حوار| مؤلف أمر واقع: أسرار كثيرة ستظهر في الحلقتين الأخيرتين

استطاع مسلسل "أمر واقع" لفت نظر الجمهور بعرضه في موسم دراما رمضان الجاري، حيث اهتم المتابعون بالقضية التي يناقشها العمل وهي الأخبار المزيفة التي يتصاعد استخدامها في الوقت الحالي إلى مستوى يمكن تهديد استقرار الدول، ومحاولة العبث بمقدراتها، من خلال قصة أحد ضباط الشرطة.
مصراوي حاور مؤلف المسلسل، دكتور محمد رفعت، الذي يعود للكتابة مرة أخرى بعد غياب 4 أعوام منذ فيلم "المعدية"، وتحدث "رفعت" عن كواليس العمل، وترشيح الأبطال وبعض الانتقادات التي وجهت للمسلسل، وإلى نص الحوار.
حدثنا كيف بدأت العمل على فكرة "أمر واقع"؟
لم يكن هناك تخطيط معين للفكرة، لكن كان لدي هدف لتقديم مسلسل واقعي على كل المستويات سواء في المشاعر الإنسانية بين الناس أو المشاكل التي تواجهنا أو التي تواجهها الدولة، ومن هنا جاءت الرغبة لدى شركة أروما أن نقدم مسلسل "أمر واقع" واتفقنا أننا سنقدم مسلسلًا بطولة جماعية تكون كل الأدوار فيه رئيسية.
هل أثار استبدال المخرج مجدي السميري بالمخرج محمد أسامة أي أزمات في العمل على المسلسل؟
لا إطلاقًا.. فالمخرج محمد أسامة كان بيني وبينه مشروع فني سابق، بالإضافة إلى أحمد حسن مخرج الوحدة الثانية، فأخرج الإثنين حوالي 39 فيلمًا قصيرًا في برنامجي "حكاية كل بيت".
وكان بيننا تناغم يفوق الوصف، بينما مجدي لم أتعامل معه قبل ذلك كما أن ظروفه لم تسمح للعمل على المسلسل مبكرًا، حيث كان يتواجد في أمريكا، وظروف التحضير كانت ستتخذ وقتًا أكبر من المقرر لها، فاتخذنا قرار بأن يتولى المهمة محمد أسامة "وده كان أصوب قرار اتاخد".
هل ساهمت في اختيار أبطال العمل؟
اشتركنا كلنا في اختيار الكاستينج في حضور الكاتب والمخرج والجهة الإنتاجية، واخترنا الأبطال بناء على عدة عوامل، وحاولنا في هذا المسلسل التحرر من فكرة الأسماء ونختار الأشخاص المناسبة لكل دور بغض النظر عن نجوميتهم.
البعض يرى أن هناك بعض الشخصيات في المسلسل غير واضحة خلفيات ظهورهم في الأحداث مثل الشخصية التي تقدمها الفنانة ريم مصطفى.. ما تعليقك؟
من يقول ذلك فهو لا يشاهد المسلسل جيدًا، فالعمل مكتوب بشكل مختلف عن السرد التقليدي، فنحن نتقبل ذلك في الأعمال الأجنبية، لكن عندما نحاول نحن ككتاب مصريين تجربة شكل مختلف في الكتابة؛ نلقى تلك الانتقادات، كذلك هناك طرق متعددة لحكي السيناريو منها حكي الحكاية بطريقة بداية ووسط ونهاية، وطريقة أخرى أكثر تعقيدًا وهي ان نبدأ السيناريو من ذروة كل شخصية ونستدعي المعلومات المتعلقة بالشخصية دي عند الضرورة الدرامية.
نحن لدينا أجوبة لكل شخصية، فمثلًا الجمهور لم يكن يعلم سبب تعامل نجلاء بدر بهذه الطريقة مع زوجها الذي يجسده الفنان كريم فهمي، وبعدها علمنا أن هناك قصة حب مستترة بينه وبين فرح، كذلك سنعرف في الحلقات المتبقية خلفية الحادث التي تعرضت له ريم مصطفى، لكن الجمهور لدينا يريد معرفة كل الأحداث في الحلقة الأولى، لكن هذا اختيار كتابة "زي ما في صناع مسلسل بيحبوا يبدأوا الحكاية فلاش باك أو من نصه.. وده شكل من أشكال الإبداع من حق الجمهور قبوله أو رفضه لكن مع نهاية التجربة والدراما التي تثير التساؤلات تعني أن المتفرج فاعل جدًا في الحكاية".
بعض الجمهور يرى أن هناك مسلسلات في هذا الموسم اعتمدت على تقديم الصورة الإيجابية فقط لضباط الشرطة، منهم "أمر واقع".. ما ردك؟
أنا أرى أننا أظهرنا شخصية الضابط "العادي" المتخبط في حياته العاطفية جدًا لدرجة أن الجمهور أخذ موقفًا من شخصية حمزة لأنه أحب امرأة أخرى غير زوجته.. كذلك شخصية عمر الذي انهارت حياته بسبب انشغاله في العمل، ومثل هذه التعليقات هي عبارة عن تعليقات "معلبة"، لكننا نتحدث عن أمر واقع وحياة تلك الفئة، أما الجديد هنا أننا تعمقنا داخل حياتهم بشكل أكبر، وهناك أسرار كثيرة لا يمكن أن تخطر على بال أحد سيتم عرضها في الحلقتين 29 و30.
هل المسلسل حقق النجاح المرجو منه بعرضه على أكثر من قناة؟
عرض المسلسل أكثر من قناة مفيد جدًا، لكننا لا نستطيع أن نحكم على المنافسة أو المشاهدة، وعلى سبيل المثال قدمنا مشهد عن فكرة التريند والمشاهدات وكيف يمكن أن يتم التلاعب فيهم، وذلك شيء جدير أن يعرفه الجمهور، "واحنا معندناش جهة في مصر تقدر تقول إن المسلسل حقق نجاح ما، وبالتالي الموضوع بيمشي على هوى العلاقات العامة أكثر، كما أن ساحات السوشيال ميديا تتحول إلى سرادقات تهاني متبادلة، فلازم يبقى عندنا آليات حقيقية للحكم على الأشياء عشان نقدر نجاوب على سؤال نجح ولا لأ"
لكن بالنسبة لي أمر واقع حقق نجاح مُرضي جدًا، بداية من أغنية التتر مرورًا بالحلقات والتفاعل بعد كل حلقة والتعليقات عليها، وأرى أن هذا تفاعل جيد، كما انني لم أضع فكرة المنافسة أمام عيني "لأني مش عارف مين بينافس مين، لكن الحاجة الواضحة هي المنافسة بين المسلسلات الكوميدي لأن عددهم محدد"
هل تدخل أحد الأبطال في إضافة أو حذف أي حدث بالمسلسل؟
إطلاقًا.. لم يتدخل أحد، وأنا أريد تسجيل احترامي وتقديري لكل الأبطال، فلم يتدخل أحد فيما كتبته وكل الناس بلا استثناء لديهم مساحة مناقشة معايا، أما الفنان كريم فهمي فبالرغم من أنه سيناريست أيضًا، إلا أننا حسمنا تلك النقطة مبكرًا فهو يعرف تاريخي ويحترمه، وقال من البداية "أنا ممثل وحابب إننا نشتغل مع بعض"
ما الرسالة الرئيسية من "أمر واقع"؟
في أي عمل قدمته في السينما أو التلفزيون لم أومن بفكرة وجود رسالة واحدة فقط، مش مؤمن بفكرة الرسالة الواحدة، أنا مؤمن أننا طوال الأحداث يجب أن نقدم رسائل، لكن الرسالة الرئيسية في "أمر واقع" هي عدم تكوين رأي متسرع إلا بعد اكتمال الصورة، فلابد أن نتأنى جيدًا قبل إصدار أي حكم وتكوين رأي، لكننا أصبحنا نتناقل على السوشيال ميديا أخبار مشوشة وخاطئة، دون تأكد.