صحف الخليج تتحدّث عن "فشل" جولة أردوغان وتضليل الإعلام القطري

تصدّرت جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي انطلقت من المملكة العربية السعودية وشملت الكويت وقطر، سعيًا لحل الأزمة القطرية، اهتمام صحف الخليج في أعدادها الصادرة الثلاثاء.
وأجمعت صحف الخليج على "فشل" أردوغان في تخفيف الضغوط على الدوحة، في الوقت الذي أعلنت فيه الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب "السعودية ومصر والإمارات والبحرين"، قائمة إرهاب جديدة تضم 9 كيانات و9 أفراد على صلة بدعم الإرهاب المرتبط بقطر. كما تطرّقت إلى الإعلام القطري الذي وصفته ب"المُضلّل".
"وساطة تركيا"
تحدّثت صحيفة "عكاظ" السعودية عن وساطة تركيا في الأزمة القطرية، بعد انتهاء الجولة الخليجية للرئيس رجب طيب أردوغان، والتي زار خلالها الملكة العربية السعودية والكويت وقطر على مدى يومين، في تقرير حمول عنوان "زمن الوساطات التجميلية.. انتهى".
ونقلت الصحيفة عن مصادر خليجية إن فرص نجاح وساطة الرئيس التركي تبدو "ضئيلة" لعدة اعتبارات استراتيجية؛ أهمها أن قطر أجهضت أساسًا الوساطة الكويتية بتسريبها مطالب الدول الأربع، عبر إعلامها القطري، فضلًا عن استهتارها بالأعراف الدبلوماسية لدور الوسيط.
وقالت المصادر إن "الدول الرباعية لن تتنازل مُطلقًا عن مطالبها الشرعية والعادلة التي قدّمتها لقطر، بل ستتخذ كل الإجراءات والتدابير السياسية والاقتصادية والقانونية التي تحفظ أمنها"، مُضيفة أن "الشيء الأهم هو أن تركيا غير مُحايدة في الأزمة القطرية نظرصا لمواقفها المُعلنة التي اتخذتها منذ بداية الأزمة لصالح قطر، فضلًا عن إرسالها قوات تركية لتعزيز وجودها في القاعدة العسكرية في الدوحة".
وعلى العدد ذاته من الصحيفة، وتحت عمود "تلميح وتصريح"، قال الكاتب السعودي حمود أبوطالب، إن "جولة أردوغان للتوسّط في المشكلة تبدو مختلفة ومثيرة وتتطلّب الحديث عنها، ليس أملًا في نجاحها، ولكن لطبيعة الموقف التركي من الأزمة منذ بدايتها، أو حتى قبل ذلك، والذي اتضح فيه الانحياز الفوري للجانب القطري بتصريحات لبعض المسؤولين الأتراك تبعتها تلميحات للرئيس أردوغان نفسه".
وأضاف الكاتب، في مقاله بعنوان "تركيا.. الوسيط المنحاز!" أن"تركيا جزء من المشكلة وطرف في تأزيمها وبالتاللي تفتقد أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في أي وسيط وهي الحياد".
واختتم مقاله بتوجيه رسالة إلى أردوغان، جاء فيها: "لديك ما يكفي من المتاعب يا فخامة الرئيس، والأفضل أن تركز عليها بدلًا من إضافة المزيد إليها".
"فشل أردوغان"
وقالت "الخليج" الإماراتية إن جولة الرئيس التركي لم تُحدِث أي اختراق أو تغيير في موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر أو تخفيف الضغوط.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي حمل عنوان "أردوغان فشل في إنقاذ الدوحة"، تأكيد مراقبين على أن الجولة فشلت في تخفيف الضغوط على قطر، مُوضحين أن الدوحة لجأت لأردوغان نتيجة الضغوط التي مارستها الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر.
وأضافوا أن "مستوى إدارة الأزمة مع قطر ارتفع لمستوى أعلى بداية بخطاب تميم مرورًا بالدفع بالرئيس التركي لحل الأزمة"، مُشيرين أن خطاب أمير قطر كان بداية لسلم التنازلات التي ستتبعها الدوحة لتخفيف الضغوط عليها، وأنها ترمي بثقلها على الجانب التركي والغربي لحل الأزمة.
"الإعلام القطري"
فيما اهتمت "البيان" الإماراتية بالحديث عن الإعلام القطري، الذي وصفته بأنه "يُجيد الرقص على جثث الموتى"، قائلة إنه "يرى في الدمار نصرًا وفي الخراب سبقًا".
وتحت عنوان "الإعلام القطري.. الرقص على جثث الموتى"، قالت الصحيفة إن الإعلام القطري "يملك سجلًا حافلًا وطويلًا في التضليل وتقديم المعلومات المزيفة على مستويات عدة لا تقف عند العالم العربي، بل تخطّته لتصل إلى تزييف تصريحات المسؤولين الدوليين، ومحاضر الاجتماعات الأممية".
وأضافت أن "الإعلام الذي يقوم على أساطين من المأجورين الذين يغيرون مواقفهم مثل ملابسهم لا يمكن لفبركاته الواضحة والمفضوحة أن تؤثر في مشاهد أو متلقي".
كما نشرت الصحيفة، في عددها الثلاثاء، رسمًا كاريكاتوريًا بعنوان "الإعلام القطري.. مؤامرة جديدة"، يظهر فيه الإعلام القطري في شكل رجل خليجي بينما يطبخ "مؤامرة" في إناء طهي يرمز إلى قناة "الجزيرة".
"إرهاب الجزيرة"
وقالت "الخليج" الإماراتية إن قناة الجزيرة القطرية تدعم الإرهاب وتعتنق فكر التحريض على القتل. ونقلت عن خبراء أردنيين في القانون الدولي والقضاء الأمني، أن تقديم أدلّة تُثبت دعم قناة الجزيرة للإرهاب وتحريضها على القتل واتباعها أساليب إجرامية تحت غطاء حرية الإعلام يفتح المجال أمام ملاحقتها في المحكمة الجنائية الدولية.
وحدّدوا مجموعة أدلّة يمكن تضمينها في ملف الاقتصاص من «الجزيرة» في المحكمة الدولية في مقدمتها جمع الأدلّة بشأن دورها الإرهابي في مصر وسوريا وليبيا واليمن والعراق وتونس ودعمها جماعات وتنظيمات مصنّفة على أنها مجرمة وإرهابية دوليًا وكشف كافة الروابط الجامعة معها والأموال المدفوعة والوسائل التحريضية المقصودة التي قادت إلى ارتكاب جرائم حرب واغتيالات.
"قائمة الإرهاب"
أما "أخبار الخليج" البحرينية فاهتمت بقائمة الإرهاب الجديدة التي أعلنت عنها الدول الأربع، وتضم 9 كيانات و9 أفراد قالت إن لهم صلات بالتشدد الإسلامي المرتبط بقطر.
وطرحت استطلاع رأي لقُرائها، أثارت خلاله السؤال:"هل تتوقّع أن تتراجع قطر عن دعم الإرهاب؟" مُرفقًا بخيارات للإجابة: "نعم، لا ، لا أعرف".
وفي الوقت ذاته، أوردت تقريرًا أمريكيًا لموقع "فوكس نيوز"، رجّح انهيار الاقتصاد القطري نتيجة انعدام السيولة وارتفاع الإنفاق جراء المقاطعة الخليجية، متوقعًا أن تواجه قطر أزمة سيولة كبيرة مستقبلًا.
"جولة أردوغان"
فيما اهتمت الصحف الكويتية بجولة أردوغان، فنقلت "الوطن" تصريحات أردوغان التي قال فيها: "مباحثاتنا خلال الجولة الخليجية فيما يتعلق بالأزمة أسهمت إيجابيًا.. وسنواصل الوقوف إلى جانب السلام"، إضافة إلى دعوته إلى ضرورة التخلي عن كذبة "طعن العرب للاتراك من الخلف" التي كُرّست في عقول الأجيال من خلال المناهج الدراسيةز
وأشارت "الراي" إلى تأكيد أردوغان، في ختام جولته الخليجية، ضرورة استمرار وساطة الكويت لحل الأزمة الخليجية عبر التفاوض والحوار. وذكرت أن اللقاء بين أردوغان وأمير قطر استمر ساعتين ونصف الساعة في الديوان الأميري، أعقبته مأدبة غداء على شرف الرئيس التركي، ومحادثات منفصلة بين الوزراء والمسؤولين في الوفد المرافق لأردوغان ونظرائهم القطريين.