مثل "صاحب الكرة"، الذي يفرض سيطرته على أصدقائه الذين يلعبون معه، ولا يمكن لأحد منهم إخراجه من المباراة مهما كان خطأوه، يتعامل تركي آل الشيخ بهذا المنطق في مواقفه وآرائه، وفقا لما ذهبت إليه آراء أطباء نفسيون عن تحليل شخصيته. تركي آل الشيخ، هو مستشار بالديوان الملكي السعودي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالسعودية والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي والاتحاد العربي لكرة القدم، والرئيس الشرفي السابق للنادي الأهلي المصري الذي أعلن اعتذاره عن هذا المنصب منذ أيام. آثار آل الشيخ كثيراً من الجدل منذ بداية تواجده بشكل ملحوظ في الساحة الرياضية بمصر، وكان آخر أزماته نشره بياناً انتقد فيه إدارة النادي الأهلي، وكشفه عن تمويله للحملة الانتخابية لرئيس النادي، محمود الخطيب. لقراءة البيان.. اضغط هنا عالم مواقع التواصل الاجتماعي الذي يتواجد فيه تركي آل شيخ (37 سنة) بكثافة، "جعل منه شخصية لا تنتقي ما يكتبه ويعلنه، وهو ما يتنافى مع مناصبه الرفيعة"، حسب ما يرى إبراهيم مجدي، أخصائي الطب النفسي بجامعة عين شمس، والذي أشار إلى أن "السوشيال ميديا" أظهرت ميول هذا الرجل الهيستيرية. يتابع 3 ملايين ونصف المليون شخص منشورات آل شيخ على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، ووفقا لأداة "Facebook like checker" الخاصة بتحليل بيانات الصفحة، فتعتبر النسبة الأكبر من متابعيه من مصر بواقع 2 مليون شخص، في حين جاءت السعودية في المركز السادس ب60 ألف شخص فقط، ورغم ذلك يؤكد الدكتور إبراهيم مجدي أن كتاباته وأفعاله لا تنم عن دراسته لثقافة الشعب المصري، أو فهمه لأبسط قواعد التسويق. ويوضح مجدي أن المصريين لم يتقبلوا لغته التي تظهر دخوله لهذا البلد بأمواله، فضلا عن حديثه حول محمد صلاح الذين نعتبره "أيقونة" حاليا. وبالاستناد إلى المنشور ذاته الذي عبر فيه الرجل بطريقة ساخرة عن رغبته في عدم صعود محمد صلاح لكأس العالم، الذي يواجه فيه المنتخب المصرى نظيره السعودى، رأى جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن تركي آل شيخ يميل إلى السخرية عادة، ويخلط الجد والهزل، وهذا ليس من سمات شخصية اجتماعية وسياسية معروفة. وقال فرويز إنه كان من الممكن أن يجنب نفسه كثير من المشكلات والجدل، لكن طباعه غلبت عليه، فهو انفعالي، لا يستطيع السيطرة على نفسه، وفي الأغلب جميع علاقاته سطحية. سبق الجدل الذي أثاره تركي آل شيخ في مصر، جدلاً آخر بالسعودية، بعد أن اتهمته جماهير نادي الهلال بالتدخل لإقالة المدير الفني للنادي، رامون دياز، بعد ساعات من تغريدته التي يقول فيها: "بدأت أشك في رغبة دياز في الاستمرار"، تعليقا على الخسارة في دوري أبطال أسيا، ما صحبه حالة غضب من جماهير النادي، مطالبين برحيله عبر هاشتاج #رحيل_تركي_شيخ_مطلب. فِي المقابل، سخر آل شيخ من الهاشتاج، وشارك فيه، قائلا: "اعطوني فرصة"، هذا ما اعتبره الدكتور إبراهيم مجدي "نوع من النرجسية الشديدة"، التي تظهر في شخصيته بقوه، فهو -حسب قوله- لا يتقبل الانتقاد أبدا، ويؤمن أنه الأقوى، لذلك قد يسخر منه. وهو ما يتفق معه الدكتور جمال فرويز، حيث يرى أن احساس العظمة، والأنا مسيطرة بشكل كبير عليه، إضافة إلى حب الظهور الإعلامي، الذي أشار إليه رئيس القسم النفسي بجامعة الأزهر، هاشم بحري، قائلا: "يبدو شخصية استعراضية ذات انفعالات سطحية وحادة، شخصية محبة للظهور، لذلك اختار اقتحام مجال كرة القدم في نادي كبير بمصر، ولم يكفيه مناصبه بالسعودية". وهو نفس ما ذهب إليه الدكتور ابراهيم مجدي، الذي قال إن تركيبة شخصية تركي المحبه للشعر وكتابته للأغاني، التي كان آخرها للفنان عمرو دياب في ألبومه الأخير، تؤكد أنه يريد أن يمتلك كل شيء، ويصير متعدد المواهب. يدلل الدكتور إبراهيم مجدي على ذلك باهتمامه الدائم بنشر صور له مع المشاهير في الرياضة، والسياسة والفن، مشيرا إلى حبه للتباهي، الذي من المؤكد أنه يجعله يحرص على اقتناء أغلى التحف واللوحات والاسطوانات النادرة في بيته. بحسب تعريفه لنفسه بأحد البرامج التليفزيونية، فهو مولود في الرياض لأسرة متوسطة، حيث كانت والدته مدرسة، ووالده موظف متوسط في رعاية الشباب، التي تغير مسماها للهيئة العامة للرياضة، ويرأسها تركي حاليا، وكان مقربا من دوائر العائلة المالكة، وتحديدًا من الأمير فيصل بن فهد والأمير سلطان بن فهد (الرئيسان السابقان للاتحاد السعودي لكرة القدم)، تلقى تعليمه في مدارس حكومية، وعقب تخرجه من كلية الملك فهد الأمنية في2001، التي قال إنه أُجبر عليها، لحبه للفن وكرة القدم، تدرج في عدة مناصب، حيث عمل بوزارة الداخلية، ثم مكتب وزير الدفاع، ثم في ديوان ولي العهد، إلى أن وصل لمنصب مستشار في الديوان الملكي برتبة وزير، العام الماضي. هذه النشأة، التي يؤكد الدكتور هاشم بحري، أنها سبب في تكوين شخصيته وأفكاره، جعلت الدكتور إبراهيم مجدي، والدكتور جمال فرويز، يستبعدون أن تكون سماته الشخصية السابقة جاءت نتيجة معاناة أو خوف كما هو معتاد، لكن رجحا أن يكون الدافع هو "التدليل الزائد" أو اعتياده على أن يأمر دائما، فيكون ما يريد. شاهد مسلسلات رمضان "قبل أي حد" جهز إفطارك من طبخة ع السريع: أسرع طريقة لتجهيز الأكل