إعصار إيرما: نحو 50 قتيلا وخسائر تتجاوز 10 مليارات دولار

خسائر فادحة بين قتلى ومُصابين وفيضانات وانقطاعات في التيار الكهربائي وعمليات إجلاء وأضرار قُدّرت بالمليارات، خلّفها إعصار "إيرما" الاستوائي الذي تكوّن في 30 أغسطس الماضي نتيجة تجمّع الهواء الساخن في وسط أفريقيا، واستغرق نحو 10 أيام حتى عصف بجزر الكاريبي ومن بعدها ولاية فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية.
عدّه خبراء الطقس العاصفة الأكثر عُنفًا في مِنطقة المحيط الأطلسي منذ عشر سنوات، والأطول مدة منذ أن بدأت الأقمار الصناعية تسجيل هذه العواصف في سبعينات القرن الماضي. وقال الصليب الأحمر الدولي إن 1,2 مليون شخص تأذّوا بسبب الإعصار الذي ضرب جزر الكاريبي ومن بعدها ولاية فلوريدا الأمريكية، ويمكن أن يرتفع عددهم إلى 26 مليونًا.
وأعلن المركز الوطني الأمريكي للأعاصي، تراجُع شدة الإعصار إلى الدرجة الثانية بعد أن بلغت ذروتها بعد ضربها مجموعة جزر في البحر الكاريبي، لكن فيما يبدو أنها عادت لتشتد مع اقترابه من "أرخبيل كيز" في أقصى جنوب شبه جزيرة فلوريدا، التي بدأ في اجتياحها عصر الأحد، ترافقه رياح سرعتها أكثر من 215 كيلومتر في الساعة.
الخسائر البشرية
بلغت حصيلة الخسائر البشرية التي أسفر عنها إعصار "إيرما"، بحسب تقديرات فرق الإغاثة، 49 قتيلًا على الأقل إلى الآن، منها 37 شخصًا في جزر الكاريبي وما لا يقل عن 12 في فلوريدا، إضافة إلى اثنين مفقودين.
الخسائر المادية
تسبّب الإعصار في تدمير آلاف المنازل وإجلاء ملايين السكان في جزر الكاريبي، كما ألحق أضرارًا جسيمة في "أرخبيل كيز"، حيث دمّر 85 بالمئة من المساكن كليًا أو جزئيًا.
ويعاني حوالي 6.5 مليون منزلا في ولاية فلوريدا من انقطاع التيار الكهربائي بعد أن ضربها الإعصار، مع استمرار جهود الإغاثة بالتزامن مع الأعمال التي يقوم بها المهندسون لاستعادة التيار في أكثر من ثلثي منازل الولاية.
وقال حاكم فلوريدا، ريك سكوت، إن "عودة الناس إلى منازلهم سيستغرق بعض الوقت"، حسب موقع "ميامي هيرالد".
وأضاف الحاكم بعد تفقد الأضرار التي خلفها الإعصار في جولة جوية "خطوط الكهرباء انهارت في جميع أرجاء الولاية. هناك طرق لا يمكن قيادة السيارات فيها، على الجميع أن يتحلى بالصبر ريثما ننهي عملنا".
وأصدرت سلطات الولاية أوامر بإجلاء أكثر من 6.3 ملايين شخص من السكان عن منازلهم خشية تعرض"حياتهم للخطر".
وقال خبراء في إدارة أخطار الكوارث إن حجم الخسائر الناجمة عن "إيرما" في منطقة الكاريبي وفلوريدا يمكن أن يتعدّى 10 مليارات دولار، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وقال مركز إدارة الكوارث وتكنولوجيا الحد من المخاطر إن ذلك التقدير سيجعله أكثر العواصف التي تضرب تلك المنطقة تكلفة على الإطلاق.
وبحسب وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، فإن سوق التأمين في ولاية فلوريدا الأمريكية بانتظار خسائر ضخمة، وإنها تراقب وتقوم بتقييم الأثر المحتمل للإعصار على تصنيفات القطاع.
وأوضحت الوكالة أنه إذا نجم عن "إيرما" أو أي إعصار قوي غيره يضرب فلوريدا، خسائر تأمينية تتجاوز 75 مليار دولار، فمن الممكن أن تشهد بعض شركات إعادة التأمين في سوق الولاية ضغوطا مالية ملحوظة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.