"إذا توفيت قبل أمي فأخبروها أن أمنيتي قد تحققت".. أمنية كتبها الشهيد حازم رمضان أكثر من مرة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وإذا بها تتحول إلى حقيقة باستشهاده فبات علينا أن نحمل أمانة هذه الرسالة ونوصلها لأم البطل ولكن معها أيضا سيخبرها الكثيرون بالعديد من القصص والبطولات التي سطرها الشهيد في ملحمة حبه لوطنه وتضحيته من أجله. مع دخوله الخدمة العسكرية كان الشهيد حازم ابن قرية أبوبكر الصديق بمركز النوبارية بالبحيرة، مدركا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وعظم المهمة التي عهد بها إليه وزملائه، فعبر عن ذلك بكلمات بسيطة وموجزة ولكنها تغني عن الكثير من العبارات فكتب: "أنا الجيش وأنت الجيش، أمي وأمك أختي وأختك هما الشعب، هنموت فداهم". لم يكن الشهيد حازم مجندا عاديا ولكنه كان يحظى بخبرات ومهارات كبيرة في استخدام الأسلحة الثقيلة الأمر الذي دعا قادته إلى الاستعانة به في تدريب زملائه خاصة المستجدين منهم. وعن ذلك يتحدث زميل دفعته "بكر إسماعيل" قائلا: "قوتنا الأساسية كانت في الكتيبة الثالثة استطلاع في معسكر الجلاء وكان حازم بمثابة معلم في الأسلحة الثقيلة المدفع الميم ميم، والنصف بوصة، وكان حاصل على درجة عريف وأحد أعمدة الكتيبة في تعليم وشرح فك وتركيب الأسلحة". ويؤكد ذلك أيضا زميله عمر فيقول: "الشهيد شارك في تدريب أبطال شمال سيناء وإعطائهم فرقة رفع المستوى، مفيش تأمين أو مداهمات إلا لازم حازم يكون فيها كان بطل ومبيخفش من أي حاجة". ويقول طاهر السمالوسي: "أول ما وصلت إلى الكتيبة الثالثة استطلاع علشان آخد الفرقة كان من الناس اللي قابلتنا وإحنا مستجدين ومش عارفين حاجة وبقى يعلمنا ويطمن فينا وأداني تليفونه كلمت أهلي، وساعدني كتير كنت بتعب من التدريب وهو كان دايما بيخفف عني". يجمع زملاء الشهيد حازم على شجاعته ورغبته في نيل الشهادة، يقول أحمد التهامي زميل دفعته: "كان آخر مرة وأنا بسلم عليه عايز يروح سينا ويستشهد هناك، أقوله ليه كدة يقول هما اللي استشهدوا أحسن مني في إيه ربنا يصبر أهله، ويصبرنا علي فراقه". ويقول محمد حمدي – زميله في الخدمة: "في الجنة ونعيمها بإذن الله، مبروك يا صاحبي كان نفسك فيها ونولتها الله يرحمك ياخويا مطلعتش منك العيبة كنت راجل بمعني الكلمة عمرك ما زعلت حد كنت". عقب انتقال حازم للمشاركة في العمليات بسيناء، كان بين نارين بين فرحته بتحقيق رغبته والمشاركة في الثأر لزملائه، وبين حزنه لابتعاده عن أصدقائه الذين قضى معهم أغلب فترات خدمته وعبر عن ذلك في منشور على صفحته أشار خلاله إلى 16 صديقا كتب فيه: "أخواتي وحشتوني ونفسي أرجع ليكم تاني والله العظيم البعد عنكم هو العذاب مش المداهمات والجبل هو اللي صعب، أصعب شيء إني طلعت لوحدي وسبتكم وفيه منكم سلموا وطلعوا ومشفتهمش كانت حاجة صعبه عليا، نفسي أرجع تاني نقعدوا مع بعض نخلوا الوقت الصعب يمر ننسوا اليوم بهَمه بمجرد إننا ضحكنا مع بعض". تأثر الشهيد حازم كثيرا بحادث قرية الروضة الإرهابي ووصف ما شاهده من مآسي قائلا: "الصبر والقوة والإيمان هم أسلحة أهالي شمال سيناء أقسم بالله كان معانا أخ بيدفن أخوه وأبوه وعمه وكان معانا أم جايبة زوجها وابنها علي عربية بحمار مضروبين، الصبر ثم الصبر ثم الصبر لأهالي الروضة وسيناء بالكامل". وعن طباعه الكريمة وأخلاقه الحميدة يروي صديقه بكر أحد المواقف معه: "كان سخي واللي في إيده مش ليه في شم النسيم اللي فات كنا قاعدين في الراحة تقريبا 10 مجندين بنتسامر مع بعضنا فبنقول شم النسيم داخل وعاوزين نبقا نشترك ونجيب رنجة ونقضي شم النسيم هنا طالما مفيهاش إجازات دلوقتي، بصينا لقيناه يوم شم النسيم طلع وجاب الرنجة من غير ما يعرفنا وعلي حسابه الشخصي وكان يوم من أحلي الأيام". ويقول مصطفى الشرقاوي – جار الشهيد: "حازم كان قلبه طيب جدا وبار بوالديه وكان ملتزم، وكان محترم جدا، تقريبا عمره متخانق مع حد ولا كنا بنسمع صوته، هو كان خاطب وكان رديف في الجيش وخلاص هيتجوز، كان بقيله شهور قليلة ويخلص خدمه في الجيش". واستشهد المجند حازم رمضان رزق البطوي السمالوسي، إثر انفجار عبوة ناسفة بمدرعة أثناء مداهمة وكر للعناصر الإرهابية بشمال سيناء، وأسفر ذلك عن استشهاد 4 جنود آخرين وضابط برتبة عقيد.