تخطت رضا سن الزواج لتعيش في كنف والدها حياة بسيطة ومثل لها والدها كل شيء في الحياة. كان والدها معروفا بين أهالي القرية بالتقي والورع والحكمة فكانوا يستشيرونه ويحكمونه في جلساتهم العرفية حتي بعد بلوغه الثمانين من العمر. استطاع الوالد أن يحل العديد من مشكلات القرية دون أن تتطور وتصل إلي قسم الشرطة لكن لكل جواد كبوة, فقد دخل الشيطان بين أبناء شقيقته وابن عمهم من جهة وبين جيرانه من جهة أخري وكان الخلاف علي جهاز محمول. تصاعدت حدة الخلافات لتنشب مشاجرة عنيفة بين الطرفين استخدم الطرفان فيها العصي وأشعل حدة الخلافات تدخل سيدة من الطرف الثاني, زوجة المتهم بالاستيلاء علي جهاز المحمول خاصة الطرف الأول و صارت توحي الي زوجها بأن ينتقم منهم لإهانتهم إياه وتغلبهم عليه. كعادة الرجل العجوز حاول تهدئة الأجواء وجلس معهما موجها لهما حديث العقل والحكمة وبالفعل بدأت الأمور في الهدوء رويدا رويدا علي ان يتم عقد جلسه عرفية للصلح بينهما ولكن سرعان ما اشتعلت الخلافات مرة أخري عندما طالب صاحب الهاتف باسترداد هاتفه أولا متهما الطرف الثاني بسرقته مؤكدا أن الجلسة لن تعقد إلا بعد ان يحصل هاتفه وتدخل العجوز ليمنع احدهم من ضرب الآخر, ولكن أصابته إحدي العصي. كانت رضا تجلس في البيت تهتم بشئونه وفجأة طرق عليها الباب طفل صغير خاف من منظر الدماء المتفجرة من رأس والدها العجوز وأخبرها وهو يبكي أنه شاهد والدها غارقا في الدماء وأنه توفي. كان الخبر كالصاعقة فلم تتمالك رضا نفسها فقد كان والدها هو كل ما تبقي لها من تلك الحياة البائسة التي عاشتها وكانت ترتعد خوفا عليه كلما تأخر أو تدخل في حل مشكلة من مشكلات قريتها التي لا تنتهي. شعرت الابنة بقبضة شديدة في قلبها وأن الأرض تميد بها وخرجت صارخة وهي تنادي أباها لتسقط أرضا وتجمع الجيران ليحملوها إلي سريرها ظنا منهم أنها في حالة إغماء لكن الطبيب بعد فحصها أكد لهم أنها قد توفيت اثر هبوط حاد بالدورة الدموية وعاد الشيخ العجوز لمنزله ليلقي علي ابنته النظرة الأخيرة ليشيع اهالي القرية جثمان الابنة التي ماتت خوفا علي والدها. كان اللواء أيمن الملاح مدير امن الدقهلية, قد تلقي إخطارا من اللواء احمد خيري الشويخ مدير المباحث الجنائية, بورود بلاغ إلي شرطة النجدة بنشوب مشاجرة بين عائلتين بعزبة حماد التابعة لقرية بهوت مركز نبروه. وعلي الفور انتقل ضباط مباحث المركز الي مكان البلاغ تبين نشوب مشاجرة بين عطية ف. ع.34 سنة فلاح مصابا بجرح قطعي بفروة الرأس وشقيقه أحمد32 سنة فلاح ونجل عمهما رضا35 سنة فلاح, والطرف الثاني البيومي خ. ا31. سنة فلاح و شقيقه فتوح35 سنة فلاح مصاب بجرح باليد اليسري وزوجة الأول رضا27 سنة ربة منزل والبيومي50 سنة فلاح. و كان قد فقد الثالث من الطرف الأول هاتفه المحمول, واعتقد عثور الأول من الطرف الثاني عليه وحال مطالبته له حدثت بينهما مشادة كلامية تدخل باقي الطرفين لمناصرة ذويه- فتطورت إلي مشاجرة تعدي فيها كل من الطرفين علي الآخر بالضرب بالايدي والعصي وأصيب خلالها أربعة من أطراف المشاجرة بجروح قطعية وكدمات. وحال ذلك تدخل خال الأول والثاني من الطرف الأول عبد الله75 سنة فلاح, ومقيم بذات القرية, لفض المشاجرة فترددت إشاعة بإصابته, تناهت إلي سمع نجلته رضا55 سنة ربة منزل علي إثرها سقطت علي الأرض مغشيا عليها وتبين وفاتها. تم ضبط طرفي المشاجرة وبمواجهتهما أيدا ذات المضمون وتبادلا الاتهامات فيما بينهما, وبسؤال والد المتوفاة لم يتهم أحد بالتسبب في وفاة نجلته. تم تحرير محضر وإحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيق.