أعلن النيابة الليبية تفاصيل ومعلومات جديدة عن تنظيم داعش في ليبيا، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقده اليوم، الخميس، رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام المكلف الصديق الصور، للحديث عن التحقيقات الأولية التي عناصر داعش الذين اعتقلوا خلال "عملية البنيان المرصوص" التي قضت على أكبر تجمع لعناصر التنظيم خارج معقله الرئيسي في العراق والشام. كشفت التحقيقات عن بعض من خفايا داعش في ليبيا، وهيكليته وأبرز قياداته ومصادر تمويله وسجل عملياته. "خلايا التنظيم" وبحسب التحقيقات، فإن داعش أسس خلايا في مصراتة وكان المسؤول عنها الليبي يوسف مليطان المعروف باسم "أبو همام"، وخلية طرابلس والمسؤول عنها كان الليبي عبد الرؤوف التومي ولقبه "آدم"، وخلية زليتن والمسؤول عنها الليبي أسامة عبدالحفيظ والمعروف باسم "أبو بصير"، وأشارت السلطات إلى مقتل الثلاثة. بدايات التجنيد بدأ تجنيد عناصر داعش في ليبيا، بحسب ما كشفته التحقيقات، على يد الليبي حسن الصالحين بالعرج، المُلقّب ب"أبوحبيبة"، الذي سُجِن في العراق في 2005 وعاد إلى ليبيا عام 2012، ليؤسس ما يُعرف بجماعة "التوحيد والجهاد" في مدينة درنة. وانضمت جماعته لما عُرِف لاحقًا بتنظيم داعش، ونُصّب أميرًا في ليبيا. ووفق التحقيقات، استقبل "أبوحبيبة" مبعوثي داعش إلى ليبيا عام 2014، وتولّى منصب أمير التسليح حتى مقتله في مدينة سرت في عام 2016. "جنسيات المقاتلين" ووفقا للتحقيقات فأن أكثر الجنسيات التي انضمت إلى التنظيم في ليبيا كانت من تونس، ومصر والسودان، إذ تجاوز عددهم 100 فرد. وانضم إلى التنظيم ما يتراوح ما بين 50 إلى 100 شخص، من بلدان مثل السنغال وغامبيا، وتشاد، والنيجر، وغانا، واريتريا، ومالي، والصومال. وتراوح أعداد الأشخاص الذين انضموا إلى صفوف التنظيم من السعودية، وفلسطين، والمغرب وموريتنيا ولايمن والجزائر ما بين 10 إلى 50 فرد. وبلغت أعداد المنضمين إلى التنظيم من العراق، وأمريكا، وسوريا، وقطر، ونيبال، وبورندي، وفرنسا والأردن ما بين 1 إلى 10 أشخاص. "نقاط التجمع" وفيما يتعلق بخطوط الهجرة الداخلية، كان المقاتلون يلتقون في نقاط تجمع بالأراضي الليبية، والتي شملت درنة، بنغازي، اجدابيا، سرت، مصراتة، صبراتة، وكانوا يعبرون من طبرق والجغبوب، والكفرة، والقطرون، وغات، أوباري، وغدامس، والزنتان، وبدر، والدرمان. "مسارات الهجرة" ولفت الصور إلى أن أكثر مسارات الهجرة تسلل عناصر داعش إلى ليبيا كانت من دول على رأسها، السودان والجزائر، وتونس، ومصر، والنيجر. وكان الوافدون إلى التنظيم من الجزائر ينتقلون من عنابةالجزائرية إلى سرت، مرورا بعدة نقاط عبور، منها الدبداب، تمتراست، جانيت. وفي مصر، كان الراغبون في الانضمام إلى التنظيم، يعبرون من القاهرة إلى امساعد ثم أجدابيا، ثم سرت، وأحيانا ما كان يلجأون إلى الذهاب جوا إلى العاصمة السودانية الخرطوم، ومن هناك ينطلقون عبر الجريف السودانية إلى الكفرة الليبية، ثم سرت. وفي تونس، كانوا ينتقلون من مدينة سوسة إلى سرت، مرورا ببن قردان، وصبراتة، وبني وليد. وفي السودان كانوا ينتقلون من الخرطوم، مرورًا بنقاط منها "الفاشر، سرف عمرة، آيشي، سبها، وصولًا إلى سرت الليبية. أما في السنغال، فكانوا ينطلقون من العاصمة داكار مرورًا بنقاط عبور منها "نيامي، اغاديس، اوباري، سبها، طرابس" وصولًا إلى سرت. "الولايات" قسّم التنظيم ليبيا إلى ثلاث ولايات وهم ولاية برقة، وولاية طرابلس، وولاية فزان. وأشارت التحقيقات إلى أن المسؤول عن ولاية برقة كان الليبي مالك الخازمي والمعروف باسم "الحاج إبراهيم" وهو مطلوب أمنيا، وتولى إمارة درنة السعودي من أصل يمني أنس سعدي ربيعان والمعروف باسم "أبو عزام" وقُتل في سرت العام الماضي، أما إمارة بنغازي فكان المسؤول عنها هو محمود البرعصي، والمعروف باسم "حودة البغدادي". وتأسست مجموعة من الدواوين في إمارة درنة، وهم ديوان الشرطة، ديوان الأوقاف، ديوان الخدمات، ديوان التسليح، وديوان الحدود والهجرة، وديوان التعليم، وديوان الجند، وديوان الصحة، وديوان مسؤول المحكمة، الإدارة العسكرية، ديوان الأمن. ولاية شمال أفريقيا تناوب على منصب والي ليبيا عراقيان، أحدهما يُدعى وسام الزبيدي، ولقبه "أبوالمغيرة القحطاني"، وقُتل في غارة أمريكية على مدينة درنة في عام 2015. والثاني مطلوب أمنيًا ويُدعى عبدالقادر النجدي، ولقبه "أبوماذا التكريتي". والي طرابلس وأمير سرت لم تتوصّل التحقيقات إلى اسم والي طرابلس، لكنها كشفت أنه سعودي ولقبه "أبوعامر الجزراوي"، وقُتِل في سرت عام 2016. أما أمير سرت فهود سوداني الجنسية ويُدعى عبدالكريم إدريس حامد ولقبه "أبوأنور السوداني"، وقُتِل هو الآخر في سرت في العام نفسه، بحسب التحقيقات. "الدواوين" وأسس داعش مجموعة من الدواوين المركزية في ليبيا، منها 8 دواوين في سرت وهي "الصحة، الزكاة، الخدمات، الشرطة الإسلامية، المساجد، العقارات، الشرطة العسكرية". وتولى مسؤولية ديوان الشرطة العسكرية، عمر هلال سليمان ولقبه "الذباح" وهو ليبي الجنسية، قتل في سرت عام 2016. أما المسؤول عن ديوان العقارات فلم يذكر "الصور" اسمه، لكنه يلقب بأبو عبدالرحمن الجزراوي، وهو سعودي الجنسية وقتل في سرت عام 2016. - ديوان الحسبة والمسؤول عنه عبدالرحمن محمد، ويلقب بأبوعبدالله البشي وهو مصري الجنسية وقتل في سرت عام 2016. ولم يذكر الصور اسم المسؤول عن ديوان الدعوة والمساجد، لكن لقبه أبودجانة الجزراوي، وهو سعودي الجنسية وقتل في سرت عام 2016. وديوان الصحة، ويرأسه الملقب باسم أبوعمر المغربي، وهو مغربي الجنسية وقتل في سرت عام 2016. - أما ديوان الخدمات فيرأسه الملقب بأبوحمزة السنغالي، سنغالي الجنسية، وقتل في سرت عام 2016. وديوان الزكاة ويرأسه الملقب بأبوجلبيب الإريتري وقتل في سرت عام 2016. - وأخيرًا ديوان الشرطة الإسلامية، ويرأسه حمدان محمد حفني والملقب بأبو مزة المصري وهو مصري الجنسية وقتل في سرت عام 2016. تمويل التنظيم ووفقا للصور، فإن التنظيم استطاع تمويل وترسيخ وجوده في بنغازي وسرت، من أموال الدولة، وذلك بعد سرقة المصارف في المدينة. وأكد الصور أن عناصر التنظيم استطاعوا تمويل أنفسهم بالعملة المحلية والأجنبية، من خلال سرقة المصارف وخطف رجال الأعمال وابتزازهم، فضلا عن الدعم الذي كانوا يتلقونه من التنظيم الأم في سورياوالعراق. وأشار، إلى أن عناصر تنظيم أنصار الشريعة تحولوا فيما بعد إلى تنظيم داعش.