على الرغم من الحوادث المتكررة في السكك الحديدية بسبب المزلقانات المتهالكة، إلا أن الهيئة لم تتخذ أي قرارات لوقف ما يحدث من كوارث، فتحولت مزلقانات السكك الحديدية إلى مصائد لأرواح المواطنين، دون أي تحمل لمسئولية من الهيئة، وفى ظل اعترف المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، بوجود 4500 مزلقان غير قانوني على مستوى الجمهورية، ما يعد كارثة حقيقية. وتشير الإحصائيات الأخيرة لمركز المعلومات التابع لوزارة النقل، إلى أن هيئة السكك الحديدية تركت أكثر من 2522 من خفراء المزلقان بلا رقابة أو إشراف أو متابعة، فعمت الفوضى وانتشر الإهمال، ولم يحاول أحد من المسئولين عن إدارة المزلقانات، الاستماع لشكاوى ومطالب العاملين الذين لا تزيد رواتبهم على 700 ويعملون 12 ساعة متواصلة. وقعت بالأمس، حدثت فاجعة جديدة بالسكك الحديدية فى مدينة الشروق بعد اصطدام قطار بأتوبيس يحمل أطفال، وبرغم أن الأدلة التي كشفتها هيئة السكك الحديدية بأن سبب الحادثة، سرعة سائق السيارة وليس المزلقان، حيث قالت نجوى ألبير، المتحدث باسم هيئة سكك حديد مصر، إن سبب الحادث الإهمال الجسيم من صاحب المزرعة التي كانت الرحلة المدرسية متجهة إليها، موضحة أن صاحب المزرعة صنع مداخل لمزرعته على الطريق الصحراوي في منطقة عبور القطارات، بالمخالفة للقانون.. حاولت «البديل» كشف أخطر المزلقانات على مستوى الجمهورية. الإسكندرية.. تعدد المزلقانات والموت واحد مازالت المزلقانات في الإسكندرية تشهد بشكل شبه متكرر حوادث اصطدام بالمواطنين أو السيارات، يعد أخطرها مزلقان العامرية الذي يقع بالقرب من مجمع مدارس العامرية. كما تشهد مزلقانات الرمل، الظاهرية، وغبريال وباكوس، والإصلاح، وطوسون والمعمورة، وأبو قير بشرق الإسكندرية، حوادث متكررة، حيث أصبح من المعتاد اصطدام قطار أبو قير بسيارة أو مواطن ومصرعه في الحال. طوخ.. البائعون يجلسون على حافة الموت أما في القليوبية، فهناك مزلقان الموت بمدينة طوخ، الذي يعد من أخطر المزلقانات علي مستوي القليوبية، ويستمد مزلقان طوخ خطورته من عدم وجود إشارة إلكترونية، ومازال يغلق بالسلاسل أو الحبال، فضلا عن وجود العديد من مواقف السيارات الخاصة بعدد من القري التابعة للمركز خلف المزلقان. وليس للأهالي من سبيل سوي العبور فوق مزلقان القطار للذهاب إلي منازلهم، فيحمل يوم الخميس مكانة خاصة للمزلقان؛ باعتبار أنه اليوم المخصص للأسواق، حيث يتراص الباعة الجائلين حول المزلقان بشكل غريب، وكأنهم لا يهابون الموت علي شريط السكة الحديد، الذي شهد العديد من الحوادث البشعة. مطروح.. إهمال السكك الحديدية يضيع ثروات البترول وفي مطروح، تدهورت خدمات خط السكة الحديد بطول نحو 300 كم حتى مدينة مرسى مطروح، ويذهب ضحيتها الكثير من الأرواح كل عام، كان أكبرها مأساة حادث مزلقان "فوكة" في 17 يوليو 2008، وراح ضحيتها 45 شخصًا وإصابة 40 آخرين. وتعاني محطة سكة حديد مطروح، رغم طبيعة المدينة السياحية من عدم الاهتمام بنظافة المحطة، وتدهور المباني وعدم الصيانة للأجهزة والمعدات، الأمر الذي أثر على الشكل الحضاري والسياحي للمحافظة. ويعاني أهالي مطروح والزائرون من الحالة المتردية للقطارات، خاصة في فصل الشتاء، حيث تعاني من الإهمال الشديد، بينما في فصل الصيف تسعى هيئة السكة الحديد إلى توفير قطارات مكيفة لسفر المصيفين الذين تتزايد أعدادهم بالآلاف من القاهرة إلى مطروح كوسيلة نقل جماهيرية. وتعاني المزلقانات المتعددة على طول خط السكة الحديد بطول نحو 300 كم من ضعف تطويرها، رغم أن العمل على ذلك سيؤدي إلى إمكانية استثمارها في نقل المواد البترولية التي تمثل ثروة هائلة بمحافظة مطروح. بني سويف.. 36 مزلقانًا بلا ضوابط أو إشارات وفي بني سويف، يوجد 36 مزلقانًا تخترق مراكز المحافظة السبع، فضلاً عن مزلقانين يقطعان مدينتي الواسطى وبني سويف عرضيًا، وجميعها عبارة عن غرف إعدام بلا ضوابط أو إشارات. كما يحتل الباعة الجائلون معظم المزلقانات، مثل "ببا" الذى يتجمع حوله سوق تجاري لا ينفض أبدًا. أسوان.. المزلقانات تعمل بالجنازير والحبال في أسوان، تعمل المزلقانات بالسلاسل الحديدية والجنازير، ويغلق البعض منها بالحبال مع تعطل الإشارات الضوئية و"السيمافورات"، وتسير عملية التطوير التي وعدت بها هيئة السكة الحديد بسرعة السلحفاة. وعن ذلك، يقول محمد فودة، الخبير في مجال النقل، إن هيئة السكك الحديدية في مصر تحتاج إلى إصلاحات متكاملة، بداية من خطوط القاهرة وحتى الخطوط المتواجدة في المحافظات، لافتًا إلى أن المنظومة كاملة تعاني من الفساد؛ لأن القطارات تسير دون رقيب عليها. وأضاف "فودة" أن هيئة السكك الحديدة لا تتحرك إلا في حالة وجود كارثة كالذي حدثت بالأمس في الشروق، وبعد ذلك تهدأ الأوضاع وتنسى السكك الحديدية وعودها حتى تأتي مرة أخرى كارثة تحصد أرواح المواطنين، وهكذا. وأوضح الخبير في مجال النقل، أنه إذا وقعت حادثة كالتي تتكرر يوميًا في مصر في أي من بلدان العالم الأخرى يقال فيها رئيس الهيئة ووزير النقل، لكن في مصر الفساد متفشي بجميع قطاعات النقل دون حسيب أو رقيب.