"مصراوي" يرصد مأساة 90 طالبًا متفوقًا ترفض مدرسة تمريض بأسوان قبولهم

تشهد مدينة السباعية التابعة لمركز إدفو شمال محافظة أسوان حالة من الغضب الشديد لأولياء أمور 120 طالبًا وطالبة من المتفوقين، رفضت مديرية الصحة قبول أولادهم بمدرسة التمريض بعد أن اجتازوا الاختبارات المقررة، وأعلن عن نجاحهم وإعطائهم خطابات موجهة لمدارسهم لسحب ملفاتهم وتقديمها لمدرسة التمريض، غير أن إدارة المدرسة أخبرتهم بصدور قرار من مديرية الصحة بقبول 30 طالبًا فقط وهو القرار الذي أثار استياء جميع الطلاب.
"ابني الآن في الشارع.. مدرسة التمريض ترفض قبوله رغم نجاحه ولم نقدم له في أي مدرسة أخرى".. بهذه الكلمات استقبلنا أحمد سليمان ولي أمر طالب متضرر.
وأضاف أن الطلاب اجتازوا الاختبارات المؤهلة، وبناء على شروط القبول المعلنة، من بينها المجموع والسن، وكان من المفترض أن ينخرطوا في الدراسة منذ بداية العام الدراسي الجديد، ولكن للأسف أصبح نحو 90 طالبًا من اللائقين في الاختبارات في الشارع، رغم أن مجاميعهم مرتفعة وتؤهلهم لدخول الثانوية العامة.
وشاركه الرأي "أشرف سيد"، والد أحد الطلاب المتضررين، الذي قال إن أولياء الأمور فور الإعلان عن قبول دفعة جديدة بمدارس التمريض، استقبلوا القرار بالترحاب لأن هذه المدارس لا تفتح أبوابها بانتظام كل عام، ولكن بعد الإعلان عن نجاح وقبول نحو 120 طالبًا فوجئوا باستبعاد 90 منهم؛ ما أصاب ذويهم بالحزن الشديد لضياع مستقبل أبنائهم، الذين أظهرت النتائج نجاحهم في اختبارات القبول من الناحية الصحية والنفسية والعلمية.
ولفت "حسام محمود"، من أولياء الأمور، إلى أن الطلاب المستبعدين استوفوا أوراقهم وتنطبق عليهم شروط القبول، ومن الضروري استيعابهم، خاصة أن هناك فصولاً متوفرة في الكثير من المدارس الجديدة بمدينة السباعية ومدينة البصيلية أو القرى التابعة لهم أو حتى داخل مستشفى السباعية؛ لأن حجرة واحدة أو حجرتين ستنهي المشكلة وتفتح باب أمل لهؤلاء الطلاب وأسرهم.
مصطفي سعيد، طالب، أكد أنه لا يعرف مصيره حتى الآن ولن تقبله أي مدرسة بعد بدء العام الدراسي وغلق باب التقديمات.. وتساءل: ماذا أفعل؟
من جانبه، أوضح الدكتور إيهاب حفني وكيل وزارة الصحة بأسوان، أن قرار المحافظ بفتح فصول جديدة للتمريض يأتي في إطار سياسة المحافظة ووزارة الصحة بتخريج كوادر بشرية في مجال التمريض، من أجل رفع جودة الخدمات الطبية في جميع أنحاء المحافظة.
وأضاف أنه جرى رفع عدد فصول التمريض من 28 فصلاً في العام السابق، إلى 43 فصلاً دراسيًا في العام الحالي، ليساهم ذلك في زيادة عدد الطلاب إلى 1150 طالبًا وطالبة بدلاً من 150 طالبًا فقط في الأعوام السابقة.
ولفت إلى أن تحديد أعداد الطلاب المقبولين ارتبط بمبدأ العدالة في التوزيع، طبقًا للنسبة بين عدد سكان مدينة ومركز إدفو إلى عدد سكان مدينة السباعية، علاوة على نسبة عدد أسرّة مستشفى إدفو العام، بواقع 200 سرير، إلى عدد أسرّة مستشفى السباعية بواقع 22 سريرًا، لذلك تم قبول 150 طالبًا منهم 120 من إدفو و30 من السباعية.
واختتم مدير عام الصحة بأنه روعي عند فتح فصول للتمريض، أن تكون في مدن توجد بها مستشفيات مثل: مدينتي السباعية وأبو سمبل السياحية، بالإضافة إلى المراكز الإدارية، وذلك لتوفير الجانب العملي في الدراسة والتدريب من أجل تخريج ممرضين وممرضات بأعلى كفاءة ممكنة.