كشف موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلية أن الصواريخ المضادة للطائرات السورية التي أسقطت المقاتلة "اف - 16" الإسرائيلية هي جزء من نظام يقوده الروس من قاعدة حميميم الجوية في سوريا، مما يعني أن المواجهة الإسرائيلية مع سورياوإيران تجاوزت الأطر المعهودة خلال سنوات الحرب الأهلية. ومن غير المحتمل أن تنجح محاولة إسرائيل، عبر قنواتها الدبلوماسية، في تهدئة الأوضاع، وفق التقرير الذي أوضح أن يمثل تدهورا خطيرا في الوضع الأمني على الحدود الشمالية لإسرائيل، لاسيما بعد أن أرسلت إيران طائرة بدون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي من قاعدة سورية. وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد هاجم فجر اليوم أهدفاً في سوريا، وردّت الدفاعات الجوية السورية باعتراض عدداً من الصواريخ الإسرائيلية وإصابة طائرة إسرائيلية من نوع إف 16 ، سقطت في منطقة الجليل، بعد أن تمكن طياراها من القفز بالمظلات قبل تحطمها. وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن الطيارين الاثنين اللذين كانا على متن الطائرة قفزا بالمظلة بسلام وتم نقلهما إلى مستشفى رامبام في حيفا لتلقي العلاج. ووفقًا ل"ديبكا"، يفترض أن القيادة الروسية، التي تراقب عن كثب جميع المنشآت الجوية السورية، كانت على علم بالعملية الإيرانية ولم تفاجأ عندما ردت الطائرات الحربية الإسرائيلية. وقد اسقطت احدى هذه الطائرات وسقط طياراها بسلام فى شمالى اسرائيل. واصيب احدهم بجراح خطيرة. وفي الوقت نفسه، طالبت إسرائيل نداء إلى واشنطنوموسكو لاستخدام خدماتهما في خفض الصدامات المتكررة، وفق الموقع الاستخباراتي الذي أوضح أن نبرة القيادة الإسرائيلية تناقضت بشكل حاد مع تحذيرات وزير الدفاع الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان وتهديدات رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقوات المعادية. وذكر التقرير أن هذا بالضبط ما حاولت إيرانوسوريا القيام به، صباح اليوم السبت، لكن من السابق لأوانه القول أين تتجه المواجهة، مؤكدًا أن محاولات نتنياهو التفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن تفلح في صد مخططات إيران، ولكن في أي حالة، فإن بوتين يسترشد بها فقط المصالح الاستراتيجية لموسكو - حتى على حساب إسرائيل. جدير بالذكر أن سلاح الجو الروسي بدأ بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية في 30 سبتمبر 2015، وهذا بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا عسكريًا من موسكو من أجل كبح الثورة السورية، ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد. وخلال زيارته قاعدة حميميم السورية في 11 ديسمبر الماضي، قال بوتين: "أمرت وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ببدء سحب القوات الروسية إلى قواعدها الدائمة"، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء آنذاك.