قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن كريستين فونتينروز، المسؤولة عن تنظيم السياسات المتعلقة بعلاقة الولاياتالمتحدة مع السعودية، استقالت من عملها في البيت الأبيض، في خطوة تُشير إلى وجود انقسامات داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب على خلفية تعامل واشنطن مع مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اثنيين مُطلعين، إن المسؤولة الأمريكية دفعت لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الحكومة السعودية، وكانت في الرياض لبحث مجموعة العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة مؤخرًا على عدد من السعوديين المتورّطين في قتل خاشقجي، وعلى رأسهم المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني. والخميس الماضي، أعلنت الإدارة الامريكية فرض عقوبات على 17 سعوديًا من المُشتبه في تورطهم في مقتل خاشقجي، وفقًا لقانون ماجنتسكي الذي يسمح لواشنطن بعقاب منتهكي حقوق الإنسان واستهدافهم، حتى لو جرت الواقعة خارج حدود الولاياتالمتحدة. وطالبت النيابة العامة السعودية، في وقت سابق من الخميس، بإعدام 5 أشخاص من بين المتورطين في مقتل خاشقجي. وقالت النيابة في مؤتمر صحفي إن القحطاني ممنوع من السفر. وبينما لا تزال كواليس استقالة فونتينروز غامضة، تُشير النيويورك تايمز إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت مُطالبتها برد صارم تجاه السعوديين من جانب إدارة ترامب، ردًا على قتل خاشقجي، أغضب البعض في البيت الأبيض. بحسب المسؤلان، عندما عادت المسؤولة الأمريكية من زيارة قصيرة أجرتها إلى الرياض، نشب خلاف بينها وبين مديريها في مجلس الأمن القومي، حيث عملت كمديرة لمنطقة الخليج العربي. ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق. وكذلك لم ترد فونتينروز على رسائل النيويورك تايمز للتعليق. كان ترامب قد أعلن أن الولاياتالمتحدة ستحدد قاتل خاشقجي خلال اليومين المقبلين. وأوضح أنّ "تقريرا كاملا" حول "من فعل ذلك" سيتم الانتهاء منه بحلول الاثنين أو الثلاثاء. وفي وقت سابق، أكّدت واشنطن أنها ستُحاسب قتلة خاشقجي، لكنّها قالت إنها لم تتوصّل بعد إلى "خلاصة نهائيّة" حول القضية، في أعقاب تقرير لصحيفة واشنطن بوست أفاد بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" خلُصت إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل خاشقجي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، في بيان "لا تزال هناك أسئلة عدّة بلا أجوبة في ما يتعلق بقتل خاشقجي"، مُشيرة إلى أن وزارة الخارجيّة ستواصل السعي للحصول على كافة الوقاع المتصلة بذلك. وتابعت "في هذا الوقت، سنواصل التشاور مع الكونجرس والعمل مع دول أخرى لمحاسبة الضالعين في قتل جمال خاشقجي". وأضافت "سنُواصل استطلاع إمكان فرض إجراءات إضافية لمحاسبة المخطّطين والمنفّذين ومن لهم علاقة بالجريمة، مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجيّة المهمّة بين الولاياتالمتحدة والسعودية". وقُتِل خاشقجي في الثاني من أكتوبر الماضي خنقًا فور وصوله القنصلية السعودية بإسطنبول، وفق خطة كانت مُعدّة مُسبقة، وتم تقطيع جثته والتخلص منها لاحقًا، حسبما أفادت النيابة العامة التركية. وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على اختفائه، أعلنت السعودية مقتل خاشقجي داخل القنصلية التي زارها بصُحبة خطيبته التركية لاستخراج بعض الأوراق الرسمية، وألقت القبض على 18 شخصا في إطار تحقيقاتها في القضية. ولم يتم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن. وأُقيمت صلاة الغائب على روح الصحفي خاشقجي، الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، والتي شوهد فيها لآخر مرة منذ نحو 45 يومًا.