أثارت صفقة تزويد روسيا لنظام بشار الأسد بصواريخ "إس 300" جدلا بين روسيا وإسرائيل، حيث حذرت الأخيرة وحلفاءها من تسلم دمشق هذه الصفقة، وسط مخاوف من جر المنطقة لصراع إقليمى. وأكدت موسكو أنها ستقدم الصواريخ لنظام الأسد حتى تردع أى تدخل خارجى فى سوريا، وقالت "إسرائيل" إنها تعرف ما عليها فعله إذا تمت عملية التسليم، وأعربت واشنطن عن إدانتها لقرار روسيا تزويد نظام الأسد بصواريخ "إس- 300"، تزامن ذلك مع رفع أوروبا الحظر عن توريد الأسلحة للمعارضة السورية. واتهم نائب وزير الخارجية الروسى "سيرجى ريابكوف" الاتحاد الأوروبى بصب الزيت على النار، وأعلن أن روسيا لن تلغى خططا لتزويد سوريا بصواريخ إس 300 للدفاع الجوى، مضيفا: نعتقد أن عملية التسليم هذه عامل استقرار، ونرى أن إجراءات كهذه تردع إلى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير بسيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دوليا بمشاركة قوات أجنبية. كما أكد ريابكوف أن العقد المتعلق بصواريخ إس 300 وقع قبل سنوات مع الحكومة السورية، وأن الأمر يتعلق بتسليم أسلحة دفاعية للدفاع عن البنى التحتية والجيوش. وردا على الصفقة المنتظرة، حذر وزير الدفاع الإسرائيلى (موشيه يعالون) من إتمام هذه الصفقة، وقال: "إن صواريخ إس 300 تشكل تهديدا فى هذه المرحلة، كما أن الشحنة لم تغادر روسيا بعد ونأمل فى ألا تغادر، لكننا سننتصرف إذا حدث ذلك". لكن تصريحات وزير الدفاع تناقضت مع ما قاله قائد القوات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضى من أن شحنة صواريخ إس 300 فى طريقها إلى سوريا، وهو ما يشير إلى أن الصواريخ ستصل خلال وقت قصير، إن لم يكن بعضها قد وصل بالفعل. ونظرا لتخبط تصريحات المسئولين فى تل أبيب، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قرارا إلى وزرائه بعدم التعليق حول الأوضاع فى سوريا، خاصة صفقة الصواريخ. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، أن الأمر صدر بعد سلسلة تصريحات لوزير الدفاع موشيه يعالون، اعتبرت بمنزلة تهديد لروسيا، بل واعتبرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وزير الدفاع يلمّح بذلك إلى شن غارات جوية جديدة يمكن أن تنفذها إسرائيل، كما حدث فى مطلع الشهر الحالى بالقرب من دمشق، واستهدفت تلك الغارات، بحسب مسئولين إسرائيليين، عمليات نقل أسلحة إلى حزب الله. وتكمن خطورة صواريخ إس-300 فى أنها منظومة دفاع جوى، أرض جو، بعيدة المدى، وتعتبر من أقوى منظومات الدفاع الجوية الروسية، وهى قادرة على صد وتدمير الصواريخ الباليستية، كونها مجهزة برادارات يمكنها تتبع مائة هدف، إضافة إلى الاشتباك مع 12 هدفا فى الوقت نفسه، وتحتاج المنظومة إلى خمس دقائق لتكون صواريخها جاهزة للإطلاق، وهى لا تحتاج لأى صيانة على مدى الحياة.