحيفة إنها حصلت عليها، استقبل 4 أشخاص من فريق التفاوض السعودي خاشقجي في القسم "أ" الذي تتم فيه إجراءات التأشيرات، حيث شدّ أحدهم خاشقجي من يده، فاعترض عليه الأخير قائلًا: "اترك يدي ماذا تظن نفسك فاعلًا؟".
ووقع شجار وصراخ بين أفراد الفريق الأربعة قبل أن يأخذوا خاشقجي إلى القسم "ب" الذي يضم المكاتب الإدارية. ووفق التسجيل الصوتي، تعرّض خاشقجي للضرب والسُباب من قِبل 7 أشخاص، كما نقلت الصحيفة التركية.
و‏فور دخول خاشقجي من باب الوحدة "ب"، قال العقيد السابق بالمخابرات السعودية ماهر عبدالعزيز مطرب، عن خاشقجي: "خائن وسيُحاسب". تقول الصحيفة التركية إن الضرب الذي تعرّض له الإعلامي السعودي القتيل في الوحدة "ب" لا يقل قسوة عن التعذيب.
ووفق تحليل الصوت، فإن الأصوات الأربعة الأولى للفريق الذي استقبل خاشقجي على باب القنصلية، والصوت الخامس يعود إلى ماهر مطرب، أما السادس فهو للقنصل السعودي محمد العتيبي، فيما لم يُتعرف بعد على صاحب الصوت السابع.
وبحسب المعلومات الأمنية، أجرى الفريق 19 اتصالاً بالرياض، أربعة منها أُجريت مع مع المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، وفق خبر تورك.
وذكرت الصحيفة أن المكالمات تمت من خلال مكتب القنصل والغرفة المعزولة، وهما غرفتان في القسم "ج" من الطابق العلوي من القنصلية. واستنادًا إلى التحليل الصوتي، فإن من أجرى هذه المكالمات هو ماهر مطرب، الذي جرت مطابقة صوته بتسجيله الصوتي في مطار أتاتورك الدولي أثناء مروره من فحص الجوازات.
وأوضحت الصحيفة أن أول مكالمة هاتفية جرت بعد دخول خاشقجي للقنصلية بنحو 13 دقيقة.
وبعد صمت دام نحو ساعتين، ارتدى أحد أعضاء فريق التفاوض، المهندس مصطفى المدني، ملابس خاشقجي حيث سُمِع صوت المدنيوهو يقول: "من المخيف أن ألبس ملابس رجل قتلناه قبل 20 دقيقة".
وبعدها، قال المدني إن حذاء خاشقجي ضيق، ثم أجرى الفريق مناقشة وخلصوا بعدها إلى أن يرتدي المدني حذاءه الرياضي، ويحاول ألا يجعل أحد يُلاحظ الحذاء خاصّته، وردّد جميع أعضاء الفريق بأن المدني بات يُشبه خاشقجي ولا يُمكن أن يلاحظ أحد الفرق بينهما.
تقول الصحيفة، بحسب التسجيلات، إلى أن أعضاء افلريق خرجوا من القنصلية من خلال باب القسم "ب"، بحوزتهم حقائب سفر، ثم ركبوا سيارة باص نوع "مرسيدس فيتو" كانوا قد ركنوها سابقًا في القنصلية، ثم توجّهوا نحو منزل القنصل السعودي لدى اسطنبول محمد العتيبي.
وبعد 46 دقيقة من خروج فريق التفاوض، خرج العُتيبي متوجهًا بسيارته الرسمية نحو منزله الذي لم يُغادره لمدة 3 أيام، ليغادر إلى الرياض فيما يُشبه "الفرار"، على حدّ وصف الصحيفة.
وفي وقت سابق من أمس الأحد، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أن الولايات المتحدة لديها نسخة من تسجيلات مقتل خاشقجي، لكنه لا يريد الاستماع إليها بنفسه، لأنها "مروّعة"، على حد وصفه.
وقُتِل خاشقجي (59 عامًا) في الثاني من أكتوبر الماضي خنقًا فور وصوله القنصلية السعودية بإسطنبول، وفق خطة كانت مُعدّة مُسبقة، وتم تقطيع جثته والتخلص منها لاحقًا، حسبما أفادت النيابة العامة التركية.
وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على اختفائه، أعلنت السعودية مقتل خاشقجي داخل القنصلية التي زارها بصُحبة خطيبته التركية لاستخراج بعض الأوراق الرسمية، وألقت القبض على 18 شخصا في إطار تحقيقاتها في القضية. ولم يتم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن.
وأُقيمت صلاة الغائب على روح الصحفي خاشقجي، الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، والتي شوهد فيها لآخر مرة منذ نحو 45 يومًا.