تحول مزلقان عزبة السعيدية بقرية أبو سلطان بمركز فايد بمحافظة الإسماعيلية، إلى مزلقان للموت نتيجة حصد قطاراته العديد من أرواح الأبرياء، وتحول أجسادهم إلى أشلاء يجمعهم الأهالي في أكياس بلاستيكية، ثم تترك في مشرحة المستشفى لحين صدور قرار الدفن، وهو المسلسل المأساوي المتكرر، بحسب آراء العديد من أهالي العزبة، الذين قدموا استغاثات عديدة لعمل أرصفة أو حواجز حديدية للحد من تلك الكوارث.. آخر ضحايا المزلقان الطالبة "ريم رأفت إسماعيل" 14عامًا، من أهالي العزبة، ووحيدة والديها، والتي لاقت حتفها، أمس الثلاثاء عقب خروجها من أحد الدروس لخصوصية متوجهة إلى منزلها، وأثناء سيرها صدمها قطار مسرع، لتتحول إلى أشلاء جُمعت بواسطة الأهالي. إبراهيم سيف من أهالي المنطقة يقول: "إن الحادث لم يكن الأول ولن يكون الأخير، خاصة مع استمرار إهمال المسئولين وتجاهلهم شكاوى الأهالي المتكررة من وقوع الحوادث على المزلقان، بسبب عدم وجود أرصفة أو حواجز أو رقيب للسكة الحديد". وأضاف إبراهيم: "ترك مقاول بالباطل المزلقان دون استكمال الأرصفة منذ عام، بسبب ارتفاع الخامات والتكلفة بالمقارنة بعرض السعر القديم وقبل تعويم سعر الصرف". فيما أكد محمد عبد الله، أن الحزن يسود أهالي السعيدية بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له الطالبة الخلوقة ريم، وتساءل: "إلى متى سنظل في هذا المستنقع الدائم من سلسلة الكوارث؟". وتقول عزة محمد، ربة منزل: "بقالنا سنين بنشتكي من المزلقان.. مفيش حاجة تفصله عن بيوتنا، حرام كل يوم بنعرض أطفالنا للموت، ومحدش بيتحرك، واهو آخرها البنت تحولت لأشلاء، ودي لو بنت وزير أو مسئول من الدولة لتغير الحال". وجمع بعض أهالي العزبة توقيعات لتقديم بلاغ للنائب العام، أكدوا فيه وجود منحنى مزعج لشريط السكة الحديد القادم من السويس المار بعزبتهم، تسبب قبل هذا في دهس عشرات الأهالي تحت عجلات القطار، مطالبين بإنشاء سور يحمي المارة من "مزلقان الموت". من جهته، صرح اللواء علاء رشاد رئيس مجلس ومدينة فايد، أنه سبق وخاطب الهيئة العامة للسكك الحديدية لإقامة حواجز وأرصفة وتوفير رقيب، مشيرًا إلى إنشاء رصيف بالفعل منذ عام 2015 لكنه لم يستكمل بسبب فروق الأسعار بعد تحرير سعر الصرف، وإعادة التنسيق مع المقاول لاستئناف عمله، متوقعًا الانتهاء من الأعمال خلال شهر، لافتًا إلى إنشاء سلم علوي بالجهود الذاتية لتمر فوق المزلقان.
