الثقة هي الأساس الذي تبنى عليه أي علاقة ناجحة بين الزوجين ، ومن الصعب أن تعود الثقة بعد أن فقدت بينهما. ومن الممكن أن تتأثر علاقة الزوجين في مرحلة ما، بل قد يصل الأمر إلى خيانة أحدهما للآخر. وفي الوقت الذي يعتبر فيه المجتمع أن خيانة المرأة جرماً مقارنةً بخيانة الرجل، حيث يمكنه تقبلها بأي حال من الأحوال، إلا أنه يتساهل كثيراً ويغض الطرف عن خيانة الرجل. وذكر الدكتور جمال فيرويز" استشاري الطب النفسي " أن المجتمع العربي مجتمع ذكوري، ولتقبل خيانة الزوجة لزوجها والتغاضي عنها، يجب توفر العديد من السمات في الرجل. كما يجب على المرأة أن تنكر وجود أي نوع من الخيانة "حتى وإن تمت بالفعل"، وأن تتراجع عما فعلت وأن تحسن النوايا وأن تراعي بيتها وزوجها، وذلك في حال قررت الرجوع. وأضاف "فيرويز"، أنه لا يجب أن تنتظر المرأة تغيير سريع في حياتها بمجرد الرجوع، ولكن عليها تحمل نتيجة خطأها وأن تتغاضى عن العديد من الحقوق لفترة طويلة لحين عودة الحياة لطبيعتها. فإذا أرادت أن تكسب قلب زوجها وبناء الثقة من جديد، يجب عليها أن تعيد النظر في العديد من مواقفها، وتغيير الكثير من الأمور لأن ذلك يعتبر بمثابة بناء علاقة بأساس جديد. أما من حيث خيانة الزوج لزوجته وطرق الاعتذار لها، قال الدكتور طه أبو حسين، استشاري الصحة النفسية، أن العلاقة المحرمة بين الزوج وامرأة أخرى لها مردود شخصي عليه هو، وللخيانة الزوجية شقين الشرعي والعاطفي، من حيث الشرع فإن خيانة الزوجة خطأ شرعي يقع فيه الزوج وعليه لكنه لا يجب أن يهدد بنيان الأسرة. وأضاف "أبو حسين"، شرعيًا خيانة الزوجة لا يجب أن تكون سببًا لهد الأسرة، وعلى الزوجة أن تبحث في نفسها عن ما الذي جعل زوجها ينصرف عنها ويبحث عن امرأة أخرى تعوضه شيئًا ما ينقصها، وفي نفس الوقت يجب أيضاً من الناحية العاطفية أن يعتذر الزوج وأن يعدها بعدم تكرار فعلته وأن يعتبر ما جرى هو "نزوة" أو أنه تصرف وقتي فقط. وأشار استشاري الصحة النفسية، أن على الزوج إدراك قيمة الخطأ الذي ارتكبته وأن لا يكرره مرة أخرى حتى لا يضيع قيمة اعتذاره، ويجب اختيار الوسيلة والطريقة الأفضل للاعتذار المناسب للشخص، ممكن أن تكفيه رسالة أو هدية ذات قيمة معنوية أو رحلة إلى مكان وكل هذه الطرق تشعر الشخص بمدى قيمته لدى الشخص المخطئ.
