الجارديان: ترامب يعيش أسوأ أيامه في البيت الأبيض

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعرض لضربة مزدوجة، أمس الثلاثاء، بعد اعتراف أحد مساعديه السابقين بالذنب في المحكمة، واتهام الآخر بجرائم مالية، ما يرجح أن الرئيس نفسه قد يواجه مشكلة قانونية كبيرة قريبًا.
اعترف مايكل كوهين، مُحامي ترامب السابق، أمس الثلاثاء وخلال جلسة محاكمته، بأنه مُذنب في ثماني تهم من ضمنها خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، ودفع مبلغ مالي كبير للنساء اللواتي تزعمن ممارسة الجنس مع الرئيس الأمريكي لشراء صمتهن، مؤكدًا أن موكله كان على علم بذلك.
وقبل دقائق من اعتراف كوهين، أُدين باول مانافورت، المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية، بثماني جرائم نصب واحتيال مالي.
وتقول الجارديان إن الأحداث الدرامية التي جرت في قاعتي المحكمة قد تضع الرئيس الأمريكي في أزمة كبيرة.
وتعليقًا على هذه الأحداث، كتب نورمان ايسن، المستشار الخاص السابق لباراك أوباما في تغريدة عبر تويتر،: "هذه أسوأ ساعة في رئاسة ترامب، لا نستطيع قول إنها الأسوأ في حياته".
وترى الصحيفة البريطانية أن النتائج تُثير أسئلة خطيرة عن حكم ترامب، فمنذ انتخابه حامت الشبهات حول عديد من المسؤولين والأشخاص العاملين في دائرته المقربة، لاسيما مع اعتراف عدد منهم بالذنب في المحكمة، واتهام آخرين بجرائم قانونية، من بينهم مستشار الأمن القومي، ومحاميه الخاص، ورئيس حملته، ونائب مدير حملته، ومساعده للسياسة الخارجية.
وتنبه الجارديان إلى أن القضايا السالف ذكرها نتجت عن تحقيق المُحقق الخاص روبرت مولر في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.
وتقول إن أحداث الثلاثاء تمثل انتصارًا كبيرًا لمولر، والذي يواجه ضغط كبير من قبل أتباع ترامب ومؤيديه، لإنهاء ما يُطلقون عليه "مطاردة الساحرات".
وأوضحت الصحيفة أن كوهين زعم أن ترامب أمره بدفع مبالغ مالية ما يعني أنه اخترق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، لشراء صمت النجمة الإباحية ستورمي دانيالز، وعارضة البلاي بوي كارين ماكدوجال، اللاتي تزعمان أنهما أقامتا علاقات جنسية غير شرعية مع ترامب قبل أن يُصبح رئيسًا.
وفي تغريدة على حسابه بتويتر، قال لاني ديفيس، مُحامي كوهين، "إذا كان دفع هذه المبالغ يُدين كوهين، فلماذا إذا لا يدين دونالد ترامب كذلك؟ ".
وقال ديفيس، مُحامي كوهين، إن موكله مُستعد للتحدث مع المحقق كوهين بشأن أي شيء، مُشيرا إلى أن كوهين لديه معلومات بشأن قضايا معينة قد تُفيد مولر في تحقيقه وهو مُستعد لاطلاعه على كل التفاصيل.
وتابع، في مداخلة مع شبكة إم إس إن بي سي، : "كوهين لديه معلومات بشأن احتمالات المؤامرة والتواطؤ وإفساد النظام الديمقراطي الأمريكي في انتخابات عام 2016، علاوة على جريمة القرصنة الإلكترونية، ويعرف ما إذا كان ترامب يعلم بشأنها في وقت سابق أم لا".
ومع ذلك، ينفي الرئيس الأمريكي كل تلك الاتهامات، ويؤكد أنه لم يعلم أن محاميه السابق دفع تلك المبالغ الطائلة لشراء صمت النساء.
وفي الوقت نفسه، وجدت المحكمة أن مانافورت، رئيس حملة ترامب الانتخابية السابق، مُتهم في جرائم احتيال مصرفي وضريبي، وربما تبلغ عقوبتها قضاء عقد في السجن.
كما يواجه مانافورت اتهامات في قضية أخرى.
ورغم اتهامه في قضايا فيدرالية وصف ترامب مانافورت ب"الرجل الجيد"، مُضيفًا: "كان يعمل مع رونالد ريجان، وعمل مع أشخاص أخرين".
وقال ترامب، في كلمة ألقاها بتجمع في تشارلستون، فرجينيا الغربية، مساء أمس الثلاثاء، إن كل ذلك ليس له علاقة بمزاعم التواطؤ مع الروس. ووصف ذلك ب"مطاردة الساحرات".