رحلة محمد نجيب مع الرؤساء.. شطبه عبد الناصر وكرمه مبارك وخلده السيسي

33 عامًا مرت على وفاة الرئيس محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد حركة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952.
ورغم نجاح الثورة في الإطاحة بالنظام الملكي في مصر، وتحويلها إلى النظام الجمهوري تحت رئاسة "نجيب"، فإنه لم يستمر طويلًا، حيث أُجبر على ترك منصبه بعد خلاف مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عام 1954.
وقعت الأزمة بين عبد الناصر ونجيب، بعد إعلان الأخير رغبته في عودة الحياة النيابية لمصر، وعودة الجيش إلى ثكناته وترك الحياة السياسية للأحزاب والقوى المدنية، الأمر الذي لم يقتنع به عبدالناصر. بحسب ما ذكره نجيب في كتابه "كنت رئيسًا لمصر.
وبعد إطاحة عبدالناصر بمحمد نجيب، قرر وضعه قيد الإقامة الجبرية في فيلا بمنطقة المرج، وشطب اسمه من الكتب والوثائق والمناهج الدراسية فضلا عن منع ظهوره إعلاميا.
وظل نجيب قيد الإقامة الجبرية حتى أمر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بإطلاق سراحه عام 1971.
وفي أبريل 1983، أمر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بتخصيص "فيلا" لنجيب بمنطقة القبة، وإعادة اسمه إلى جميع الوثائق والكتب والمناهج الدراسية، باعتباره أول رئيس لمصر.
وعند وفاته عام 1984 تقدم مبارك الجنازة العسكرية التي أقامها له، وتخليدًا لذكراه أطلق اسمه على إحدى محطات مترو الأنفاق "محطة محمد نجيب"، فضلًا عن افتتاحه متحفًا خاصًا بنجيب عام 2007 في القرية الفرعونية يضم عددًا من مقتنياته بعد إعادته كافة الأوسمة والنياشين لعائلة نجيب.
وفي عام 2013، منح المستشار عدلي منصور الرئيس الأسبق- في الفترة الانتقالية - عائلة نجيب قلادة النيل العظمى.
واليوم، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي اسم نجيب على أكبر قاعدة عسكرية في الوطن العربي، على مساحة 18 ألف فدان، شهد افتتاحها عدد من قادة الدول العربية أبرزهم: الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، والشيخ سلمان بن حمد بن عيسى الخليفة ولي العهد نائب ملك البحرين، والشيخ محمد الخالد الحمد الصباح وزير الدفاع ممثلًا عن أمير دولة الكويت الشيخ صباح أحمد الجابر، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
يقول اللواء سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة سابقًا، إن التاريخ دوما يعطي لكل ذي حق حقه مهما طال الزمن، موضحًا - لمصراوي - أن قرار الرئيس السيسي بإطلاق اسم الرئيس الراحل محمد نجيب على أكبر قاعدة عسكرية مصرية، كان تأكيدا على وفاء مصر دولة وشعبا للرجل.
وعن أهمية قاعدة محمد نجيب العسكرية قال فرج إنها أول قاعدة تقام في مصر على مساحة 18 ألف فدان، كما أنها تتمتع بأعلى مستوى من الحرفية والإمكانات والقدرات الخاصة لإيواء القوات، وأيضا ساحات التدريب المختلفة لكافة الأسلحة.
وأوضح فرج أن إنشاء هذه القاعدة العسكرية في هذه المنطقة "مرسى مطروح شمال غرب البلاد"؛ يهدف إلى تأمين الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الغربي في اتجاه الحدود الليبية خاصة بعد ظهور التهديد المباشر لمصر بعد سقوط نظام معمر القذافي، وأيضا لتأمين المفاعل النووي بالضبعة، خاصة بعد إعلان عن وصول نظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسيS300، أحدث نظام دفاعي في العالم ضد الطائرات والصواريخ المعادية.
ورفع الرئيس عبدالفتاح السيسي علم مصر على قاعدة محمد نجيب العسكرية، في بداية حفل تخرج مجمع للكليات العسكرية بمدينة الحمام بقاعدة محمد نجيب العسكرية، بحضور: الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكبار قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وممثلي الدول العربية.