الأهالي يستغيثون.. والشركة: الضخ متوقف.. مياه الشرب في كفر الشيخ بالألوان

"المياه عندنا في كفر الشيخ على كل شكل ولون".. هكذا وصف أهالي مدينتي دسوق وفوه التابعتين لمحافظة كفر الشيخ، حال مياه الشرب، ومعاناتهم من ارتفاع نسبة التلوث بشكل ملحوظ للعين المجردة، طوال الشهرين الماضيَين، وحتى الآن.
في دسوق المياه صفراء
محمد سلامة، موظف بالمعاش، ويقيم في منطقة تقسيم أبوراس، التابعة لمدينة دسوق، قال ل"مصراوي"، إن مياه الشرب لا تصلح نهائيًا للاستخدام الآدمي، فهناك تغير في خواص شكلها عن الشكل الطبيعي المعروف لمياه الشرب، لذلك أردت تصوير مياه الشرب لحظة نزولها من الصنبور، لإثبات الوضع على الطبيعة، وحددت التاريخ لإثبات أنها بتاريخ اليوم الأحد، 25 فبراير، المياه تنزل من الصنبور صفراء اللون.
وأضاف "سلامة" "فاض بنا الكيل من شراء المياه المعدنية، بسبب عدم استعمالنا لمياه الصنابير، منذ ما يقرب من 4 أشهر، بسبب هذا الوضع، كما هو موضح، فنحن أصحاب معاشات ودخلنا محدود، والمياه المعدنية أرهقت ميزانياتنا المنزلية، لكن الغريب أننا ملتزمون بدفع فواتير المياه كل شهر، ولم نتأخر يومًا عن سدادها، ولكن مع الوضع الحالي، أصبحنا ندفع الفواتير "على الفاضي".
المياه حديث مدينة فوه
"لا حديث الآن في مدينة فوه إلا عن مياه الشرب الملوثة".. هكذا قال وائل المسيني، أحد أهالي فوه، ل"مصراوي" مشيرًا إلى أن الكثير من الأهالي الذين كانوا يستخدمون مياه الصنبور لجأوا إلى شراء المياه المعدنية، خشية تعرّضهم لمكروه.
من جهته أوضح فاروق عبد الراضي، معلم بالتربية والتعليم بمدينة دسوق، أن مياه الشرب لا تصلح للاستخدام الآدمي، إذ تفوح منها روائح كريهة، تزكم الأنوف، مشيرًا إلى أنه تقدّم بشكواه إلى مجلس المدينة وتبيّن أن سبب الرائحة هو ارتفاع نسبة الأمونيا في مياه نهر النيل، ولهذا لجأ مسؤولو شركة مياه الشرب بدسوق، إلى غلق محطة مياه الكشلة، لحين تحسّن مياه نهر النيل المغذية لتلك المحطة.
بينما قال صلاح غبير، مدير عام بالتعليم الأزهري بكفر الشيخ، إلى أن مدينة فوه، أصبحت تعاني من أزمة تلوث المياه بشكل متكرر، ولا يوجد أي مسؤول بشركة مياه الشرب والصرف الصحي أو بمجلس مدينة فوه يُعير الأمر اهتمامه،
وأضاف "غبير" أن ردود المسؤولين جاهزة "المياه صالحة للاستهلاك الآدمي"، وهذا ما يعكس الواقع، ويدل على أن المسؤول بعيد كل البُعد عن المواطن، الذي أصبح في وادٍ والمسؤول في وادٍ آخر.
وكشف سوء حالة مياه الشرب بمنزله، إذ أثبت احتوائها على طعم مختلف ولون غريب ورائحة منفرة، تشبه رائحة مياه الصرف الصحي، وأوضح أن هذه المشكلة تتكرر كل عام، بسبب ما يُعرف ب"السدة الشتوية" في نهر النيل، لكنه أشار إلى زيادة مدة السدة هذا العام، بشكل ملفت، كما أكد تفاقم الأزمة عن كل عام.
شركة المياه: الضخ متوقف
ومن جانبه، قال المهندس محمد مفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي، بكفر الشيخ، إن أعمال ضخ مياه الشرب، من محطة المياه بمدينة فوه، متوقفة، عن العمل، موضحًا أنه على رأس فريق عمل من تلك المحطة بمدينة فوه، انتظارًا لفتح مسؤولي الري المياه من نهر النيل، وتوصيلها للمحطة، لمتابعة حالة مياه الشرب.