أولت الصحف البريطانية اهتماما كبيرا بتطورات قضية احتجاز البريطانية لورا بلومر، المعروفة إعلاميا بقضية "سائحة الترامادول"، المحتجزة في الغردقة، بعد إلقاء القبض عليها في المطار في التاسع من أكتوبر الماضي وبحوزتها 290 قرصا من مُخدر الترامادول المحظورة في مصر. قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية إن مُحامي بلومر طالب بتأجيل الجلسة التي عُقدت أمس الاثنين إلى اليوم الثلاثاء، بعد أن سيطرت عليها حالة من الالتباس وإجابتها على السؤال الذي وُجه إليها خلال المحاكمة خطأ. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن المحكمة سألت بلومر، باللغة الانجليزية، عما إذا كانت تعترف بتهريبها الترامادول إلى مصر، فردت عليها بالإيجاب، ولكن عندما أعادت عليها المُترجمة السؤال مرة أخرى غيرت اجابتها، وقالت لها إنها أساءت الفهم في المرة الأولى. وقالت المحكمة لبولمر: "أنت متهمة بتهريب ونقل الترامادول إلى مصر؟"، فأجابت عليها "نعم"، فأشارت المحكمة إلى أنها اعترفت بالجريمة. "أغراض طبية" أكدت بلومر، 33 عامًا، خلال استجوابها أن الحبوب المُخدرة التي كانت بحوزتها لم تكن من أجل التهريب، ولكنها كانت من أجل حبيبها المصري عمر عبد العزيز المعروف باسم "كابو"، 34 عامًا، ويعاني من آلام مُزمنة في الظهر. وكانت صحيفة "ذا صن" البريطانية قد قالت إن عبدالعزيز قدم لها وثائق تتضمن أشعة طبية، وأوراق تؤكد أنه مصاب بأمراض مزمنة في الظهر. والتقت بلومر بعبدالعزيز في فندق بشرم الشيخ عام 2014، حيث كانت تعمل عاملة إنقاذ. ونوهت التليجراف إلى أنها متزوجة عرفيا من عبدالعزيز، موضحة أن فريق المحامين الذي يدافع عنها يعمل على جمع كافة الوثائق التي تثبت أن حبيبها ووالدته مصابان بأمراض مزمنة ويحتجان إلى الترامادول، وأن بلومر جلبت الحبوب معها لهذا السبب. وقال عبدالعزيز للتليجراف إنه لم يكن يعلم أنها ستحضر الترامادول معها، مؤكدا أنه لن يجعلها تفعل أي شيء يزج بها في السجن. "شروط" وأشارت السائحة البريطانية إلى عدم علمها بأن التنقل بهذا الكم من حبوب الترامادول غير قانوني في مصر، لاسيّما وأنه أمر عادي في بلادها. وقال ضياء البصال، مُحامي بلومر، للصحيفة البريطانية إنها كانت تعترف بأنها كان لديها ترامادول، ولكنها لم تكن تقر بنقلها أو تهريبها له داخل مصر، مُوضحا أنها أساءت فهم السؤال. وبحسب البصال، فإن موكلته أخبرته بأن ما يحدث لها غير عادل. وقال للصحيفة البريطانية عقب جلسة الأمس إنه حتى تكمل عناصر جرائم المخدرات، يجب أن يتوفر أمرين، الأول هو المعرفة المسبقة بأن هذه المادة محظورة في البلد، وثانيا غحضاره من أجل الإتجار به. "تحديث" وتابع: "والشرطان غير متوفران في قضية لورا"، وأوضح أن وزارة الخارجية البريطانية أجرت تحديثا في تعليمات السفر الخاصة بها بعد قضية لورا، وتضمنت التعليمات الجديدة وضع الترامادول في قائمة الأدوية المحظور دخولها إلى مصر. وقالت رايتشيل بلومر شقيقة السائحة البريطانية إن أختها مضطربة جدا، ومنزعجة ولا تستطيع النوم، وهذا ما جعلها تُسيء فهم السؤال. وأضافت: "عليك أن تتخيل مقدار الضغط الذي تمر به.. هذه حياتها". "مزحة" وقالت روبرتا، والدة بلومر، إن ابنتها لم تحاول تهريب الترامادول أو نقله دون علم السلطات، مُشيرة إلى أنها اعتقدت أنها تتعرض لمقلب ما أو أن القوات الأمن يمزحون معها بعد احتجازهم لها. وأرسلت عائلة بلومر اعتذارًا للسلطات المصرية، في نوفمبر الماضي، وأشادت في بيان، نقلته صحيفة الجارديان البرطانية، بالعدالة التي وجدتها ابنتهم من النظام القضائي في مصر. وأكدوا فيه أنهم يدركون أن لورا ارتكبت فعل خاطئ من وجهة نظر السلطات المصرية بدون قصد منها، وبحسب البيان فإن ما قامت به بنيّة "بريئة" قادها إلى الاحتجاز في قسم شرطة الغردقة. وأحيلت لورا إلى محكمة الجنايات وفي انتظار المحاكمة منذ التاسع من أكتوبر الماضي.