تخشى إسرائيل من تزويد روسيا للحكومة السورية بمنظومة الصواريخ الدفاعية من طراز "إس-300"، وذلك بعدما عدلت موسكو عن قرارها السابق بعد ضغط من تل أبيب وقررت بعد القصف الثلاثي على سوريا تزويدها بالمنظومة. وتغير الموقف الروسي من هذا الأمر بعد غضبها الشديد عقب الضربة التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد منشآت تابعة لدمشق بعد مزاعم عن تنفيذ دمشق هجمات كيميائية في مدينة دوما السورية. وبعد الهجوم الثلاثي قالت روسيا إن ما حدث لن يمر بدون عواقب، وأعلن الكرملين أنه ربما يزود حليفهم السوري بالمنظومة الدفاعية الجوية. وأشار تقرير بشبكة بلومبرج الإخبارية، اليوم الخميس، إلى أن موسكو لو فعلت ذلك سوف يمثل جرس إنذار بالنسبة لأعداء الرئيس السوري بشار الأسد، ومن بينهم سوف تكون إسرائيل التي لن توافق على بناء قوة عسكرية بالقرب من حدودها وخصوصًا مع وجود تهديد آخر من إيران. وقال محللون ومسئولون عسكريون سابقون إن هناك رد واحد محتمل من الدولة العبرية في حال قررت روسيا تزويد الأسد بهذه المنظومة، والرد هو تدميرها. وأضاف التقرير أن بتدمير إسرائيل لمنظومة "إس 300" سوفت تتوتر العلاقة بين موسكو وتل أبيب، وذلك على الرغم من حفاظ البلدين على قنوات اتصال برغم تعارض المواقف في سوريا. وربما يخلق ذلك تصعيدا خطيرا في الحرب الأهلية التي بدأت قبل سبع سنوات. هناك بالطبع تدخلات في الحرب السورية من التدخلات الإقليمية. وفي الأسبوع الماضي بدأ تصعيدًا هو الأكبر منذ عقود بين القوتين النوويتين روسياوأمريكا على الأرض، بينما تتمركز قوات تركية بالقرب من قوات من الولاياتالمتحدة في مناطق متفرقة في شمالي سوريا، في حين يحارب الإيرانيون والروس بجانب جيش الأسد. أما في السماء، فتتمتع إسرائيل بالحرية بسبب تفوقها الجوي وحصولها على ضوء أخضر من روسيا. لكن ما سبق ربما يتغير الآن. وقال عاموس يدلين، الضابط السابق بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، وأحد الطيارين الذين دمروا مفاعل نووي عراقي في عام 1981، إن تزويد سوريا بمنظومة "إس 300" كان أمرًا مقلقًا لإسرائيل على مدار عقدين "وفي النهاية سوف يحدث". وتابع لبلومبرج: "لو أن على دراية جيدة بالقوات الجوية، فقد صنعنا بالفعل خطط بديلة للتعامل مع هذا التهديد. وبعد إزالة الخطر، والذي سوف يحدث على الأغلب، سنعود إلى المربع الصفر". وكانت روسيا زودت إيران بالفعل بمنظومة "إس 300" الدفاعية رغم اعتراض أمريكا وإسرائيل على الأمر. وكانت سوريا في طريقها للحصول عليها في عام 2013، حتى جمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جمد الأمر بعد مطالبة إسرائيل له بذلك. لكن بوتين قال حينذاك إن الولاياتالمتحدة لو هاجمت، سوف تفكر روسيا فيما قد تفعله في المستقبل. وقال مايكل أورين، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "إنها منظومة متطورة جدًا ويمكن أن تغطي مساحات كبيرة من الأراضي. سوف نعارض ذلك دائمًا". كما نقلت بلوملبرج عن فيكتور موراكوفسكي، الجنرال السابق بالجيش الروسي والمستشار الحكومي حاليًا، إنه لا توجد أي منظومة دفاعية بدون طريقة لتعطيلها. وأضاف "مثلما أنه لا توجد طائرة لا يمكن إصابتها".
