قال موقع "VOX" الأمريكي، إن قادة العالم يحرصون عادة على مناقشة قضية أو أزمة كبيرة تكون متصدرة قائمة أولوياتهم، خلال التقائهم السنوي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار الموقع إلى أن أزمة اللاجئين، وتغيير المناخ كانا من بين المواضيع الأساسية التي حرص قادة العالم على التطرق إليها في الاجتماعات خلال الأعوام السابقة، إلا أن التحدي الأكبر الذي سيواجهه القادة والزعماء هذا العام، سيكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يشكك في الجهود التي تقوم بها المنظمة. وكان الرئيس الأمريكي قد وصف الأممالمتحدة سابقا بالملتقى الذين يجتمع فيه مجموعة من الأشخاص لقضاء وقت مُمتع، ووصف أدائها ب"الضعيف". كما اقترح ترامب تخفيض التمويل الأمريكي للأمم المتحدة، وعلقت الأخيرة على هذا بأنه سيجعل عملها غير مُمكن، إذ أن الولاياتالمتحدة تعد أكبر مساهم مادي بالمنظمة، ولاعبا أساسيا في اتخاذ القرارات بشأن العديد من القضايا الحساسة، بداية من إرسال المساعدات الغذائية، وقوات حفظ السلام، وصولا إلى منع انتشار الأسلحة النووية. وأصبح ترامب محط أنظار العالم، خاصة وأنه سيستضيف قادة العالم في الأممالمتحدة، لحضور اجتماعات الدورة ال72 للجمعية العامة، وسيكون أول مُتحدث في المؤتمر يوم الثلاثاء المُقبل. ويتساءل الموقع عما إذا كان ترامب سيتصرف بنفس الطريقة التي تعامل بها أسلافه في هذه المناسبة، ويتحدث عن الإجراءات الضرورية التي يجب اتخاذها لإنهاء الأزمات، أم سيكسر العُرف، ويصدر تهديدات للدول التي تشكل خطرا على أعضاء الأممالمتحدة، ويقترح حلولا توحي بأن الولاياتالمتحدة ترغب في تولي زمام الأمور بمفردها في بعض القضايا، مثل أزمة كوريا الشمالية. "كسر العُرف" ووفقا للموقع فهناك أمران كبيران يجعلان اجتماع الجمعية العامة هذا العام مختلفا عن ذي قبل، أولا، نية الرئيس الأمريكي للبقاء في نادي الجولف خاصته خلال فترة المؤتمر، ومن المتوقع أن يستضيف قادة العالم بينما يوجد هناك. ووفقا لتقرير صادر عن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية تُحضر لعدة لقاءات من المقرر أن يعقدها ترامب مع قادة العالم في المنتجع الخاص به، إلا أن البيت الأبيض لم يُصدر أي تعليق رسمي بشأن هذا الأمر. ويعد ذلك كسرا لما هو متعارف عليه بين الرؤساء الأمريكيين، إذ أنهم عادة يمكثون في أحد فنادق نيويورك خلال الفترة انعقاد الجمعية. وثانيا، قلة أعداد الوفد الأمريكي في الجمعية العام هذا العام عن المعتاد، فعادة تُرسل الحكومة الأمريكية أكثر من 1000 شخص لحضور الاجتماعات، وتقلص هذا الرقم ليصل إلى المئات، بحسب تقارير صادرة في مجلة بوليتيكو. وقالت المجلة الأمريكية إن هناك قيود صارمة على عدد نواب الأمناء المساعدين الذين يُسمح لهم بالبقاء في نيويورك في هذا الوقت. وأثار تخفيض نسبة ممثلي أمريكا في الجمعية العامة خوف المحللين من أن الاجتماعات لن تكون قادرة لتحقيق النتائج المعنية. "خطاب ترامب" ويقول الموقع أنه من الصعب توقع ما سيقوله ترامب في خطابه أمام القادة بالجمعية، فمن الممكن أن يتطرق لعدة أمور من ضمنها انتقاد الأممالمتحدة أو التحدث عن أمن الشرق الأوسط، ومن المحتمل أيضا أن يُلقي خطابا أكثر حدة مما قدمه أسلافه خاصة فيما يتعلق بتمويل الأممالمتحدة. وهناك مجموعة من القضايا التي قد يثيرها ترامب في خطابه، ومنها على الأرجح أزمته مع كوريا الشمالية، ووفقا ل سياسيين ومحللين، هناك مجموعة من النقاط الأساسية التي قد يتطرق إليها في خطابه، أولها أزمته مع كوريا الشمالية، وقد يستغل هذه الفرصة للهجوم على الاتفاق النووي الإيراني، وقد يهدد بتخفيض نسبة التمويل الأمريكي للأمم المتحدة، إذا لم تزيد بعض الدول من المبالغ التي تقدمها للمنظمة، وقد يخلق ذلك بدوره حالة من الفوضى والخوف بشأن مستقبل الأممالمتحدة.