يواصل الجيش السوري بدعم روسي عملياته العسكرية محاولاته لاستعادة زمام المبادرة ميدانياً في في الريف الغربي لمحافظة دير الزور على حساب الفصائل المعارضة والمجموعات الجهادية المتطرفة، على الرغم من الهجوم المكثف الذي تشنه قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من الولاياتالمتحدةالامريكية، ضد الجهاديين في الريف الشرقي. ويبدو أن السيطرة على المدينة أصبح صراع محموم بين القوى الدولية المتحاربة في سوريا، حيث اتهمت وكالة "سانا" السورية، اليوم الأربعاء، طيران التحالف الدولي بقصف مواقع المديين في أطراف المدينة، حيث أشارت الوكالة السورية إلى مقتل ثلاثة مديين واصابة خمسة آخرين. على الجانب الآخر، كثفت القوات السورية قصفها المدفعي على أهداف داعش في محيط دير الزور، حيث أكدت وكالة "سانا" وقوع قتلى ومصابين في صفوف مسلحي داعش على المحور الجنوبي الشرقي لدير الزور، بهدف تضييق الخناق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في الأحياء الشرقية، بعد أن تمكن من فك الحصار عن الأحياء الغربية في المدينة والمطار العسكري المجاور. وتوفر روسيا دعم قوي إلى القوات النظامية السورية، حيث أفادت قنوات التلفزيون الروسي أن الجيش الروسي أقام جسراً على نهر الفرات قرب دير الزور في سوريا لنقل القوات والمركبات إلى الجانب الآخر لدعم الهجوم الذي يشنه الجيش السوري. وكان أحكم الجيش السوري الحكومي مدعوما بحلفائه، السبت الماضي، سيطرته على كامل الريف الممتد بين محافظتي دير الزور والرقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات. وحول عملية "عاصفة الجزيرة"، التي تنفذها قوات سوريا الديموقراطية، استمرت الاشتباكات، اليوم الأربعاء، بين الميليشيات الكردية، المدعومة من التحالف الدولي من جهة ومقاتلي تنظيم داعش من جانب آخر على محاور واقعة في الريف الشمالي لمدينة دير الزور، وذلك حسبما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكدت مصادر متقاطعة ل"لمرصد السوري" أن قوات عملية "عاصفة الجزيرة" تمكنت من توسيع نطاق سيطرتها على نحو نصف البلدة، وسط استمرار القصف المتبادل بين الطرفين واستمرار استهداف التحالف مناطقَ في البلدة، في محاولة مستمرة من جانب قوات سوريا الديموقراطية للسيطرة على البلدة. وتسود حالة من التوتر بين قوات النظام السوري من جانب وقوات سوريا الديموقراطية من جانب آخر، وذلك لأن أقرب نقاط سيطرة قوات النظام في بلدة خشام تقع على بعد نحو كيلومترين من وجود قوات سوريا الديموقراطية في ريف دير الزور الشرقي، وذلك حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي 9 سبتمبر الماضي، كانت قد أطلقت قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة قوات مجلس دير الزور العسكري حملة عسكرية في محافظة دير الزور تحت اسم "عاصفة الجزيرة" وتمكنت من طرد التنظيم من مساحات كبيرة بدعم من قوات امريكية خاصة وغارات جوية، لكنها لم تعلن وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا. ومع احتدام المعارك داخل المدينة، يتزايد أعداد الفارين والنازحين من المحافظة، الأمر الذي أدى إلى تجمع المئات من سكان قرى دير الزور للمرور إلى مدينة الحسكة، بعد أن سلكوا طريقا وسط الصحراء هربا من الغارات الكثيفة والمعارك التي يشنها الجيش السوري ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، مدعوما من روسيا من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" حليفة الولاياتالمتحدة من جهة أخرى.