"يعملوها الصغار ويموت فيها الكبار"... عيد ذهب لزيارة صديقه فقتله جاره بشومة‎

في يوم الخميس قبل الماضي، ذهب (عيد. أ)، (الذي يعمل سائقًا) كعادته في نهاية كل أسبوع إلى صديقه (علاء.أ)، بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر، لكنه لم يكن يومًا عاديًا هذا الأسبوع، وتغيرت الأمور عندما تدخل لفض مشاجرة بين صديقه، وجيرانه، وقعت بسبب "لهو الأطفال" وأدت في النهاية إلى مقتله.
كانت عقارب الساعة تُشير إلى الرابعة عصرًا، والهدوء يسود شارع نور الإسلام عندما قطعته أصوات عالية إثر نشوب مشاجرة بين زوجة صديقه وزوجة جاره (محمد.م)، استمرت لنصف الساعة، قبل أن يتمكن الأهالي من الفصل بينهما وترتيب جلسة صلح عرفية، بحسب (أحمد.س)، شاهد عيان وأحد الجيران ل"مصراوي".
وطرفي المشاجرة يقيمان في منزلين متلاصقين بشارع نور الإسلام، وفي السابعة مساءً، تجمع طرفي المشاجرة علاء وصديقه عيد من جانب، ومحمد وشقيقه أحمد (سمكري) على الجانب الآخر وعدد من "كبار المنطقة" داخل المقهى المجاور للمنزلين.
يقول أحمد، جار الطرفين (حضر الجلسة العرفية)، إن علاء قال خلال الجلسة إن زوجته أخبرته برؤيتها لنجل المتهم "محمد" يحاول الاعتداء جنسيًا على ابنه فضربت الطفلين، وأخبرت والدته بما فعل، فطردتها من منزلها، واعتدت عليها بالضرب، ثم تدخل "أحمد" شقيق المتهم مقاطًعا "ابننا ميعملش كده"، فثار غضب والد الطفل المعتدى عليه، ونشبت مشاجرة بينهم.
وبحسب الجار، "انتوا مفيكوش راجل، وحقي هاخده"، وصلة من السباب وجهها علاء إلى محمد، وشقيقه السمكري، ثم ألقى بكوب من الشاي على أحدهم أشعلت مشاجرة ب"الشوم" والأسلحة البيضاء بين الطرفين.
وتابع في حديثه، وجه علاء ضربة إلى رأس المتهم أحمد، فتدخل شقيقه محمد للدفاع عنه، وحاول توجيه ضربة بالشومة إلى السائق لكنها أخطأت هدفها، وأصابت صديقه "عيد" في رأسه فسقط غارقًا في دمائه.
وأبلغ الأهالي قسم شرطة مدينة نصر أول، برئاسة المقدم وائل غانم، فحضرت قوة أمنية على الفور وضبطت المتهمين محمد وشقيقه أحمد، وتم نقل "عيد" إلى المستشفى لتلقي العلاج وبعد مرور ثلاثة أيام لفظ أنفاسه الأخيرة إثر كسر في الجمجمة ونزيف بالمخ جراء الضربات التي تلقاها في المشاجرة.
ومن جانبه، قال مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، إن المشاجرة بسبب الأطفال، رافضا التعليق عن واقعة اعتداء أحدهما على الآخر جنسيًا: "دول عيال، ومعرفش فيها شذوذ ولا لأ".
وحاول محررا "مصراوي" التواصل مع علاء، صديق المجني عليه، وكذلك أهل المتهمين، لكنهم رفضوا جميعًا الحديث بشأن الحادث "النيابة بتحقق، ومعندناش كلام نقوله واحنا جيران".
وقررت نيابة مدينة نصر أول، برئاسة المستشار أحمد لبيب، حبس "محمد.م" وشقيقه أحمد (السمكري" 15 يومًا على ذمة التحقيقات في اتهامهما بقتل المجني عليه "عيد.إ"، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
ونفى المتهم "محمد " في التحقيقات قصده قتل المجني عليه "عيد"، وقال إن الضحية كان حاضرًا لجلسة عرفية للصلح بينه وبين جاره علاء، ونشبت مشاجرة وقتها بالعصي والشوم، وتلقى ضربة على رأسه وسقط غارقًا في دمائه فطلبوا له الإسعاف لإنقاذه.
ومازالت أجواء الحادث تلقي بظلالها على شارع "نور الإسلام" إذ أغلقت زوجة علاء محل "الكوافير" في منزل المتهمين، وغادرة زوجة محمد إلى منزل والدها بصحبة أطفالها خوفًا من انتقام أهل المجني عليه، حسبما يشير الجيران.