بفضل النساء.. السعودية في موسوعة جينيس

تتوالى الإنجازات التي تُحققها المرأة السعودية، مع كسر "التابوهات" الاجتماعية التي حرمتها من إثبات وجودها في المجتمع، ومنحها حقوقًا ظلت تكافح عقودًا لنيلها، وأبرزها الحق في قيادة السيارات، وتمكينها من شغل مناصب قيادية في السفارات والوزارات والمناصب العسكرية.
بفضل ما تتمتّع به "نساء المملكة" من مواهب، بات اسم السعودية حاضرًا بقوة داخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث سُجّلت سعوديات حققن أرقامًا قياسية على الصعيد الرياضي والاجتماعي والحِرفي.
ومن "تسلّق أعلى قمة جبل في العالم العربي إلى إنتاج أكبر سلّة من خوص النخيل"، يرصد مصراوي في التقرير التالي أبرز المرات التي حقّقت فيها السعودية أرقامًا قياسية في "جينيس" بفضل نسائها.
تسلّق أعلى قمة جبل
بين الملاكمة وكرة القدم واعتلاء أعلى قمم في العالم العربي وأفريقيا، دخلت الشابة السعودية رشا الخميس، (28 عامًا)، موسوعة جينيس، بعد صعودها إلى قمة "توبقال" في جبال الأطلس، القمة الأعلى في العالم العربي، وثاني أعلى قمة في أفريقيا، على بعد 63 كيلومترًا جنوب مدينة مراكش المغربية، بارتفاع يبلغ 4167 مترًا، في فبراير 2017.
وتسعى الخميس إلى نشر ثقافة الملاكمة لدى المرأة السعودية، والمساهمة في بعثات رياضية نسائية. كما تتمنى أن تتواجد سعوديات مميزات في رياضة الملاكمة للمشاركة في بطولات أولمبية دولية، لإيمانها بأن "المرأة السعودية يمكن أن تكون واجهةً في القيادة والتميز الرياضي"، وفق تقارير محلية.
وفي يونيو2017، تمكّنت الخميس من دخول موسوعة جينيس بعد أن حققت رقم قياسي في لعب أعلى مباراة لكرم القدم في العالم، على ارتفاع 5714 مترًا، في قمة جبل كلمنجاروا، بمشاركة 30 امرأة من 25 دولة، ضمن نشاط خيري غير ربحي.
الغوص تحت الجليد
دخلت الطبيبة مريم فردوس، موسوعة جينيس كأول امرأة سعودية وعربية تغوص لمدة 35 دقيقة تحت الماء، في درجة حرارة وصلت إلى 40 درجة تحت الصفر. واستطاعت أن تفرض نفسها على رياضة الغوص في الجليد والنزول إلى أعماقه خلال مشاركتها ضمن بعثة رياضية بالتعاون مع الجمعية الروسية الجغرافية.
أجرت فردوس، التي تعمل طبيبة أخصائية وبائيات في مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، أول رحلة لها إلى القطب الشمالي عام 2015، لتدخل التاريخ كأول امرأة عربية تغوص تحت جليد القطب الشمالي، وأول سعودية تغوص في أعماق المحيط القطبي الشمالي، وثالث امرأة تتمكن من ذلك بعد روسيتين.
وقالت فردوس، في حديث سابق لقناة العربية، إن رحلتها إلى القطب الشمالي استغرقت 45 يومًا، منها 5 أيام عاشتها في القطب الشمالي، مُشيرة إلى أنها اتجهت لرياضة الغوص منذ عام 2008، "كهواية أقضي فيها على الطاقة السلبية الناتجة عن ضغط الدراسة، إذ كنت أمارسها في أيام العطل الأسبوعية"، وفق قولها.
أكبر شريط وردي
دخل حشد من المتطوعات السعوديات، وصلن إلى أكثر من 10 آلاف سيدة، جينيس، بتشكيل أكبر شريط وردي بشري للتوعية الصحية الشاملة لمواجهة مرض سرطان الثدي.
جاء ذلك خلال مبادرة لزيادة التوعية لمواجهة سرطان الثدي، تحت عنوان 10 KSA، أُقيمت في الرياض بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في 2015.
كان من أبرز فعاليات المبادرة الفحص المبكر عن المرض، والتبرع لقص الشعر بين المُشاركات لدعم المُصابات بالمرض، بجانب عرض فيلم تعريفي للتوعية الصحية بمرض سرطان الثدي، وصاحبه ترجمة بلغة الصم.
أكبر حقيبة مدرسة خيرية
وفي 2012، دخلت فتاتان سعوديتان موسوعة جينيس بتحطيم رقمين قياسيين، الأول ببناء أكبر حقيبة مدرسية خيرية، والثاني أكبر حملة خيرية لجمع الأدوات المدرسية خلال 24 ساعة فقط للأطفال الفقراء، وذلك أثناء تنفيذهن لمهمة في برنامج "خواطر 8" الذي يُقدّمه أحمد الشقيري.
وتمثّلت المهمة في تجميع أكبر قدر ممكن من الأدوات المدرسية المختلفة كالحقائب والأقلام والدفاتر، وتوزيعها على الأطفال الفقراء، وتم منحهما مُهلة لمدة شهرين لإنجاز المهمة. وأعلنت "جينيس" تحطيم السعوديتين للرقم القياسي السابق الذي حققته إسبانيا ببناء أكبر حقيبة لنادي برشلونة.
بعد انتهاء المهمة، قامت الفتيات بمساعدة الجهات الخيرية بتوزيع الحقائب المدرسية التي تم جمعها على الأطفال المرضى في المستشفيات، لإدخال البهجة على قلوبهم، كما قامتا بتوزيعها على الأطفال الفقراء لمساعدتهم على التعليم.
أكبر قُبعة
دخلت السعودية جينيس في 2012 بأكبر قُبعة في العالم، صنعتها سيدة من محافظة الأحساء، بقُطر 5 أمتار وارتفاع نصف متر من خوص النخيل، بالألوان الأبيض واللون القرمزي بتشكيل هندسي متميز.
يقدر عدد الخصلات في القُبّعة بأكثر من 3500 خصلة من خوص النخيل، إلى جانب أكثر من 150 مترًا من الخيوط. واستغرقت السيدة أم عادل العكروش، 3 أشهر لإنتاجها، وعرضت في مهرجان ريف الأحساء السياحي المقام في منتزه الأحساء الوطني.
أكبر سلة خوص
في 2010، سجّلت 56 سيدة وفتاة من محافظة الأحساء أسمائهن في موسوعة جينيس بإنتاج أكبر "سلة مصنوعة من خوص النخيل"، بلغ ارتفاعها 12.5 مترًا وقطرها 11.9 مترًا.
ومضت السعوديات ساعات عمل طويلة امتدت ل 12 ساعة لمدة 70 يومًا لإنجاز هذه السلة، واتخذن من موقع القرية التراثية التابعة لأمانة الأحساء موقعًا لهن.
وأوضحت رئيسة جمعية "فتاة الأحساء الخيرية"، لطيفة بنت عبدالله العفالق، أن الموسوعة وافقت على صناعة السلة بمقاس يتعدّى مقاس آخر سلة مُسجّلة في جينيس، والتي بلغت قياساتها 19.8 مترًا × 9.45 أمتار، وارتفاع 9.8 أمتار.