عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اليوم، اجتماعًا، مع الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والاصلاح الإداري ومسئولي الوزارة، لمتابعة الإجراءات الخاصة بإنشاء صندوق مصر السيادي. ووجه الدكتور مصطفى مدبولي، بالعمل على سرعة اختيار المدير التنفيذي للصندوق، واقتراح أسماء أعضاء مجلس الإدارة لإصدار قرار تشكيل مجلس الإدارة في أقرب فرصة حتى يتسنى للصندوق تحقيق هدفه المتمثل في المساهمة بالتنمية الاقتصادية المستدامة من خلال القيام بكافة الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية. يأتي ذلك في ظل ما يتمتع به الصندوق من قدرة على جذب الاستثمارات في مختلف المجالات الاستراتيجية والجديدة من خلال المرونة والاستقلالية التي سيتمتع بها والخبرات المحلية والعالمية التي سيجتذبها للعمل لديه وتكوين شراكات جديدة مع مؤسسات استثمارية عملاقة تحدث نقلة نوعية في أصول الدولة والاقتصاد المصري للأجيال القادمة. وعرضت وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، تطورات خطوات تأسيس صندوق مصر بداية من نشر إعلانات لتعيين المديرالتنفيذي للصندوق في الجرائد والمجلات الاقتصادية والمالية الدولية بالإضافة إلى النشر في الصحف المحلية، وصولاً إلى تقدم حوالي 400 شخص منهم 220 للوظيفة، والباقي لوظائف أخرى. وأوضحت وزيرة التخطيط، أنه يجرى إعداد قائمة بخبراء في المجال المالي والاقتصادي والقانوني لتكوين مجلس الإدارة والجمعية العمومية، حيث بدأت لجنة مكونة من وزارة التخطيط وخبراء مستقلين من القطاع المالي والاقتصادي بفرز المرشحين، وسيتم عرضهم على رئيس مجلس الوزراء ومجلس إدارة الصندوق لاختيار أفضلهم لإدارة الصندوق. وصرح المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن وزيرة التخطيط قالت إنه جارٍ اتخاذ إجراءات تأجير مقر مؤقت للصندوق، والتواصل مع الاعلام والشخصيات المؤثرة في الرأي العام لتوضيح اهداف الصندوق والدور المتوقع له وتصحيح أي مفاهيم خاطئة بخصوص الصندوق ودوره الاقتصادي، وجرى التواصل مع مختلف المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتقديم الدعم الفني لتأسيس وعمل صندوق مصر وفقًا لأحدث المعايير العالمية في الإدارة والاستثمار، كما تم التواصل مع الصندوق السيادي العماني، والكويتي، والإماراتي لبحث سبل التعاون بين هذه الصناديق وصندوق مصر للاستعانة بخبراتهم في هذا المجال. وتابعت: "أعرب ممثلو هذه الصناديق عن استعدادهم التام لدعم مصر في إعداد النظام الأساسي وانشاء صندوق مصر، وزار أعضاء من اللجنة التأسيسية لصندوق مصر سلطنة عمان للاستفادة من خبرة وتجارب الصندوق السيادي العماني، وجرى أيضا حضور ورشة عمل نظمها المنتدى العالمي للصناديق السيادية في مقر البنك الدولي بواشنطن حول الاستثمار المحلي من قبل الصناديق السيادية بالإضافة الى حضور المؤتمر السنوي للمنتدى العالمي للصناديق السيادية في المغرب، ويتم أخذ خطوات في سبيل الانضمام للمنتدى العالمي للصناديق السيادية". وفيما يتعلق بالإطار التشريعي للصندوق، أوضحت وزيرة التخطيط أنه جرت الموافقة على قانون الصندوق السيادي المصري رقم 177 والمنشور بتاريخ 18 أغسطس 2018، وجارٍ حالياً إعداد النظام الأساسي للصندوق بدعم من هيئة أبوظبي للاستثمار (ADIA) بالتعاون مع PWC وBaker and Mckenzie للاستفادة من خبرتهم العالمية في قوانين الصناديق السيادية وسابق خبرتهم في القوانين المصرية الخاصة بالاستثمار والضرائب، وسيتم ارسال مسودة النظام الأساسي الى مجلس الوزراء أوائل نوفمبر لمناقشتها تمهيدًا لإصدارها، وجار التعاقد مع مكاتب استشارية متخصصة لإعداد الهيكل الإداري والتنظيمي للصندوق بالإضافة الى بعض اللجان واللوائح التنفيذية للصندوق بالتعاون مع المدير التنفيذي الذى سيتم تعيينه. وفيما يتعلق بموارد الصندوق، أوضحت الوزيرة أنها تتكون من رأس مال الصندوق ويكون رأس المال المرخص به مائتي مليار جنيه مصري ورأس ماله المصدر خمسة مليارات جنيه مصري، يُسدد منه مليار جنيه من الخزانة العامة للدولة عند التأسيس، ويسدد الباقي وفقا لخطط فرص الاستثمار المقدمة من الصندوق خلال ثلاث سنوات من تاريخ التأسيس. وتضم موارد الصندوق الأصول التي تنتقل ملكيتها للصندوق، والعائد من استثمار أمواله واستغلال أصوله، والقروض والتسهيلات التي يحصل عليها، وحصيلة إصدارات السندات والأدوات المالية، والموارد الأخرى التي يقرها مجلس الإدارة ويوافق عليها رئيس مجلس الوزراء. وفي هذا الصدد، أوضحت وزيرة التخطيط أنه جرى إنشاء منظومة متكاملة للحصر الدقيق للأصول غير المستغلة المقترنة بالمعاينات الميدانية بواسطة لجنة الأصول غير المستغلة. وتم وضع المعايير العلمية لانتقاء الأصول غير المستغلة ذات الجدوى الاقتصادية والاستثمارية والتي يمكن التصرف بها سواء بالبيع أو حق الانتفاع أو الدخول بها كحصص عينية في شراكات استثمارية ترفع من كفاءتها وتُعظم من عوائدها، مضيفة أنه يتم دراسة الاصول المستغلة استغلالاً غير أمثل للوقوف على امكانية نقل بعض منها الى الصندوق لرفع كفاءة ادارتها وتعظيم العائد منها، ويتم نقلها بعد تقييمها تقييماً عادلاً من الجهات الحكومية المعنية. كما قامت وزارة التخطيط بدراسة قطاعية لتحديد القطاعات التي سيركز الصندوق عليها والتي يمكن ان تسهم في جذب الاستثمارات وخلق المزيد من فرص العمل في مناطق جغرافية مختلفة، ومن بين تلك القطاعات التي استوفت المعايير الصناعات التحويلية (بصفة خاصة كيماوية وبتروكيماوية، ادوية، هندسية، منتجات غذائية والتصنيع الزراعي، استهلاكية)، والتجارة جملة وتجزئة، والخدمات اللوجستية، والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والانشطة المكملة لها، والمطاعم والفنادق والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات، والاستخراجات من (الغاز والبترول والتعدين). وجارٍ العمل على انشاء قاعدة بيانات من الفرص الاستثمارية والتي ستتضمن مجموعة من المشاريع الواعدة، ومجموعة من الأصول المستغلة وغير المستغلة والشراكات مع الصناديق العربية والدولية لعرضها على المدير التنفيذي الذي سيتم تعيينه لتسهيل مهمته في المرحلة الأولى من عمل الصندوق.