عالم أمومة الحيوانات.. صنوف من الرعاية والرحمة (صور)

تصوير- مصطفى الشيمي:
في اللغة العربية الأم هي البداية، المقدمة، الأصل. وفي عالم الحيوان لا تختلف الأمومة في معناها كثيراً عن بني البشر، ولكن لكل كائن طباعه وسلوكه في التعامل مع صغاره، حتى وإن كان الميثاق الطبيعي أن يبتعد الأبناء عن والدتهم بعد سن معينة مهما طالت أو قصرت.
في عالم الحيوان، البعض ينسى صغاره لدرجة عدم معرفتهم إذا عادوا إليهم حال القطط، التي من الممكن أن تتشاجر مع صغارها لو ابتعدوا عنها لفترة طويلة كما تقول الطبيبة البيطرية أميرة جودت، موضحة أن الأم تكون في تلك الحالة نسيت رائحتهم وهي الوسيلة التي تتعرف بها على أبنائها خلاف الإنسان.
ما بين أمومة سريعة حال الأرانب والقطط، وأخرى طويلة مثل الأفيال –تلازم صغيرها حتى 6 سنوات- وثالثة مستديمة كما في القرود، تتشارك أمهات الحيوان في رعاية صغارهم وحمايتهم حتى ينطلقوا إلى عالمهم.
عدسة مصراوي التقطت في جولة لها صور لأنماط مختلفة من الحيوانات وأمهاتهم.
تقول الطبيبة البيطرية أميرة جودت، إن أمهات النمور مثل القطط، تتولى العناية المفرطة بصغارها حتى سن الفطام وهو حوالي ستة أشهر.
فترة الحمل في النمور ثلاثة شهور ونصف، وتضع في المتوسط ثلاثة مواليد، ومع اقتراب الولادة، تبحث الأم عن مكان آمن لوضع صغارها وحمايتهم من الحيوانات الأخرى وحتى من بني جنسها.
بعد الولادة، تقضي الأم حوالي 70% من وقتها لرعاية صغارها، وباقي الوقت في الصيد، إذ تحتاج إلى زيادة كمية الطعام الخاصة بها بحوالي 25% كي تستطيع إرضاع صغارها، كما أنها تُحضر الطعام لصغارها عند اقتراب فطامهم.
القرود والغوريلا لهم السلوك الأمومي ذاته، وتقترب بشكل كبير من سلوك الإنسان. فالأمومة فيها "عالية جدا" كما يصف حسن أحمد، كبير أطباء مديرية الطب البيطري. ترتبط القرود بصغارها حتى بعد بلوغهم، خصوصًا الذكور، حتى إنه إذا أراد الانفصال عنها، من الممكن أن يتشاجر مع والدته التي تتمسك ببقائه، فأمومة القرود "مستمر" حسب وصف حسن.
أما الغوريلا، فترة حملها ثمانية أشهر ونصف، تقوم بوضع مولود كل 4 سنوات، ونادرًا ما تضع توأم حسب قول أميرة، الطبيبة البيطرية، التي تضيف أن الصغير يتعلق بقبضة يد أمه الاثنتين، وتساعده والدته على ذلك، ويظل ملازمًا لها أول 6 أشهر، ويواصل الرضاعة حتى 3 سنوات أو أقل قليلاً.
الغوريلا الفضي هي الأكثر عنفًا، لكن هناك تقارير وفقا للطبيبة البيطرية، تذكر أنها تستضيف صغار يتامى على عكس المعتاد، برفضها دخول صغار من أمهات أخرى.
رغم طبيعتها الشرسة إلا أن أمهات التماسيح تتمتع بحنان مفرط وفقا للطبيبة البيطرية. تدفن الأم البيض على مقربة من الشاطئ، وتنتظر بجانبه لحمايته ما يقرب 3 شهور، وبعدما يفقس البيض، يصدر الصغار أصوات للنداء على الأم، التي تتقدم وتحملهم بفمها دون إغلاقه حتى لا تؤذيهم، وذلك حتى إيصالهم إلى الماء.
ترعى التمساح الأم صغارها لشهور والبعض يستمر لعام حتى اكتمال النمو، ويتنافس الأم وصغارها على الطعام، ثم تتحرك بعيدًا لرعاية صغار أخرين أوشكوا على الخروج.
يقترب وزن صغار البجع والنعام من وزن طفل وليد –ما بين 2 كيلوجرام ونصف و4- كما يصف حسن، الطبيب البيطري، ويتراوح حجم مولود النعام أو البجع ما بين كيلوجرام ونصف و3 كيلوجرام وربع، فيما لا يختلف سلوكهم عن بقية الطيور في إعداد عش مناسب لاستقبال المواليد.
في السلاحف البرية، تحمي الأم صغارها أجنة ومواليد، يقول كبير أطباء مديرية الطب البيطري إنها كما تتلون بلون البيئة تفعل ذلك أبنائها، فإن كانت في غابة تأتي بأوراق الشجر وتحيطه بأولادها.
أما السلاحف المائية، تقول أميرة، الطبيبة البيطرية، إنها مهمة الأم تنتهي بوضع البيض فقط، إذ تحفر في الرمل وتضعه على الشاطئ، ويأتي الذكر لإخصاب البيض، وبعد فقس البيض يحفر الصغار لمدة تتراوح من 3 إلى 7 أيام للوصول إلى سطح الأرض، ثم يذهبون إلى الماء وينطلقوا في رحلتهم وحدهم.